كشفت سنوات تولى المهندس أحمد المغربى وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية مهام الوزارة منذ أول يناير 2006، عن «نسيانه» مشاكل المحافظات الحدودية فى الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحى رغم تصاعدها فى معظم هذه المحافظات التى تنتظر زيارة المغربى منذ أكثر من 3 سنوات. وإذا كان البعض اعتقد أن الزيارة الأولى للوزير إلى محافظة أسوان منذ 5 شهور تقريبا خلال شهر أبريل الماضى، لتفقد مواقع القرى النوبية الجديدة فى مناطق وادى كركر وقسطل وأدندان وأبوسمبل التى تضم مساكن النوبيين غير المقيمين، هى بداية «تذكر» المحافظات «المنسية»، إلا أن الزيارة كانت «مفاجأة» للكثيرين، حيث ذهب المغربى – بمفرده – لقرى النوبة، واتسمت الزيارة بالسرعة الشديدة ولم تتعد ساعة كاملة، بل كانت مفاجئة لمسؤولى المحافظة أنفسهم لدرجة أنهم لم يستطيعوا دعوة مراسليهم لتغطية الحدث وقتها، كما أن الوزير نفسه لم يصطحب أياً من جهازه الإعلامى أو مندوبى الصحف فى وزارته. كانت زيارة المغربى «صادمة» لأهالى المحافظة أيضا– على حد قولهم - حيث لم يشعروا به فى محافظتهم، بالرغم من انتظارهم هذه الزيارة طوال السنوات الثلاث الماضية، لعرض مشكلات الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحى عليه، خاصة أن هناك ضعفاً فى وصول مياه الشرب لكثير من المناطق وعدم وصولها نهائياً للأدوار العليا بالرغم من افتتاح الرئيس مبارك لأكبر محطة فى المحافظة منذ سنة تقريباً، وهى محطة جبل شيشة، التى تكلفت نحو 160 مليون جنيه واستغرق تنفيذها 11 عاما، فضلا عن تهالك شبكات الخطوط الداخلية بالمدينة التى يرجع توصيلها إلى 40 عاماً. ومنذ ذلك الوقت والمغربى لم يذهب مرة ثانية إلى قرى النوبة لتفقد ملامح مشروع المساكن، بل لم يذهب إلى المحافظة دون نظرة لمشاكلها، مكتفيا بمقابلة محافظها فى ديوان عام الوزارة. الغريب أن مصدراً مسؤولاً فى الوزارة أكد ل«4 حيطان» أن قرار المغربى بالزيارة المفاجئة للنوبة وقتها، كان وسيلة لإثبات اهتمام أعضاء الحكومة المصرية بأهل المكان، فى ظل الحديث المستمر عن مشاكله، وتجاهل الدولة لها، مستدركا أن هذه الزيارة ستتبعها زيارات أخرى خلال المرحلة المقبلة. ولم تكن محافظة أسوان هى الوحيدة التى لم تحظ باهتمام المغربى منذ توليه الوزارة، وإنما جاءت المحافظات الحدودية لتنافس وبقوة أولى محافظات الصعيد مع اهتمام طفيف بمحافظات الصعيد الأخرى خاصة قنا وسوهاج، واكتفى الوزير بمناقشة بعض قضايا هذه المحافظات فى ديوان عام الوزارة أيضا، دون أسباب واضحة أو مفهومة، ولنبدأ بمحافظة البحر الأحمر، فبالرغم من رفض أعضاء مجلس محلى المحافظة قرار المغربى بعدم إدراج تطوير خط قنا – سفاجا فى الخطة الخمسية 2007 – 2012، الذى أصبح متهالكا ويعانى من انفجارات مستمرة منذ عدة سنوات، فإنه تجاهل ذلك ولم يتفقد الخط منذ توليه الوزارة، فى الوقت الذى يعتبر فيه الخط المصدر الرئيسى لمياه الشرب لمدينتى القصير وسفاجا والمنطقة الجنوبية للغردقة. وطالب محمد رفيع، عضو المجلس المحلى بالمحافظة، بتدخل رئيس الوزراء لإدراج الخط ضمن خطة الوزارة ورفع طاقته الإنتاجية إلى 15 ألف متر مكعب، بعد رفض المغربى مطلبهم خاصة فى ظل ارتفاع أسعار المياه إلى 30 جنيها للسيارة الواحدة، مشيراً إلى أن مشروعات غرب خليج السويس تحصل على حصة المحافظة من المياه الواردة من خط الكريمات، بالرغم من احتياج المحافظة إليها. وتعانى المحافظة مشكلات الإسكان، حيث لم تنته الوزارة من تنفيذ المرحلة الأولى لإسكان الشباب بمدينة الغردقة، فى الوقت الذى ناقش فيه المجلس المحلى للمدينة مشكلة طرح إنشاء 2020 وحدة سكنية