رغم مرور أسبوع كامل على الهزيمة التى مُنى بها المنتخب الأرجنتينى لكرة القدم أمام نظيره منتخب باراجواى ما زالت الصدمة تسيطر على بلاد راقصى التانجو، حيث يساور الشك الجميع فى الأرجنتين بشأن قدرة منتخبها على الخروج من مأزقه والوصول لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. بينما فجّر أسطورة كرة القدم الأرجنتينى دييجو مارادونا (48 عاما) المدير الفنى للفريق مفاجأة كبيرة ورحل للاستجمام فى أحد منتجعات إيطاليا. وقالت صحيفة «كلارين» الأرجنتينية: «الأمر كله فوضى». وربما خطط مارادونا لهذه الرحلة الترفيهية منذ أسابيع، ولكن كثيرين فى الاتحاد الأرجنتينى للعبة يشعرون بأن توقيتها لا يمكن أن يكون أسوأ من هذا التوقيت. وأوضحت صحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية: «مارادونا أبعد نفسه عن الضغوط (الثائرة فى الأرجنتين) بعد هزيمتيه فى التصفيات (الأسبوع الماضى)». ومُنى المنتخب الأرجنتينى بهزيمتين متتاليتين الأسبوع الماضى فى تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 حيث سقط على ملعبه أمام منافسه التقليدى العنيد المنتخب البرازيلى 1/3 ثم سقط أمام مضيفه منتخب باراجواى صفر/1 يوم الأربعاء الماضى. أما كارلوس بيلاردو، الذى قاد الفريق للفوز بلقب كأس العالم 1986، والذى يعمل حاليا مساعدا لمارادونا، فما زال فى الأرجنتين حيث أسندت إليه المسؤولية بشكل مؤقت انتظارا لعودة مارادونا الأسبوع المقبل. وصرح إيرنستو تشيركويس بيالو، المتحدث عن الاتحاد الأرجنتينى للعبة، لوكالة الأنباء الألمانية قائلا: «إنه موقف منطقى ولا يتعلق بكرة القدم. إنه من أجل عدم تعليق كل شىء». ولكن معظم الأرجنتينيين ليسوا مقتنعين. وأوضحت «كلارين» فى عنوانها: «من هو القائد فى المنتخب الأرجنتينى؟». ويحتل المنتخب الأرجنتينى حاليا المركز الخامس فى جدول تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وإذا أنهى التصفيات فى هذا المركز سيكون عليه أن يخوض دورا فاصلا مع المنتخب صاحب المركز الرابع فى تصفيات اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبى) ليتأهل الفائز منهما للنهائيات. والأسوأ من ذلك أن لاعبى الأرجنتين الذين أبهروا الجميع بإمكانياتهم ومهاراتهم مع الأندية التى يلعبون لها، وفى مقدمتهم المهاجم المتألق ليونيل ميسى نجم برشلونة الإسبانى، قدموا سلسلة من العروض الهزيلة فى صفوف المنتخب الأرجنتينى. وبدا كل من خافيير ماسكيرانو وكارلوس تيفيز وسيرخيو أجويرو مع المنتخب الأرجنتينى وكأنهم ظلال فقط لأنفسهم مع الأندية التى يلعبون لها. وأوضحت وسائل الإعلام الأرجنتينية أن المباراتين الباقيتين للمنتخب الأرجنتينى فى التصفيات مثل المباريات النهائية، حيث يلتقى منتخبى بيرو وأوروجواى فى منتصف أكتوبر المقبل. وما زالت الأرجنتين، هذا البلد المولع بكرة القدم، تحاول تحمل هذا الموقف الصعب بعد هزيمتى الفريق فى الأسبوع الماضى. وفى نفس الوقت، أكد «ألفريدو كاى»، الطبيب الخاص لمارادونا، أن مارادونا حصل على إجازة ليقضيها فى منتجع علاجى من أجل إنقاص الوزن وذلك على مدار ما بين 10 و12 يوما كما لم يستبعد إمكانية الإقامة لفترة أطول. ويتساءل كثيرون عما إذا كانت التوترات التى شهدتها الأسابيع القليلة الماضية قد أدت بمارادونا للعودة إلى سنواته الماضية التى شهدت إدمانه للكوكايين والمخدرات الأخرى. ولكن كاى أكد أنه يعانى فقط من زيادة فى الوزن. وأوضح كاى: «إنه مستقر تماما من الناحية النفسية ولكنه يشعر بالقلق».