قال الدكتور ممدوح حمزة، الاستشارى الهندسى العالمى، إن الحكومة المصرية يجب ألا تتكلف «مليما واحدا» لإصلاح الانهيار الأرضى فى باب الشعرية، وإعادة الأمور إلى أصلها. وأضاف أن الحكومة تستحق تعويضا عما حدث حال تأخير موعد تسليم مشروع مترو الأنفاق، وفقاً لما هو متفق عليه فى العقد، والذى يحدد «مبلغا ضخما» لكل يوم تأخير على حد وصفه. وأكد حمزة فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن استئناف العمل لن يتم قبل 3 أشهر وقد يمتد إلى 6 أشهر، مشيراً إلى أن الشركة الفرنسية لم تجلب أى معدات من فرنسا خلال 48 ساعة من حدوث الانهيار وفقاً لما جاء على لسان المهندس عطا الشربينى، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، فى تصريحات صحفية أمس الأول. واقترح حمزة إزالة مبنيين أحدهما مبنى قسم شرطة باب الشعرية القديم، لأن المبنيين «لن يجدى إصلاحهما وتجب إزالتهما» على حد قوله. مشيرا إلى أن تدعيم التربة حالياً فى اتجاه مسار النفق، وليس على جانبيه، وأن التدعيم يجب أن يكون فى حلقة مغلقة، ولن يتم إلا بإزالة المبنيين كحد أدنى، حتى لا يتكرر الانهيار. وتابع: «يجب أن تشمل عملية التدعيم تجميد المياه الجوفية، وتحويلها إلى ثلج، فى المنطقة المنهارة فوق النفق، لمنع دخولها من خلال الانهيار الذى حدث فى جسم النفق، وعمل ثقوب لوضع (مونة أسمنتية)، وسيخ حديد تسليح بكامل طول الثقب، قطره 32 ملليمتر، تثبت عليه خراطيم الحقن». وقال حمزة: «هناك مشكلة قانونية تواجه الحكومة، وهى أن هيئة مترو الأنفاق مشرفة على المشروع ومالكة له فى نفس الوقت، وهو ما يعد معضلة قد تضر بمصلحة الحكومة فى ضوء المسؤولية المدنية، والبندين 651 و652 من القانون المدنى، اللذين ينصان صراحة على أن المقاول والمشرف على التنفيذ متضامنان فى المسؤولية، وإذا كانت هيئة الأنفاق هى المالكة والمشرفة على التنفيذ فإن ذلك قد يشكل إصابة للحكومة فى مقتل». وتساءل حمزة: «هل استشارت هيئة الأنفاق مجلس الدولة ومجلس الوزراء فى أن تتولى الإشراف على التنفيذ؟، محملاً بذلك الحكومة مسؤولية مدنية لسلامة المشروع بالتضامن مع المقاول، الذى هو أحد أطراف التعاقد مع المالك، وأوقعت نفسها فى خطأ قانونى جسيم». وأضاف: «الحوادث التى تقع خلال تنفيذ مثل هذا النوع من المشروعات ممكنة ومقبولة، ولكن من غير المقبول الكذب على الناس، والقول بأن الأرض بها فجوات وأنها رخوة، وأتحدى أن تكون هناك أى فجوات تحت عمق 10 أمتار، كما أن الماكينات تعمل عند أعماق ما بين 26 و40 متراً». وأشار حمزة إلى حوادث مشابهة وقعت فى مناطق مختلفة من العالم قائلا: «من بين الحوادث الشهيرة مطار طهران فى أواخر الستينيات عندما انهارت شدة معدنية فوق الأرض، وكوبرى ضخم فى كوريا، وصالة الوصول رقم 5 فى مطار هيثرو فى إنجلترا، وكان أكبر انهيار يحدث تحت الأرض هناك».