ما بعد الولادة، هل تحظى الموظفة الأم بالدعم الكافي؟ القانون يجيب    البابا تواضروس يستقبل وكيل أبروشية الأرثوذكس الرومانيين في صربيا    القومي للمرأة ينظم ورشة عمل تفاعلية لخريجات برنامج المرأة تقود    بدء توافد طلائع الحجاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة    الرئيس السيسي يشيد بالمشاورات الناجحة والبناءة مع رئيس وزراء اليونان    كشف حساب بيسيرو مع الزمالك بعد رحيله عن الفريق    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    الرياضية: مدرب فولام يوافق على تدريب الهلال    عمر طلعت مصطفى: الجولف ليست لعبة للأثرياء    إحباط ترويج 41 كيلو مخدرات و59 قطعة سلاح ناري ب3 محافظات    بسبب الفلوس.. إصابة شخصين في مشاجرة بالوراق    تعليم دمياط تكشف حقيقة واقعة تسلق شخص سور مدرسة    مصرع شخصين في حريق نشب داخل مركز صيانة سيارات بالهرم    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    القبض على 3 طلاب حاولوا الاعتداء جنسيا على طفلة في كرداسة    أوبرا الإسكندرية تقيم حفل ختام العام الدراسي لطلبة ستوديو الباليه آنا بافلوفا    مهرجان أسوان يسدل الستار عن دورته التاسعة بإعلان الجوائز    "نجوم الساحل" يعلنون بداية فصل الصيف بطريقتهم الخاصة مع منى الشاذلي غدًا    منها «السرطان».. 5 أبراج تجيد الطبخ بالفطرة وتبتكر وصفات جديدة بكل شغف    كندة علوش: شعري وقع ولوعمرو يوسف خاني هضربه    تنظيم عدد من الأنشطة بقصور الثقافة بالشرقية    قطاع الفنون التشكيلية يعلن أسماء المشاركين في المعرض العام في دورته 45    منتج "سيد الناس" يرد على الانتقادات: "كل الناس كانت بتصرخ في المسلسل"    لأول مرة، مناقشة رسالة ماجستير حول الطب الدفاعي بحضور نقيب أطباء مصر (صور)    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    حزنا على زواج عمتها.. طالبة تنهي حياتها شنقا في قنا    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    فيديو.. خالد أبو بكر للحكومة: مفيش فسخ لعقود الإيجار القديم.. بتقلقوا الناس ليه؟!    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    السنغال بالزي الأبيض والكونغو بالأزرق في كأس إفريقيا للشباب    هبوط مؤشرات البورصة بختام تعاملات الأربعاء بضغوط مبيعات أجنبية    مدبولي يُكلف الوزراء المعنيين بتنفيذ توجيهات الرئيس خلال احتفالية عيد العمال    طلعت مصطفى تعلن تحقيق 70 مليار جنيه من «ساوث ميد» خلال يوم.. وإجمالي مبيعات المجموعة يرتفع إلى 160 مليار خلال 2025    مجدي البدوي: عمال مصر رجال المرحلة.. والتحديات لا تُحسم إلا بسواعدهم    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    وظيفة قيادية شاغرة في مصلحة الجمارك المصرية.. تعرف على شروط التقديم    «العمل» تطلق حزمة برامج تدريبية لتطوير قدرات العاملين    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    إصابة ضباط وجنود إسرائيليين في كمين محكم نفذته المقاومة داخل رفح الفلسطينية    وكالة الأنباء الفلسطينية: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي لمدرستين في مخيم البريج ومدينة غزة إلى 49 قتيلا    كيف يتم انتخاب البابا الجديد؟    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    هل انكشاف أسفل الظهر وجزء من العورة يبطل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    المستشار الألماني الجديد يبدأ أول جولة خارجية بزيارة فرنسا    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    أحمد سليمان: هناك محاولات ودية لحسم ملف زيزو.. وقد نراه يلعب خارج مصر    صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يعلن عن وظائف شاغرة    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عبدالعزيز حجازى رئيس وزراء مصر الأسبق: لم أهبط على رئاسة الوزراء بالباراشوت مثلما يحدث هذه الأيام
نشر في المصري اليوم يوم 19 - 09 - 2009

مازال البعض يتذكر الهتافات التى ترددت فى بداية السبعينيات «حكم النازى ولا حكم حجازى» وحجازى هو الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس وزراء مصر وقتها، وكان قبلها وزيرًا للمالية لمدة 6 سنوات، كان قريبًا جدًا من الرئيس جمال عبدالناصر.. ومن بعده الرئيس السادات، واشتهر حجازى بحدته وطيبته وحبه للعمل، لذلك يحظى باحترام الجميع بعد أن ترك العمل فى الحكومة.
