عميلة سابقة ل«الموساد» تكشف: إسرائيل خططت لاغتيال مسؤولين مصريين عام 1948

كشفت العميلة السابقة فى جهاز الموساد «روث قمحى» عن أن المخابرات الإسرائيلية خططت لاغتيال عدد من المسؤولين والقادة المصريين بالقاهرة عام 1948، وأنها نجحت فى تهريب «شحنة حشيش» إلى مصر، عبر ضابط بالجيش البريطاني، لتمويل هذه العملية.
ورصدت «قمحى» فى كتابها «صهيونية فى ظل الأهرامات» الذى صدر فى إسرائيل، الأسبوع الماضى، كيفية تغلغل الحركة الصهيونية فى مصر اعتبارا من عام 1918، وحتى 1948، وطبيعة العلاقات المعقدة التى حكمت عمليات الاتصال بين يهود مصر، وقادة الاستيطان اليهودى فى فلسطين آنذاك.
وانفردت مؤلفة الكتاب بنشر عدد كبير من الوثائق والمعلومات عن يهود مصر لم يتسن نشرها من قبل، حصلت عليها بفضل عملها فى الموساد لمدة 32 سنة متواصلة، وزواجها من دافيد قمحى نائب رئيس الموساد، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق.
وأوضحت «روت قمحي» فى كتابها الذى يقع فى 850 صفحة أنه بعد أسابيع قليلة من إعلان الدولة اليهودية، أرسلت إسرائيل عميلا سريا يدعى «تيد كروس» إلى مصر لاغتيال عدد من المسؤولين، والقيادات والشخصيات العامة.
وأشارت إلى أن إسرائيل نجحت فى تجنيد مصرى يخدم بالجيش البريطانى بمصر، لتهريب شحنة حشيش إلى القاهرة، صادرها الجيش الإسرائيلى من مجموعة من المهربين.
وأضافت أن الهدف من تهريب الشحنة أن يقوم العميل الإسرائيلى «كروس» ببيعها فى السوق المصرية، بمساعدة يهود مصريين، واستخدام ثمن شحنة المخدرات فى تمويل عمليات الاغتيال.
وأطلقت الاستخبارات الإسرائيلية على هذه المهمة اسما كوديا هو «العملية نايلون». ونجح كروس فى تجنيد عدد من اليهود المصريين لمساعدته، لكن المهمة فشلت، بسبب وقوع كروس فى غرام الأميرة المصرية «أمينة نور الدين»، واضطراره للهرب من مصر.
ولفتت إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية اكتشفت، لاحقا، أن كروس كان عميلا مزدوجا، نجحت أجهزة الأمن المصرية فى تجنيده للعمل لحسابها، منذ وصوله إلى القاهرة. وانتهى الأمر باعتقال كروس، ومحاكمته فى إسرائيل بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، وإدانته بالتجسس لصالح مصر، وأمضى بقية حياته فى السجن حتى مات عام 1973.
وأكدت «روت قمحي»، وهى يهودية مصرية من مواليد القاهرة، أن «إسرائيل» الوليدة كانت تتعامل مع يهود مصر باستعلاء واحتقار. وتسعى دائما لاستغلالهم فى ضرب المصالح المصرية، دون أن تأخذ فى الاعتبار إمكانية أن يتعرض هؤلاء اليهود للاضطهاد والتنكيل على يد السلطات المصرية.
وأوضحت أن «عملية نايلون» كانت مقدمة لفضيحة لافون التى اعتقلت خلالها السلطات المصرية عددا من اليهود المصريين أثناء محاولتهم تفجير عدد من المصالح الأمريكية والبريطانية فى القاهرة والإسكندرية لتخريب علاقات مصر الدولية.