سوسن بدر: قلت لمخرج «الرحايا»: «مش عايزة أصعب عليك.. عيد التصوير زى ما إنت عايز»

رغم مشاركة سوسن بدر فى أربعة أعمال تعرض كلها خلال رمضان هى «الرحايا» و«هالة والمستخبى» و«ليالى» و«هانم بنت باشا»، فإنها تعتبر نفسها ضيفة شرف فى الثلاثة الأخيرة، بينما وصفت دور «بدرا» الذى تقدمه فى «الرحايا» بأنه الأكثر شراً بين كل الأدوار النسائية التى سبق تقديمها فى تاريخ الدراما المصرية.
■ شخصية «بدرا» ثرية درامياً جداً لكنها شريرة بشكل أسطورى فما تعليقك؟
- هى شريرة جدا لكن ليس بشكل أسطورى، والشر موجود فى تلك الشخصية الحقودة، وحركته الظروف التى أحاطتها، فقد هجرها زوجها عشر سنوات ثم عاد إليها بالولد – ثمرة الزواج الثانى – وهذا زاد من حقدها عليه، فقررت الانتقام، و«بدرا» هى الشخصية النسائية الأكثر شرا فى تاريخ الدراما المصرية.
■ لكن هذه الظروف قد لا تصنع إنساناً بهذا الشر إذا كان خيراً بطبيعته؟
- بالتأكيد، ولهذا أعتقد أن «بدرا» عندها ميول للانحراف النفسى والعقلى منذ بداية الأحداث، وهذا ظهر حين ذهب إليها «محمد أبودياب» من أجل صلة الرحم وفوجئ بمقابلتها السيئة له.
■ خروج «بدرا» حية من منطقة الذئاب التى ألقاها فيها «محمد أبودياب» بدا غير منطقى، فما تفسيرك له؟
- الخروج من هذا المكان صعب وليس مستحيلا، وهناك كوارث مروعة يخرج منها الناس أحياء، وبالمنطق نفسه خرجت «بدرا» من تلك المنطقة وهى لاتزال على قيد الحياة لكنها لم تخرج سليمة بل أصابها الوهن والعجز، كما أصيبت ب «غرغرينا» فى يدها نتيجة تلوث جراحها، وهذا يدل على أن الذئاب افترسوها، لكنها قدرت لها الحياة، كما أن «أبودياب» حين ألقاها فى هذا المكان كان واثقاً أنها ستموت وقال: «المكان ده ميرجعش منه بشر» ولهذا وصل التصاعد الدرامى لذروته بعودتها إلى البلد للانتقام منه ومن زوجها.
■ بعد عودة «بدرا» لاحظنا أشكالاً مختلفة لجروح يدها وقدميها، فهل تم تصميم هذه الجروح بألوانها بناء على استشارات طبية؟
- بالتأكيد، نحن استعنا بصور لشكل ال«غرغرينا» وعرفنا إن لونها أسود، كما استعنا بصور لأثار «عضة الذئب» واستمعنا لاستشارات طبية فى هذا الصدد وبناء عليه صممنا أشكال الإصابات فى جسم «بدرا» لتبدو واقعية ومقنعة للمشاهد.
■ رغم أهمية مشهد عودتها فإنه لم يستغرق وقتا طويلا، لماذا؟
- فى الأصل كان هذا المشهد طويلاً، لكنه كان مؤذيا للعين لبشاعة الجروح، لذا تعمدنا تقصيره بالشكل الذى لا يخل بالمعنى الدرامى، وما تعرضت له بدرا فى الصحراء دفعها بقوة نحو الانتقام، وفى رأيى أنها عادت كوحش داخله غل ويريد الانتقام دون تفكير فى أى نتائج.
■ هل كانت صعوبة هذه الشخصية فى تركيبتها النفسية أم فى مواد الماكياج ومؤثرات الجروح؟
- الصعوبة كانت فى الناحيتين، وبالأكثر فيما يخص تركيبتها النفسية وشرها وعنفها، كما أن مؤثرات الجروح ومواد الماكياج التى صنعنا بها هالات سوداء حول العينين وأثار غرغرينا فى اليد، كلها استوردناها من الخارج ونفذها الماكييرين حسام طه وحسين إبراهيم.