الدكتور حجازى يرصد فى حواره مع «المصرى اليوم» ملامح زمن انقضى، ومعالم زمن لا يريد أن ينقضى، ونبدأ الحوار بسؤال مباغت يتردد على ألسنة المتحلقين حول نخبة المال والسلطة فى مصر.
■ هل لديك فيلا فى مارينا؟
- لا.. لدىّ فيلا فى المعمورة من سنة 66 وأقيم فى المعمورة أثناء الصيف.
■ كم مرة ذهبت إلى مارينا؟
- عمرى ما ذهبت إليها إلا مرة واحدة مؤخرًا ذهبت مع ابنى لمدة يوم واحد فقط.
■ لماذا لم تحرص على امتلاك فيلا هناك كما فعل أغلب الوزراء والمسؤولين؟
- لو أعطونى 10 ملايين جنيه كى أسكن فى مارينا لن أقبل، بل أقول لو أعطونى 10 ملايين وفيلا كى أسكن هناك سأرفض.
■ لماذا؟
- هذا الكم من القصور و«الهيصة دى» فى مارينا للنميمة والتفاخر فيما بينهم!! «الشباب مش لاقيه تاكل فى مصر» وهناك أسر تتداول الفطار يعنى لو الأسرة بها 4 أفراد 2 يفطروا النهارده والاثنان الآخران يفطران اليوم التالى!! عندى ألف قرية معدمة، الدولة بتقول فيه ألف قرية معدمة فهل الأولوية.. إنى أبنى «قصر» ب10 ملايين جنيه فى مارينا، أم أحل مشكلة الشباب المصرى؟!
ثم يأتى الأصدقاء العرب ويؤجرون فيلات مسؤولين بمارينا فكيف يريدون الناس أن تتجاوب معهم؟!
■ وما الذى دفعك للذهاب إلى مارينا مؤخراً؟
- حبيت أروح أشوف.. ابنى كان عازمنى عنده فى فيلا فى الكيلو 80، فى قرية أنا كنت عاملها، وبعدين كنت قاعد عند ابنى فى البلكونة قصادى جنينة والبحر ومن 5 - 6 أفراد يتمشوا.. هذه هى الراحة.
فمن كثرة ما سمعت عن مارينا قلت لابنى ودّينى أتفرج، فذهبت لأتفرج فشاهدت الشباب الذى يسهر حتى الخامسة والسادسة صباحاً، مارينا دلوقتى بقت عمرو دياب وتامر حسنى، ومش عارف مين!!
■ هل شاهدت لسان الوزراء فى مارينا؟
- قصور ضخمة جدا!! وبعضها حتى لا يطل على البحر، والشوارع مكدسة بالسيارات والناس مش عارفة تمشى، ما هذا!! أنا طالع إجازة ولا طالع للتفاخر والبهرجة والنميمة!!
■ أوصف لى شعورك بعدما رأيت مارينا؟
- شعرت «بقرف» واشمئزاز.