للمرة الثالثة دون تقدم أحد للتنفيذ فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار مواد البناء والعمالة فى المحافظة، وهو ما جعل أعضاء المجلس يطالبون رئيس الوزراء بإسناد عمليات الإنشاء بالأمر المباشر، لحل مشكلة إسكان المحافظة. وكشف أشرف بغدادى، عضو مجلس محلى الغردقة، عن أن هناك مشروعاً آخر فى سفاجا لعدد 500 وحدة لم ينفذ بعد، ومع ذلك لم يقم المغربى بأى زيارة للمحافظة لبحث مشاكلها. أما محافظة شمال سيناء، فتباينت الآراء حول زيارة المغربى مرة واحدة لها بشكل غير رسمى، ففى الوقت الذى أكد فيه مصدر مطلع أن المغربى زار المحافظة دون اصطحاب المحافظ، لتفقد مساكن الحدود بعد الهجوم الأخير على غزة، حيث دار لغط حول هدم 200 منزل ملاصقة للحدود تصدعت وقت الحرب، إلا أن المحافظ نفسه نفى ذلك، وحتى الآن لم تعلن خطة الحكومة أو الوزارة لهدم المنازل بالرغم من أن هناك تأكيدات بوجود مخطط لهدمها وإعادة تسكين أهلها فى أماكن أخرى. وسواء زار المغربى أو لم يزر هذه المنازل، فالمؤكد أنه لم يزر المحافظة طوال السنوات الثلاث الماضية، بالرغم من وجود مشكلات عديدة فى المياه والإسكان منها مشروع «المساعيد» التابع لهيئة تعاونيات البناء، الذى يحتاج نحو 100 مليون جنيه لترميمه، ولم يتخذ قرارا بشأنه حتى الآن، فضلاً عن عدم وجود أى مشروعات للإسكان فى المحافظة تتناسب ومشروع تنمية سيناء، فى الوقت الذى يؤكد فيه مسؤولو الوزارة أكثر من مرة توفير أراض لأبناء المحافظة فى مشروع «ابنى بيتك»، أما المياه فحتى الآن لا تصل إلى المنازل طوال اليوم خاصة فى مدينة العريش، ومحطتى التحلية واللتين تم إدراجهما ضمن مشروعات المحافظة لم تنفذا حتى الآن بالرغم من أن إحداهما بمنحة يابانية بطاقة 36.5 ألف متر مكعب فى اليوم. ولم تكن محافظة جنوبسيناء أفضل حالا، فهى تعانى أيضاً مشكلة إسكان منذ 10 سنوات كاملة، ولا توجد خطة للإسكان فى سانت كاترين أو شرم الشيخ، التى فسر البعض ذلك بأنه حفاظ على بيئة المدينتين، فضلا عن مدينة الطور التى تعانى من مشكلة الصرف الصحى كالعادة. وتكررت نفس المشكلات فى محافظتى مطروح والوادى الجديد، حيث تعانى مطروح من وقف البت فى طلبات المواطنين لشراء الأراضى، التى وصلت إلى 12 ألف طلب، دون أسباب واضحة، فيما تعانى معظم المناطق من عدم انتظام وصول المياه خاصة فى منطقتى العلمين والحمام، وعدم وجود خطة واضحة لمشروعات الصرف الصحى. أما محافظة بورسعيد، فاكتفى المغربى بافتتاح مشروعات المياه والصرف الصحى بها مع الرئيس حسنى مبارك عن طريق «الفيديو كونفرانس»، والمعروف أن مشكلة المحافظة الأساسية تكمن فى الإسكان، وفقاً لرأى أحد المسؤولين فى المجلس المحلى، حيث يوجد بها 4 مناطق عشوائية، بها آلاف من العشش، وبالرغم من ذلك فإن المغربى رفض طلبا للمحافظ مصطفى عبداللطيف، بإدخال تعديل على مشروع «ابنى بيتك» لحل المشكلة فى منطقة «القابوطى»، بحيث يكون التوسع فى المشروع أفقيا وليس رأسيا، لتستفيد أكثر من أسرة بالأرض. واعتبر مصدر مسؤول فى المحافظة المدينة المليونية الجديدة فى شرق بورسعيد، التى أعلنت عنها الوزارة، لن يستفيد منها أبناء المحافظة بالقدر الكافى، أما مشكلات المياه فهناك أقاويل تشير إلى تحويل خط العزيزية القادم من دمياط بطاقة 20 مليون متر مكعب فى اليوم إلى أحد المصانع فى المحافظة، بالرغم من أنه يعد الخط الوحيد الممتد للمحافظة، إضافة إلى عدم انتهاء خط المياه العكرة الموازى لترعة الإسماعيلية، التى تغذى المحافظة، والمثير هو عدم تشغيل خط الصرف الصحى فى بورفؤاد يومى الخميس والجمعة من كل أسبوع، بما يؤدى إلى غرق المدينة بمياه الصرف، لتبدأ عمليات النزح من يوم السبت.