واصل الوفد المصرى، المتواجد حاليا فى باريس، لقاءاته أمس مع سفراء الدول الأعضاء فى المجلس التنفيذى فى اليونسكو، للحصول على دعم للمرشح المصرى لمنصب مدير عام اليونسكو فاروق حسنى وزير الثقافة، قبيل الجولة الرابعة من الانتخابات، والتى عقدت فى السادسة والنصف مساء أمس. وتزداد مهمة حسنى صعوبة بعد انسحاب المرشحة النمساوية بنيتا فريرو لصالح البلغارية أرينا بوكوفا، أمس الأول، رغم أن حسنى مازال يحتل حتى الآن صدارة السباق على اليونسكو بحصوله على 25 صوتا فى الجولة الثالثة، مقابل 13 صوتا لبوكوفا، و11 لفريرو، و9 لمرشحة الإكوادور إيفون باقى. وقالت مصادر فى اليونسكو: إذا استطاعت المرشحة البلغارية الحصول على جميع أصوات فريرو، فسيكون الأمر صعباً جداً على المرشح المصرى، متوقعة أن تشهد الجولة الرابعة منافسة قوية بين حسنى ، والمرشحة البلغارية، ومرشحة الإكوادور. أضافت المصادر: «الوفد المصرى أجرى عدداً من اللقاءات مع السفراء أعضاء المجلس التنفيذى فى المنظمة قبل الجولة الرابعة، لضمان تأييد الدول التى سبق أن أعطت لحسنى، وعددها 25 دولة، واستغلال فرصة انسحاب فريرو فى الحصول على أصوات إضافية من الدول التى تدعمها لتحقيق الفوز». وأعربت المصادر عن «خوفها من أن يؤدى الضغط الأمريكى على مرشحة الإكوادور التى تحظى بدعم من الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى ذهاب أصوات (باقى) إلى المرشحة الأوروبية فى صفقة أمريكية أوروبية لإقصاء العرب». وأشارت المصادر إلى أن المندوب الأمريكى فى اليونسكو ديفيد كيليون ما زال يقوم بحملات داخل المنظمة لمنع فوز حسنى، وقالت إن الوفد المصرى يضطر أحيانا إلى تكرار لقاءاته مع أعضاء المجلس التنفيذى أكثر من مرة بسبب الضغوط التى تمارس عليهم من الولاياتالمتحدة لسحب تأييدهم لحسنى. وأرجعت المصادر سبب التقدم «البطىء» لحسنى فى السباق نحو اليونسكو إلى «زيادة الحملات المضادة له من قبل اللوبى اليهودى». ولا تقتصر حملة مصر على الوفد الموجود فى اليونسكو بل تحاول القاهرة دعم مرشحها على جميع المستويات عبر الاتصالات على مستوى الزعماء ووزراء الخارجية، وفى هذا السياق أجرى أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عددا من المشاورات بباريس أمس الأول لدعم حسنى. والتقى أبوالغيط أيضاً خلال توقفه اليوم بباريس، وهو فى طريقه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسنى ووزير التعليم العالى هانى هلال. من جانبها، توقعت مرشحة الإكوادور إيفون باقى أن يستمر السباق حتى المرحلة الأخيرة أى الجولة الخامسة وقالت إنها ستواصل حتى النهاية وستكون سعيدة لكونها عربية تصل لرئاسة اليونسكو. وقالت ل«المصرى اليوم إن المنظمة الدولية تحتاج إلى وجود رئيس عربى، وبالأحرى امرأة عربية حتى تفهم المشاكل التى يواجهها العرب ليستطيع التعامل فى الفترة المقبلة. ووصفت فاروق حسنى بأنه منافس شرس للغاية، وقالت: «لو فزت سأعمل من أجل السلام ومحاربة الفقر، مطالبة العالم العربى بتفهم أنها عربية فى النهاية وتتحدث العربية بطلاقة ومن الخطأ الادعاء بغير ذلك». وقالت: «أنا كنت تحت وطأة المدافع الإسرائيلية، وحتى أسرتى تعرضت لضغوط شديدة وقت الحرب فى الاجتياح الإسرائيلى على لبنان وأصبت فى إحدى المرات، وأذكّر العالم أن اسمى هو إيفون ليلى خويس عبدالباقى، ووالدى هو خويس عبدالباقى، وأمى من عائلة أبوشقرا، وأنا عربية جهة الأب والأم، ويجب علينا نحن العرب أن تكون لدينا قوة من العمل نحو السلام». ورفضت إيفون الادعاءات القائلة بأنها جاءت من أجل تفريق الأصوات العربية وقالت: «أنا هنا من أجل تجميع الأصوات لذا أسير فى جميع الطرق وأسعى للحصول على الأصوات لا تفرقتها بين الأوروبيين والعرب». ورداً على سؤال حول الدعم الأمريكى قالت إيفون إنها بالفعل مدعومة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما، معربة عن فخرها بذلك وقالت: «كنت سأقبل اللوم من العرب لو كان جورج بوش هو من دعمنى فأوباما خاطب العالمين الإسلامى والعربى من القاهرة، فما العيب فى أن أكون مدعومة منه وهو يعمل على التغيير نحو الأفضل والسلام». وأضافت: «أنا مرشحة الإكوادور، وأنا قبل كل شىء امرأة عربية وأعتقد أن حصول فاروق حسنى على أكبر الأصوات فى الجولات الماضية لا يعنى أنه فاز وسنذهب لجولات حاسمة». وأعرب وزير خارجية النمسا «ميخائيل شبندل إجر» عن أسفه لانسحاب مرشحة النمسا بنيتا فريرو فالدنر من سباق الترشح لرئاسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» عقب الجولة الثالثة للتصويت. وقال إجر، فى تصريح صحفى أمس، إن النمسا رشحت مفوضة المجموعة الأوروبية للعلاقات الخارجية للمنافسة على هذا المنصب، وهى التى أظهرت خبرات وكفاءة منقطعة النظير فى جميع المناصب التى تولتها فضلا عن منصبها الحالى فى المفوضة الأوروبية، ورغم الدعم المتزايد من الدول الأوروبية، لم تنجح للأسف فى تأمين الأغلبية المطلوبة للفوز بهذا المنصب. ودعت فرنسا جميع المرشحين لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو إلى الدفاع عن المبادئ الأساسية التى جاءت فى ميثاق المنظمة، وخاصة التسامح والحوار بين الثقافات. وأشارت، فى تعليق من مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريشتين فاج، إلى دعوة المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية النمساوية بنيتا فريرو فالدنر - التى سحبت ترشيحها للمنصب - إلى الاحترام الكامل للقيم الأخلاقية ومُثل اليونسكو التى هى على المحك فى الانتخابات الجارية لاختيار المدير العام القادم للمنظمة. وأشادت الخارجية الفرنسية بفالدنر، وحيّت تصميمها وكفاءتها خلال حملتها الانتخابية لليونسكو.