■ هل عرض عليك وأنت فى الحكومة أن تأخذ شيئًا أثار شكك ورفضته؟
- عرض على وأنا رئيس للوزراء أن آخذ شقة فى عمارة للأوقاف على البحر مباشرة فى سان استيفانو بالإسكندرية ورفضت.
■ مجانا أم بمقابل؟ وتمليك أم إيجار؟
- إيجار ب 16 جنيهاً - قال وهو مستنكر - أنا رئيس وزراء وآخذ شقة من الحكومة.. لا.
■ هل يعنى ذلك أنك لم تأخذ شيئاً من الحكومة؟
- لم آخذ شيئًا على الإطلاق، والفيلا التى أملكها فى المعمورة هى فيلا صغيرة اشتريتها منذ أن كنت أستاذاً فى الجامعة عام 66 أى قبل أن أكون وزيراً أو رئيساً للوزراء، حتى الفيلا التى فيها أولادى اشتريناها من جمعية خاصة وليست حكومية.
■ لماذا رفضت شقة الحكومة؟
- لا أستخدم سلطاتى كى آخذ شيئًا!.. الحمد لله.
■ ماذا كان رد فعلهم؟ وهل قبل وزراء فى الحكومة الحصول على شقق؟
- ظلت الشقة محجوزة لى لمدة 6 أشهر على أمل أن أتراجع ولكنى أصررت، وهناك بعض الوزراء أخذوا شققاً.
■ هل عرضت عليك رشوة وأنت فى الوزارة؟
- فى الوزارة لم يكن يجرؤ أحد أن يقترب منى.
■ لماذا؟
- لأن الكل يعلم أن شخصيتى قوية جدا منذ أن كنت معيداً.
■ لماذا عملت مدرساً؟
- عائلتى كلها مدرسون، أولادى مدرسون وأبويا وعمى مدرس.
■ هل أنت قدرى؟
- نعم أنا قدرى بكل حواسى وأؤمن بالقدر جدًا.
■ هل لدينا تخطيط عمرانى؟
- داخلين فى التخطيط دلوقتى! وأنا حاليا فى لجنة العشوائيات، الله لا «يوريك» العشوائيات فهى مزروعة على مستوى الجمهورية!!
■ وماذا فعلت اللجنة؟
- أعطينا بعض الاعتمادات لهدم بعض العشوائيات بالكامل للبناء مكانها ويتم ذلك بشكل دقيق من خلال التصوير الجوى بالكمبيوتر.
■ هل هذا هو الحل فى رأيك؟
- فى رأيى الشخصى أن سكان العشوائيات يجب أن تبنى لهم بيوت خارج القاهرة، فمثلا عندما أذهب إلى جامعة بنى سويف حاليا أرى طريق الكريمات صحراء! لماذا لا أبنى مساكن للشباب بها، فكلما نخرج إلى الصحراء ستقل الزحمة والتلوث سيقل.
■ لماذا لا يوجد لدينا خطة عمرانية؟
- عندما كنت مدرساً فى الستينيات.. كنت عضواً فى المجلس المحلى لمحافظة القاهرة قبل أن أكون وزيراً وأعددنا تخطيطاً عمرانياً ولكنهم ألغوه!
■ وبعد أن أصبحت وزيراً لماذا لم تعده؟
- هذا السؤال جيد، كانت مهمتى محددة أنا عينت بعد النكسة وكانت مهمتى دعم الجيش والتحضير لمعركة التحرير، وبصفتى مالياً واقتصادياً كانت مهمتى إنجاز تنمية اقتصادية فكانت الأولويات بالنسبة لى إنشاء بنية أساسية ومد خطوط تليفونات والمرافق.
