وجدت نفسى متابعاً لما يحدث هذه الأيام فى انتخابات مجالس إدارات الأندية الرياضية الكبرى منها والمتوسطة والصغرى، والحديث فى الرياضة انتقل بعبقريتنا الفذه من الملاعب والأبطال والنتائج إلى صراع وأضواء وشهرة لمن يفوز فى انتخابات الأندية، وحزن وأسى لمن يخسر، لقد أطلقت العنان لعقلى وأنا أستعرض ما يجرى على الساحة الرياضية، وقلت إن الرياضة فى مصر ملاذها الوحيد هو الأندية بعد أن تم بناء فصول فى أفنية المدارس، وأصبحت الجامعات مكتظة بمئات الآلاف من الطلاب على مساحات ضئيلة متواضعة، وبعد أن تم موافقة الدولة على بناء وإنشاء المعاهد بدون ملاعب رياضية، بالإضافة إلى أن مراكز الشباب التى أنشئت لأغراض هتافية سياسية لم تستطع حتى الآن على مدى خمسين عاماً إفراز بطل عالمى أو دولى، وإذا كان الأمل الوحيد الباقى فى الرياضة المصرية هو الأندية بما تملكه من مساحات ملاعب وقاعدة كبيرة من النشء، إلا أننى أجد أن هذا الأمل يتضاءل عندما أقرأ البرنامج الانتخابى لكل مرشح من قوائم المرشحين للانتخابات الساخنة التى تجرى الآن، تسمع فى البرامج والوعود، وفى الندوات وعلى صفحات الرياضة كل شىء إلا الرياضة، وأمثلة ذلك كثيرة منها إنشاء دار للمسنين لأعضاء النادى وإنشاء حضانة للأطفال، وبناء مول تجارى وتوفير مساكن من خلال جمعية تعاونية لأعضاء النادى، بالإضافة إلى الإعلان عن الخدمات التى تبدأ من أول الإفطار إلى نهاية اليوم بأسعار خيالية والتى تنتهى بتقديم خدمة سيارة حمل الموتى إلى الوداع الأخير، ومع احترامى لكل هذه الأنشطة الخدمية، لكنها تعطينا مؤشراً خطيراً هو ضياع الرياضة التى هى مسؤولية الأندية الأولى ونجدها على جميع لافتات أسماء الأندية تنتهى بكلمة الرياضى. أؤكد أننى لم أجد نادياً رياضياً فى العالم يقوم بأى عمل خارج نطاق الرياضة التى تدعمها الدول بتوفير أراض بأسعار مجانية لترتقى بشعوبها من خلال الممارسة والبطولة الرياضية، وجميع أنشطة الخدمات التى يطلقها المرشحون لجذب الأصوات هى من اختصاص جهات أخرى غير الأندية ولكن للأسف انصاع المرشحون لمن يحقق غايتهم بالفوز بإغراء أعضاء الأندية بالخدمات حتى إن أحد المرشحين بالإسكندرية أطلقوا عليه فى الدعاية الانتخابية «مستر خدمات»، يا فرحتى على الخدمات فى الأندية والملايين التى يتم صرفها فى المبانى الاجتماعية وإعادة تأسيسها بالأثاث الفاخر ومحال الطعام من الكشرى إلى الفيشار واللب والمأكولات السريعة غير الصحية لأبناء الأعضاء. لقد تفادى المرشحون بالأندية الحديث عن توسيع قاعدة الممارسة لأبناء الأعضاء، وعن صناعة البطل التى هى المسؤولية الأولى للأندية لأنها أصعب حاجة، لم يتقدم أى من المرشحين ببرنامج يتيح لأطفال النادى ممارسة أى نوع من الرياضة مجاناً حتى سن 13 سنة لاختيار المتفوقين.. لقد وجد المرشحون أن الطريق للنجاح هو فى تأدية الخدمات.. يا فرحتى مرة ثانية بالعيد.. كل عام وأنتم بخير.