«ماذا طرأ علينا من تغيير وتطوير؟.. كنا بالأمس عبيد الباب العالى، ونحن اليوم عبيد الحزب الحاكم.. كنا بالأمس نعيش فى بلادنا ملتزمين، وكان السلطان هو المالك الحر لجميع أرض مصر، ونحن اليوم نعيش أيضاً ملتزمين وعشرات الأسر هى المالك الحر لجميع أرض مصر!.. كنا بالأمس لا نملك نقد الوالى ولا معارضته ولا تقويمه، ونحن اليوم لا نملك نقد الحاكم ولا تقويمه.. كنا بالأمس ضحايا النهب والرشوة والاستغلال، ونحن اليوم كذلك أيضاً!.. كنا بالأمس مسلوبى الحرية والإرادة وليس لنا دستور، ونحن اليوم مسلوبو الحرية والإرادة والكرامة ومعنا دستور!.. كنا بالأمس أمة مستعمرة بإكراه، ونحن اليوم أمة مستعمرة بمعاهدة!.. كنا بالأمس أمة تتربص بأعدائها، ونحن اليوم أمة تتربص بنفسها!.. كنا بالأمس شعباً تلهبه السياط فيتقاذف إلى الأمام، ونحن اليوم شعب تلهبه السياط فيتراكض إلى الوراء!.. كنا بالأمس أمة معزولة عن العالم لا تعتمد إلا على نفسها، ونحن اليوم أمة فى «الأممالمتحدة» تعتمد على غيرها.. بل على أعدائها!.. هذه حقائق أمرنا فى أمسنا ويومنا.. أما ما وراء ذلك من زينة وزخرف فليس أكثر من طلاء أردناه ليستر مقابح الماضى الذى نعيش اليوم فيه.. فازداد نصاعة وبياناً!! ما ذكرته بعاليه من كتاب «مواطنون لا رعايا» للأستاذ خالد محمد خالد نشره فى مارس 1951.. ومازال الوضع مستمراً!! محمد أحمد برمو رئيس نادى الأدب بإدكو