■ البعض يقول إن التليفونات لم تكن تعمل، فأين كانت تذهب الأموال؟ للفيلات فى الساحل الشمالى أم للاستعداد لحرب التحرير؟
- طبعا للاستعداد للتحرير، ثم بعد ذلك كان التكافل الاجتماعى فى عهد عبدالناصر كان كل الطلبة الخريجين يتم تعيينهم والسيطرة على الأسعار 100٪، دخلنا معركة ماكانش فيه طابور وماكانش فيه إضرابات، كنا نعطى على «القد»، كنت أعطى مستشاراً قادماً من مجلس الدولة 10 جنيهات و12 جنيهاً، فى حين أن ما يتقاضاه بعض الناس فى مصر حالياً يصل إلى مليون جنيه فى الشهر!!
■ كم تقاضيت عندما تركت الحكومة كرئيس للوزراء؟
- عندما تركت الحكومة كرئيس وزراء أخذت معاشاً 200 جنيه «استثنائى» و600 جنيه مكافأة!!
■ ألم تستفد من موقعك كوزير أو رئيس وزراء؟
- مكتبى كان شبه مغلق لأننى أعطيت الموظفين فيه تعليمات طول ما أنا فى الوزارة بألا يحصلوا على عملية واحدة من الحكومة.
■ عملت 6 سنوات وزيراً وعملت سنة واحدة كرئيس للوزراء؟
- أخذتها سلمة سلمة ولم أنزل بهليكوبتر مثل الذين ينزلون هذه الأيام فكنت وزيراً فنائب أول رئيس وزراء، فرئيس وزراء أى أنه كانت تتم ترقيتى.
■ ما أكثر شىء أتعبك وأرهقك منذ كنت وزيراً وحتى أصبحت رئيساً للوزراء؟
- طبعاً، تمويل المعركة، وتمويل التنمية كى لا نغرق فالحمد لله أنا بدأت فى مارس 68 وتركتها فى أبريل 75 ولم نفلس ولم «نُدن» بالمليارات وعبرت بالبلد دون أزمات من خلال دراساتى وأبحاثى التى كنت أعملها فى الوزارة، نقلت مصر من عهد اشتراكى تسيطر عليه الحكومة والبيروقراطية إلى سياسة الانفتاح وليس السداح مداح، بعد أن خرجت من الوزارة كنت قد أعددت قانون استثمار وليس قانون التجارة ولا قانون «حاجة تانية» وإنما قانون استثمار للمال العربى والأجنبى فقالوا لى وأين المصرى؟ وهل المصرى يريد قانوناً إذا كان العربى والأجنبى سيكون لهما حق الاستثمار.. المصرى مالوش! المال العربى له؟ لأن البترول نحن الذين رفعنا أسعاره إحنا اللى رفعنا الأسعار، يعنى هم اغتنوا على حسابنا، والأجنبى كان يجب أن أقنن وجوده لإدخال التكنولوجيا للبلد.
■ متى تركت الوزارة؟
- بعد سنة من إعداد هذا القانون.
■ هل حزنت أم فرحت؟
- طبعاً حزنت جداً.. كان أكثر الأوقات حزناً فى حياتى.
■ لماذا؟
- لأنى كان المفروض أن أكمل ما شرعت فيه.. أنهى ما بدأته.
■ وما سبب خروجك؟
- اختلفت مع الرئيس السادات.
■ اختلفتما على ماذا؟
- وزير الداخلية نظم مظاهرات ضدى.
■ ما الذى كان يقال ويردد فى هذه المظاهرات؟
- «حكم النازى ولا حكم حجازى»، «حجازى بيه يا حجازى بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه»!، وزير فى وزارتى يعمل مظاهرات ضدى!!
■ وما الذى دفعه لتنظيم هذه المظاهرات ضدك؟
- كى يأخذ مكانى ويصبح رئيساً للوزراء!
■ وهل حقق ما كان يخطط له؟
- نعم أصبح رئيسا للوزراء!
■ من هو؟
- ممدوح سالم.
■ وماذا كان رد فعلك؟
- قدمت استقالتى.
■ وهل وافق الرئيس؟
- قلت له إما أسترد سلطاتى يا السلام عليكم، فقدمت استقالتى.