■ هناك مشاهد صورتيها فوق الجبل فهل كانت صعبة فى تنفيذها؟
- كانت صعبة جداً وبعضها أعدنا تصويره أكثر من مرة، وهذا لم يغضبنى لأننى واثقة أن المخرج يرانى أكثر مما أرى نفسى، كما أثق أن كل هذا الجهد فى صالح الدراما فى النهاية لهذا كنت أنفذ تلك الإعادات بصدر رحب، والحقيقة أن المخرج حسنى صالح أتعبنى جداً وأنا أيضاً أتعبته جداً فى تفاصيل كنت أطلبها، وهدفنا فى النهاية خروج العمل بشكل لائق، لذا كنت أقول له «مش عاوزة أصعب عليك عيد المشاهد كما تشاء المهم تخرج بشكل مشرف».
■ رغم أن «محمد أبودياب» محب للخير إلا أنه تعامل بقسوة مع «بدرا»، لماذا؟
- لأن بينهما تاريخ من العنف، فقد شككته فى أولاده واعترفت بأنها قتلت ابنه، ولهذا قرر الانتقام منها وعاملها بقسوة فربطها فى سيارته وسحبها فى الصحراء ثم ألقاها للذئاب.
■ قبل أن تشرع «بدرا» فى قتل زوجها اعترفت أمامه بجرائمها وهذا بدا كلاسيكيا جدا فى الدراما لأن البعض توقع أنه لن يموت فلماذا اعترفت ولم تقتله بسرعة؟
- كانت تريد أن تعذبه نفسيا قبل أن تقضى عليه، كما أرادت أن تريح ضميرها بإظهار دوافع القتل، وبالإضافة لهذا هى كانت فى حالة هيستيرية وهذا عرفته من طبيب نفسى قبل تصوير ذلك المشهد وأكد لى الطبيب أن القاتل تسيطر عليه حالة هيستيرية تجعله يفقد عقله.
■ لماذا تشاركين نور الشريف فى معظم أعماله التليفزيونية منذ أيام «عمر بن عبدالعزيز»؟
- أحب العمل معه لأسباب كثيرة، أولها أنه هو الذى اكتشفنى وقدمنى للجمهور وعلمنى التمثيل ولايزال يعلمنى، ثانيا أننى أضمن معه عوامل نجاح كثيرة لأنه ينتقى سيناريو جيداً وإخراجاً جيداً ويتابع كل صغيرة وكبيرة فى مسلسله بشكل ودود جدا لا ينتقص من قدر المخرج أو من قدر من يعملون معه، ولهذه الأسباب أحب العمل معه، ولو طلبنى لتأدية مشهد واحد معه فلن أرفض.
■ نجاح شخصية «بدرا» هل يغير مسارك الفنى وينقلك لمصاف نجمات الدراما اللاتى يقدمن أعمالاً من الجلدة للجلدة؟
- لا أحلم بالبطولة المطلقة، ولكن نجاح شخصية «بدرا» سيجعلنى أدقق فى اختياراتى المقبلة ولا أقبل إلا الأدوار القوية سواء كانت مشاهد معدودة أو من الجلدة للجلدة المهم يكون الدور على نفس قوة دور «بدرا».
■ فى «ليالى» قدمت شخصية أم تبيع ابنتها من أجل المال، فما الجديد فى ذلك؟
- قبلت هذا الدور لأنه من الواقع ولأنه استثنائى حتى يكره الناس هذا النموذج من الأمهات.
■ فى «هالة والمستخبى» تظهرين فى حلقتين فقط ما الذى أغراك لقبول هذا الدور؟
- فى هذا العمل أظهر كضيفة شرف فى آخر حلقتين وجسدت شخصية امرأة ضريرة وجميلة تبدأ حياتها بالتسول وتصبح رئيسة عصابة تخطف الأطفال وتبيعها وقد قبلت هذا الدور لأنه من واقع الحياة وعملية خطف وبيع الأطفال لابد من مواجهتها بكل الطرق.