تزين صور الرئيس جوزيه إدواردو دوس سانتوس، أنحاء أنجولا، لكن السكان ليسوا بحاجة إليها ليتعرفوا إلى وجه الزعيم، الذى يحكم بلدهم منذ 30 عاماً، فبعد وفاة الرئيس الجابونى عمر بونجو أوديبما فى يونيو الماضى، أصبح دوس سانتوس فى المرتبة الثانية بين رؤساء الدول فى أفريقيا فى مدة الحكم بعد الزعيم الليبى معمر القذافى، وخلافاً للاحتفالات التى أقيمت بمناسبة الذكرى ال40 لتولى القذافى السلطة، لن يحتفل دوس سانتوس علناً بهذا الحدث بعد شهر من بلوغه ال67 من العمر. وقال كواتا كانوا، الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير أنجولا: «لم يتقرر أى شىء فى الحزب»، وتأتى الذكرى ال30 لتوليه السلطة فى 1979، بعدما اختارته الحركة الشعبية لتحرير أنجولا إثر وفاة راعيه أجوستينو نيتو، بينما تتزايد الضغوط الدولية على أنجولا لتنظيم اقتراع رئاسى، وأخر هذا الاقتراع صياغة دستور جديد حتى السنة المقبلة. وقالت المعارضة إنها مناورة تسويفية تسمح لدوس سانتوس بالتمسك بالسلطة عبر فرض اقتراع رئاسى غير مباشر، لكن المستثمرين يرون أن بقاء سانتوس فى السلطة لفترة طويلة يعنى استقرار البلد الذى يقوم بعملية إعادة إعمار والغنى بالنفط والألماس. ويقود الرئيس أنجولا بقبضة من حديد، من الجيش إلى وسائل الإعلام، مروراً بالمؤسسات العامة، وقلة من الأنجوليين ينتقدونه علناً بينما يمكن أن يزج بالصحفيين فى السجن، ولكن بعض الأصوات فى المعارضة ومثقفين يحاولون إدانة التجاوزات وما يسمونه «الإدواردية»، أى مشاركة أقرباء الرئيس والمقربين منه فى اقتصاد البلاد، ومع أن أنجولا تعتبر من أهم الدول المنتجة للنفط فى أفريقيا وتشهد نسبة نمو قياسية، يعيش ثلثا مواطنيها فى فقر مدقع.