■ ولكننا فى مصر ليس لدينا ثقافة الاستقالة من الحكومة؟ هل كان ذلك متاحاً فى عهد الرئيس السادات؟
- لا أنا قلت له ما أقدرش أشتغل يا ريس.. يا أخذ سلطاتى كاملة يا السلام عليك.
■ هل كان الرئيس السادات يحبك؟
- جداً.. جداً.. جداً.
■ ألذلك وافق على استقالتك؟
- آه.. بسبب «الزن اللى كان على ودانه» من بعض الوزراء!!
■ ماذا كانوا يقولون له؟
- هذا الرجل شديد، وأنت عارف إنه كان وزير مالية.
■ هل كان يستمع لهم؟
- آه.. فهم وزراء، وكان لازم يستمع لهم، فكان يجب أن أمشى لأنى لم أكن أقدر أخضع، لأن لا أحد يستطيع أن يجبرنى على شىء، فاخترت حاجة من الاتنين.. يا أخضع يا أمشى.
■ وما النصيحة التى وجهت لك فى هذا الموقف؟
- بعض مساعدينى قالوا لى: يا دكتور إلعب شوية.
■ وماذا كان ردك؟
- قلت لهم مستنكراً: ألعب!! ده مصير بلد، وبعدين أنا قعدت 7 سنوات أشتغل بجد.
■ كم كان يبلغ راتبك؟
- 350 جنيها!
■ هل أنت نادم على ما فعلت؟
- لا على الإطلاق.. أنا سعيد جدا بما عملته، لأن اسمى مازال موجودا بعد 35 سنة لأنى كنت أعطى ومازلت أعطى حتى بعد أن خرجت ولذلك مازال اسمى موجودا والجميع يحترموننى.
■ ما الذى أخذته من الحكومة؟
- ولا حاجة، أخذت سمعة كويسة.
■ وما الذى أعطيته؟
- كل حاجة.. أعطيت عمرى كله وكل «شقايا» حتى الثانية والثالثة صباحاً.
■ هل ضحيت؟
- كثيراً.
■ هل الموافقة على الاستقالة استغرقت وقتاً؟
- لا.. مافيش.. احنا اجتمعنا السبت وأنا كنت مكلفاً بتشكيل الوزارة عندما استقلت.. فعندما تكررت المظاهرات شعرت أن هناك خطأ وإما أن أخضع لهم أو أقول لهم سلام عليكم، فكان لابد أن أحافظ على اسمى ولذلك مشيت.
■ هل كان وزير الداخلية الذى تظاهر ضدك ضمن هذا التشكيل؟
- لا إطلاقاً، ودائماً كان وزراء الداخلية والخارجية والجيش وأحيانا وزير الإعلام، رئيس الوزراء المعين هو الذى يختارهم.
■ ومن كان رئيس الوزراء المعين؟
- الرئيس أنور السادات وأنا كنت نائبه.
■ ومن أكثر الوزراء قرباً إلى قلبك عندما كنت رئيس وزراء؟
- كان لى أصدقاء من الوزراء كثيرون جداً، ووزارتى كلها كنت أنا اللى مختارها واللى خرج عن الخط «مشيته».
■ مثل من؟
- لن أقول أسماء؟
■ وماذا تعنى بالخروج عن الخط؟
- يعنى واحد كان لا يقبل تنفيذ قرارات مجلس الوزراء وكنت أنا الذى اخترته ورجل كويس جداً! هذا واحد، والثانى كان صديقى جداً، ويكتب مذكرات حلوة جداً، ويسهر معى إلى الواحدة والثانية صباحاً، ولا ينفذ شيئاً.
■ هل كان الرئيس يلحظ هذه الأشياء؟
- كان الرئيس السادات يقول لى «إيه يا عبدالعزيز الناس اللى عندك ما بتشتغلش ليه!؟ فكنت أقول له «هذا يكتب مذكرات»، فيقول «مشيه» و«مشيته».
