رغم النجوم التى يضمها مسلسل «وكالة عطية»، وعلى رأسهم حسين فهمى وأحمد بدير والمطربة مايا نصرى وانتصار وأحمد عزمى ورأفت الميهى كمؤلف ومخرج لأول مرة فى الدراما، بالإضافة إلى قصة ناجحة للكاتب خيرى شلبى تحمل نفس اسم المسلسل وميزانية تجاوزت الخمسة عشر مليون جنيه، ومدة تصوير تجاوزت العام - فإن كل ذلك لم يشفع فى تسويق المسلسل الذى يعرض الآن على قناتين فقط، كما أن الطرح الفلسفى للموضوع خلق فجوة كبيرة بينه وبين الجمهور الذى لم يستوعب أحداث المسلسل حتى الحلقة السابعة. وعلق حسين فهمى على ذلك بأن رد الفعل هذا كان متوقعا لأن الرواية تدور فى فلك فلسفى كما جاء الإخراج فى إطار ملحمى ويأخذ شكلاً من أشكال الفانتازيا، لذلك فأنا أعتبر هذا المسلسل ليس للعامة ولكن لفئة محددة ستهتم بمتابعته، وقال حسين: هذه النوعية من الأعمال غير مألوفة للجمهور، وهى إما أن تحقق نجاحا كبيرا أو فشلا كبيرا، لذلك سيكون الحكم النهائى على العمل فى الحلقة الأخيرة، ولا أنكر أننى كنت ضد عرض المسلسل فى زحام رمضان. حسين لا يعتبر العمل مغامرة بالنسبة له، لأنه لابد أن يعطى نفسه الفرصة فى تقديم أدوار مختلفة، وهذا النوع من المسلسلات لا يتكرر دائما، بل كان مستمتعا به رغم استغراق تصويره 13 شهرا كاملة. أما أحمد بدير فيرجع ابتعاد الجمهور عن المسلسل إلى الاهتمام بالحدوتة التقليدية، بينما «وكالة عطية» يستعرض الأحداث الاجتماعية والسياسية بشكل فلسفى، بالإضافة إلى أن معظم المسلسلات التى عرضت فى رمضان سواء تقليدية أو غير تقليدية لا تتابع بشكل جيد، وقال: أتحدى أى شخص شاهد حلقة كاملة من أى مسلسل خلال الأسبوع الأول من رمضان، لأن عدد المسلسلات التى عرضت فى رمضان وصلت إلى 40 مسلسلا، و«وكالة عطية» سيظهر أكثر تماسكا خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن رؤية الرواية ستصل بالكامل إلى الجمهور فى نهاية المسلسل، وقد اختار الميهى فى الإخراج الشكل الذى يتناسب مع طبيعة الرواية، ولو قدمها أى مخرج آخر كان سيقدمها بشكل تقليدى. المخرج رأفت الميهى يعتبر المسلسل لم يعرض حتى الآن بسبب المواعيد السيئة التى اختارها المسؤولون لعرضه، وقال: لا يهمنى أن يعرض فى رمضان أو غير رمضان، المهم أن يعرض فى أوقات مناسبة، وأنا فخور بالتجربة ولا أرى بها أى صعوبة، ولكن الجمهور الذى لم يتواصل مع المسلسل اعتاد على «باترون» محدد لا يريد أن يخرج عنه، وأزمة هذا المسلسل أنه خارج الإطار التقليدى، وعلى الجمهور أن يتقبله أو يرفضه، لكننى مقتنع بتقديم أشكال مختلفة من الحكى، ولم أترك السينما وأذهب للتليفزيون لأقدم عملاً تقليدياً. ونفى الميهى وجود أى تغريب فى المسلسل، وقال: مشهد المحكمة الذى قدمته حدث معى فى الواقع، لكننى بالغت قليلا فى تقديم المشهد، والعمل ككل يحتاج إلى نظرة تأمل. يوسف عثمان المسؤول عن الإنتاج فى مدينة الإنتاج الإعلامى أكد أن ميزانية المسلسل وصلت إلى 15 مليوناً ونصف المليون جنيه، وليس 30 مليوناً كما تردد، كما أن الديكورات التى تم تصميمها للمسلسل سوف تستخدم فى مسلسلات أخرى، وقال:لست مسؤولا عن عدم عرض المسلسل على شاشة التليفزيون المصرى فى رمضان رغم أن المدينة إحدى جهات الإنتاج الرسمية للتليفزيون، ولا أعرف لماذا ضرب التليفزيون عرض الحائط بأعمال الجهات الرسمية، التى وصل إجمالى ميزانياتها إلى 400 مليون جنيه ليدفع ملايين الجنيهات فى أعمال القطاع الخاص، ولكن التليفزيون أصبح يهتم بأعمال النجوم فقط مهما كان مستواها رغم أن معظم هذه الأعمال «واقعة» ومستواها هابط ولابد أن يهتم التليفزيون بالأعمال ذات القيمة، التى تقدم موضوعاً مهماً برؤية مخرج متميز، وهذا ما حاولنا تقديمه فى مسلسل «وكالة عطية»، المأخوذ عن رواية ناجحة لخيرى شلبى، وأعتبر أن مستوى المسلسل راق وأراهن على نجاحه إذا عرض فى ظروف أفضل بعيدا عن الزحام. عثمان وصف المسلسل بأنه سهل، لكن يحتاج إلى تفكير من المشاهدين، وهذا مطلوب أن نجعل المشاهد يفكر ويخرج من إطار المتلقى السلبى، وقال: هذا المسلسل من أكثر أعمال المدينة التى تم تسويقها، ولكن معظم القنوات تعاقدت على عرضه بعد رمضان.
