كلنا شاهدنا فيلم الناصر صلاح الدين.. ماذا تعلمنا منه؟.. (التسامح) سامح المرأة التى تبجحت بالقول عندما خُطفت ابنتها معتقدة أن جنوده هم خاطفوها.. (التقدير) حينما رأى أن ليلة الهجوم هى ليلة عيد ميلاد السيد المسيح، قال كل عام وأنتم بخير أهنأتم أخاكم عيسى (العوام)؟ ثم قال: أعلن لإخوانكم المسيحيين أننا لن نقاتل الليلة حتى ينتهى العيد.. ما أجمل تلك الكلمات.. (المساواة) صور مخرج الفيلم يوسف شاهين صلاح الدين بالحب والتسامح الذى يعامل رعاياه مسلمين ومسيحيين بالمحبة وبميزان واحد.. (التضحية) يبذل حياته فى صمت هادئ فى الحياة وفارس مغوار فى الميدان، وتمنيت أن أكون عيسى العوام لما لقاه من حب ومعاملة أخوية من صلاح الدين هذا هو النجاح وللنجاح.. (محب السلام) حينما وجد الفرصة سانحة للسلام أسرع إليها، وقال له ريتشارد: كل الجثث تتشابه فرد صلاح الدين إن الحياة تتسع للجميع وإن الحرب لا يمكن أن تكون قانون الحياة.. (رجل لا يحب الخيانة) رفض التعاون مع من أرادوا خيانة ريتشارد عدوه.. (رجل له وجه واحد) أراد أن يربّح نفسه بربحه لله وليس بالخيانة. أراد أن ينتصر بالشرف وليس بالتحالف مع الخونة.. هذا الفيلم أنتجته الفنانة آسيا (امرأة).. وهو من أفضل الأفلام العربية حيث توافرت فيه شروط الأفضلية.. خاصة المعانى والمبادئ التى يحملها كالمساواة والتسامح، والخير والمحبة، والتقدير الجيد وقوة العبارات.. فهل تعلمنا تلك الدروس؟!.. تمنيت أن يُعرض هذا الفيلم فى المدارس، وأن يشاهده أبناؤنا فى المرحلة الابتدائية حتى تزرع فيهم روح الانتماء والمحبة والمساواة.. فيلم حمل مضمونه الكثير.. وكلما شاهدته لمحت مضموناً جديداً! هذا الفيلم أنتج أثناء رئاسة جمال عبدالناصر لمصر، وحاول مخرجه أن يربط بين صلاح الدين وعبدالناصر، حتى فى اسم الفيلم مزج بينهما الناصر من اسم عبدالناصر - وصلاح الدين.. أراد بمزجه أن يقرر أن الخلود لأصحاب المبادئ السامية كالمساواة والعدل والحق.. مخرج الفيلم مصرى مسيحى.. وبطل الفيلم مصرى مسلم.. فتقابل شاهين بمظهر تقابل جميل لتصوير كفاح صلاح الدين وعيسى العوام، ولبيان وتعليم قيم سامية.. فيلم نادى بالمواطنة قبل خروج هذا المصطلح للنور بأربعين عاماً.. هم يطبقون مبادئ هذا الفيلم فى أمريكا التى تعلم فيها مخرج الفيلم الإخراج، وعاش فيها فترة، وتأثر ببعض الأفكار فيها كالمساواة فى الحقوق والواجبات، والمساواة فى شغل الوظائف دون النظر لاعتبارات اللون أو الديانة أو الجنس.. وجاء تولى أوباما لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية ليقطع بذلك!!.. تجربة تستحق الدراسة والتدريس، حتى فى الاستفادة لا تعقيد ولا تعقيدات ولا تمييز ولا مميزات إلا بالحق.. أتمنى من التليفزيون المصرى أن يزيد من عدد مرات عرض هذا الفيلم، الذى جاء على لسان أبطاله عبارات وجمل رائعة وتضمن قيماً نبيلة.. وألتمس أن يعقّب عليه فى كل مرة - قبل عرضه - أحد المفكرين المعتدلين.. وأتمنى من المصريين أن يشاهدوا هذا الفيلم كلما سنحت الفرصة، وأن يستنبطوا ويفهموا ما يحمله من نتائج ومواعظ وعبر، وأن يعملوا بها فهذا هو الأهم! كمال وهيب زكى - المحامى كوم أمبو - أسوان