■ هل كنت تخفى عنه شيئًا؟
- أنا كنت صريح فى هذه الأشياء ولذلك دخلت فى 9 تشكيلات وزارية خلال 7 سنوات.
■ هل كنت تخشى ترك الوزارة؟
- لا، لم يكن يشغلنى ذلك على الإطلاق لأنى رجل لى مركزى ووضعى وعندى مكتبى، فلم تكن تفرق معى، لأن فى يدى «صنعة».
■ هل كانت صنعة فقط، أم صنعة وحظا؟
- لا.. أنا دخلت الوزارة بناء على أن الرئيس جمال عبدالناصر عرف من أنا وما دورى، أنا كنت أعمل تنظيمات فى كل الحكومة، كان لى نشاط غير عادى، وأنا أستاذ فى الجامعة كان لى نشاط فى كثير من الوزارات، لقد حصلت على أوسمة عديدة عن أنشطتى هذه، ومنها وسام الصناعة.
■ من الذى كان يمنحك الوسام؟
- الرئيس عبدالناصر، وبعده الرئيس السادات.
■ هل كان الرئيس عبدالناصر يحبك؟
- جداً.. جداً، ولو كان عاش 3 شهور أخرى كان عينى رئيساً للوزراء.
■ وهل كنت أنت تحبه؟
- جداً.
■ لماذا؟
- إنسان - زعيم - كاريزما - وهو مثلنا من الطبقة المتوسطة ويريد أن يخدم الطبقة المتوسطة، مهما قيل عليه، أزمته كانت 67 وهو مات 67.
■ هل دخلت منزله عندما كان رئيساً للجمهورية؟
- يوم أن عيننى ذهبت إلى منزله لأقابله بناء على طلبه، فطلع لى بقميص بويليه وبنطلون فانلة وسقف حجرة السفرة كان بينقط ميه، فكان بيت عادى خالص، بيت ضابط.
■ هل كان لديك سيارة؟
- أول عربية كانت مستعملة «ساكند هاند» مستعملة، وكنت أركب المواصلات وأنا أستاذ فى الجامعة لمدة 3 سنوات.
■ متى اشتريت سيارتك الأولى وما نوعها؟
- اشتريتها وأنا مدرس وكانت أوبل سوداء.
■ هل تتذكر ثمنها؟
- كان 500 جنيه، وبعد فترة بعتها واشتريت سيارة جديدة أوبل أيضا ب 800 جنيه، ثم بعد ذلك اشتريت مرسيدس سوداء وكان سعرها 4 آلاف جنيه.
■ هل كان ذلك قبل الوزارة أم بعدها؟
- كل ذلك كان قبل الوزارة.
■ وبعد أن دخلت الوزارة؟
- خصصوا لى سيارتين لخدمتى.
■ وبعد أن خرجت ألم يتركوهما لك؟
- الرئيس السادات أعطى أوامره بألا يؤخذ منى شىء قائلاً لهم: «عبدالعزيز يأخذ كل مخصصاته ما حدش ياخد منه حاجة».
■ وهل أخذتهما؟
- لا.. لأن ممدوح سالم أعطى تعليماته بألا آخذ شيئاً وقال إذا كان يريد سيارة يطلبها من الرئاسة، وهو يعلم أننى لن أطلب شيئاً فوجدتهم أحضروا سيارتى المرسيدس أمام الباب لتوصلنى.
■ هل تخاف من الحسد؟
- جداً.
■ هل تعرضت للحسد؟
- كثيراً جدا.. النجاح له ثمن.
■ متى تعرضت للحسد؟
- أنا أُحسَد حتى الآن.
■ هل تعرضت للشائعات؟
- بعدما توفيت زوجتى، كل يومين يطلعوا على أنى تزوجت مرة من فنانة ومرة تانية من صحفية، منذ أيام قابلنى صديق لى وفوجئت به يلومنى قائلاً: يا أخى مش تقوللى إنك تزوجت!!
