كانت مراسم تشييع جثمان حيدر عبدالشافى نموذجا نادرا للوحدة الفلسطينية فقد شارك الآلاف فى جنازته حيث كان يحظى باحترام وإجماع الفصائل الفلسطينية وكان عبد الشافى قد توفى بعد منتصف ليلة 24 سبتمبر (فى مثل هذا اليوم 2007) وكانت الوفاة قرب الفجر مما حدا بالبعض إلى أن يسجلوا يوم وفاته بأنه يوم 25 سبتمبر. توفى حيدر عن 88 عاما بعد صراع مع مرض السرطان. أما عن سيرته فتقول إنه ولد عام 1919 وعاش فى قطاع غزة وتلقى علومه الابتدائية فيها، ثم أرسل إلى الكلية العربية فى القدس لمتابعة دراسته الثانوية، وبعد تخرجه منها فى عام 1936 توجه إلى لبنان والتحق بالجامعة الأمريكية فى بيروت ودرس الطب والجراحة. تخرج بعام 1943وعمل فى يافا فى مستشفى البلدية التابعة لسلطة الانتداب البريطانى، شارك بتأسيس الجمعية الطبية الفلسطينية عام 1945. غادر إلى الولاياتالمتحدة وتخصص فى الجراحة العامة بأحد المستشفيات الكبرى بمدينة دايتون فى ولاية أوهايو، وفى عام 1954 عاد إلى قطاع غزة وكان قد وضع تحت الإدارة المصرية. عمل جراحاً فى مستشفى تل الزهور التابع للإدارة المصرية فى عام 1960، اختير عام 1962 رئيساً للسلطة التشريعية للقطاع حتى عام 1964 بين عامى 1964 و1965 خدم كعضو فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وصار بحلول عام 1966 الزعيم الأبرز فى القطاع واعتقلته السلطات الإسرائيلية لبعض الوقت بتهمة تأييد سياسات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التى أسسها صديقه وزميله الدكتور جورج حبش. وواصل بعد إطلاق سراحه تحدى السلطات الإسرائيلية رافضاً أى شكل من أشكال التعاون معها، فنفته بأوامر مباشرة من وزير الدفاع موشيه دايان إلى قرية نخل بوسط شبه جزيرة سيناء لمدة ثلاثة أشهر شارك فى الوفد الأردنى- الفلسطينى فى مؤتمر مدريد للسلام والذى عقد بعام 1991، وبعدها أسندت إليه مهمة رئاسة الوفد الفلسطينى المفاوض فى مباحثات واشنطن على امتداد 22 شهراً خلال عامى 1992 و1993 إلى أن استقال من الوفد فى أبريل 1993 بسبب استمرار الخلاف على عقدة المستوطنات الإسرائيلية التى رفض أى تسوية لا تنص على إزالتها. انتخب فى عام 1996 عضواً فى المجلس التشريعى الفلسطينى بأعلى الأصوات وفى 30 مارس 1998 انسحب من المجلس داعيا لمزيد من الديمقراطية داخل السلطة الوطنية الفلسطينية وإنشاء قيادة وحدة وطنية تجمع كل الفصائل والتيارات، شكك حيدر بمصداقية خريطة الطريق التى تدعمها الولاياتالمتحدة.