■ حقك أن تتزوج.. ولكن إذا فعلت ستعلنه؟
- أنا شخصية عامة وطبيعى إذا تزوجت أن يعرف الجميع.
■ تعتقد ما سبب هذه الشائعات؟
- للأسف طبيعة الناس عندنا النميمة ولذلك أتجنب المجتمع وأصدقائى عددهم محدود جداً.
■ من هم أصدقاؤك؟
- دكتور على السمان.. تعرفى على السمان؟
■ آه طبعا أعرفه.
- لو تشوفى هذا الوفاء بتاعه.. فهو الآن يقول لى أنا متبنيك - وابتسم وهو يقول ذلك - واستطرد قائلاً: سأخبرك قصته معى.. عندما مرضت زوجتى آخر مرة كانت فى باريس، وهو لديه منزل هناك، فكان دائما يزورنا ويمكث معى، وعندما اضطر لأن يسافر إلى مصر جاء ليخبرنى بذلك معتذراً أنه سيتركنى لفترة بسيطة وسيعود، وعند عودته بعد أن دخل مطار باريس علم أن زوجتى توفيت، قالوا له إن الجثة فى المطار وظل معى وبكى حتى خفت صوته، ودخل من الباب الثانى ليعود معى إلى القاهرة.
وقتها أحسست بأن «الدنيا لسه بخير برضه» أين اليوم وفاء وإخلاص لصديق بهذا الشكل؟! كل يومين ثلاثة يسأل عنى.. أخبارك إيه؟
■ ألم تشعر بهذا الوفاء من أحد الوزراء الذين عملوا معك؟
- حكومتى اللى عملت فيها «وطفحت الدم» خلالها لم يسأل عنى أحد من أعضائها! أنا موجود فى الساحة بجهدى الشخصى، لم أفعل مثل الآخرين بل أعمل ولم أطلب شيئاً من أحد، وعلمت أولادى فى الخارج «بشقايا» وتعبى، ما حدش له فضل علىّ إلا ربنا، آه.. الزمن بقى «وحش».
■ هل لديك أصدقاء آخرون؟
- دكتور مصطفى طلبة.
■ وماذا عن رجال الأعمال؟
- لى تلامذتى مثل حسن راتب وهو من الشباب الذى أحبه وأقف بجانبه وأسميه عاشق سيناء، وإبراهيم كامل من الشباب الواعد وبيننا علاقات أسرية وشخصية.
■ من أعداؤك؟
- لا ماليش أعداء.
■ وأثناء توليك رئاسة الحكومة؟
- لا أستطيع أن أقول أعداء، وإنما أقول ناس طموحة ولديها تطلعات بأن تأخذ مكانى، وهذا حقهم ونجحوا فى تحقيق ذلك، فأقول إنهم طموحون.
■ من الذى تشفى فيك بعد خروجك من الوزارة؟
- لا أعتقد أن أحداً تشفى أو «شمت» فىّ، بالعكس ممدوح سالم قبل أن يتوفى ب15 يوماً قالوا لى إنه زعلان لأنى نشرت مقالاً عما حدث فى الوزارة، فاتصلت به وقلت له سمعت إنك زعلان منى.
■ ألم يتصل بك هو بعد أن تركت الوزارة؟
- بالعكس بدأ يحاربنى فى عملى وحاول أن يوقفه!!
■ ألا تعتبر ذلك عداء؟
- لا أعتبر ذلك عداء بل أعتبره غيرة وحقدا وتطلعا.
■ كنت قريباً من الرئيس عبدالناصر.. فما الفرق بينهما؟
- السادات كان مختلفاً فى الكاريزما عن الرئيس عبدالناصر لاختلاف شخصيتهما، فالسادات كان متحدثاً تاريخياً ممتعاً، وأكله محدود جدا وحريص جداً على شخصيته، لا يدخل فى التفاصيل، حتى فى كامب ديفيد كل ما بيجن يقول له حاجة يقول له بره مساعدينى تقدر تقعد معهم وأنا عندى الحاجات الرئيسية فقط.
■ هل كان واثقاً من نفسه أم مغروراً؟
- كان واثقا من نفسه.
عبدالناصر كان عنده نوع من التواضع والقناعة والرضاء وكان السادات إنسانا جداً فلما كانت تأتى إلىّ طلبات من العائلة المالكة كان يقول لى: «عبدالعزيز إوعى تقصر مع الناس دول»، فهو كان إنسانا جداً.
■ وإذا سألتك ماذا تقول عن الرؤساء الثلاثة الذين عاصرتهم؟
- حين سئلت عن الثلاثة قلت: الأول زعيم والثانى حكيم سياسة أما مبارك فهو حكيم، فقد تحمل أشياء لا يستطيع أن يتحملها أحد آخر ويعالج الأشياء بهدوء وسبب هدوئه أنه طيار، فالطيارون بطبيعتهم هادئون.
■ ألم يستعن بك الرئيس مبارك فى شىء أو يستفد من خبراتك؟
- نعم.. لأن الحواشى كانت ترفض، فالبطانات دائماً لها حساباتها الخاصة، رغم إنه كتب لى فى إحدى الشهادات: «إن دورك مازال باقياً».
■ وماذا كان رد فعلك أو شعورك؟
- لا أريد أن أعمل فى السياسة، بمجرد ما خرجت لا أقترب من السياسة، ولم أدخل أحزاباً حتى الآن.
■ هل تعرفه عن قرب؟
- خرجت فى مايو 75، وهو وممدوح سالم جاءا فى ذلك الوقت كنت أعرفه وكانت لى علاقة شخصية به قبل أن يكون نائباً لرئيس الجمهورية.
■ وبعد أن أصبح رئيساً؟
- علاقاتنا به «كويسة جداً» وأتذكر يوم زواج جمال تمت دعوتنا فلما ذهبنا إلى الفرح المدام قالت له «يا ريس» بأقولك إيه أنا جاية بصفة العلاقة القديمة وليس بصفة أخرى.
■ كيف ترى المرأة المصرية؟
- مقهورة.
■ هل الكوتة الجديدة للمرأة فى مجلس الشعب ستفعل شيئاً؟
- نتعشم أن تضيف شيئاً للمجلس على الأقل سيكون صوتها موجوداً أياً كان.
■ وما الذى تحتاجه المرأة لرفع القهر عنها؟
- أشياء كتيرة.. لدينا مرأة عاملة.. ما الذى قدمناه لها؟!.. فى الخارج المرأة العاملة متمتعة بمزايا كثيرة نحن لم نفعل شيئاً، وربما تكون المجمعات التى أعلن عنها وزير المالية من أجلها مفيدة بعض الشىء.
■ وما تقييمك لأداء وزير المالية؟
- لا تعليق.. لا تعليق.
■ هل شعرت أنك ظلمت؟
- ممن؟
■ أى أحد.. خاصة عندما كنت فى الحكومة؟
- أنا رجل راض، مطالبى فى الحياة محدودة، أديت رسالتى فعلمت أولادى جيداً جداً، «الحمد لله عايشين عيشة كويسة جداً، «وأنا مطالبى فى الحياة بسيطة جداً، وأعطى لبلدى بقدر إمكاناتى».
■ هل تعلم كم معاشك حالياً؟
- لا أعرف والله.. يمكن 1300 أو 1500 جنيه.. لو كنت لا أعمل كان «زمانى بأشحت» لذلك أردد الآية الكريمة: «كادح إلى ربك كدحاً» «باشتغل».. أنا فى سنى ده كان مفروض أكون مستريح لكنى مازلت أعمل واليوم أعمل للدولة أكثر مما أعمل لنفسى ولا أتقاضى أى مكافآت عن الشغل الذى أعمله، أنا أعمل لآخرتى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.