لم يتوقع أحد أن المخرج المسرحى الشاب محسن رزق هو مؤلف المسلسل الكوميدى «عبودة ماركة مسجلة»، و هو أول أعماله فى الدراما، فبعد سلسلة من المسرحيات الناجحة التى حصل عن بعضها على جوائز فى مهرجانات محلية وعالمية خاض رزق لأول مرة تجربة التأليف. تخرج رزق فى كلية الآداب جامعة عين شمس دفعة 1997 ثم درس المسرح فى كلية الآداب جامعة حلوان، وبدأ عمله المسرحى عام 1996 وأخرج أكثر من 15 مسرحية. قال رزق: لجأت إلى الكتابة التليفزيونية لأنها كانت حلماً قديماً أتمنى تحقيقه، ولحبى للكتابة كنت أعد المسرحيات الأجنبية التى أخرجها بنفسى، وكانت تلك الطريقة هى أولى خطواتى نحو التأليف، لكننى عندما شرعت فى الكتابة الفعلية فكرت فى التليفزيون وابتعدت عن المسرح نتيجة الظروف السيئة التى يمر بها، ولأن مناخه حاليا لا يساعد على الإبداع خاصة أننى تعرضت لظلم فى آخر مسرحية قدمتها على مسرح الشباب وهى «دعاء الكروان» التى تم استبعادها من تمثيل مصر فى مهرجان دولى بسبب المحسوبية، وأضاف: نظراً للصداقة التى تربطنى بسامح حسين منذ سنوات طويلة تعدت 16 عاما، حيث كنا زملاء دراسة، قررنا التعاون معا فى هذا المسلسل وكان ل«سامح» فضل كبير علىَّ لا يمكن إنكاره ويكفى أنه أعطانى الفرصة الأولى فى الدراما التليفزيونية. وأكد رزق أنه اجتمع مع سامح حسين فى جلسات مكثفة امتدت إلى 6 أشهر تم الاتفاق فيها على كل شىء، وتم وضع كل أفكار الحلقات وبدأ فى الكتابة، مشيرا إلى أنه وسامح كانا يريدان فى البداية تنفيذ فكرة هذا المسلسل فى فيلم سينمائى ولكن أحداثه الكثيرة وتحمس الشركة المنتجة جعلتهما يتراجعان وينفذان الفكرة تليفزيونيا. العمل فى مسرح الدولة ساعد رزق كثيرا فى أولى تجاربه التليفزيونية، وقال: المسرح دفعنى إلى تقديم كوميديا نظيفة دون إسفاف تحمل رسالة للمشاهدين، ورسالة «عبودة» هى الرضا بما قسمه الله وعدم الطمع لأنه يقل ما جمع، وقد فكرنا أيضا أن نقدم المسلسل بطريقة الست كوم ولكن تراجعنا لأن المسلسلات الطويلة لها مذاق خاص ومتعددة الديكور، والحمد لله أن المسلسل حاز إعجاب عدد كبير من المشاهدين والدليل على ذلك الرسائل التى تصلنا من الجمهور، وأكد رزق أنه رفض الابتذال وتقديم مسلسل كوميدى يهدف إلى الضحك من أجل الضحك لأن هذه النوعية من الأعمال لا تعيش طويلا لأنها تستخف بالمشاهد، والمشاهد المصرى ذكى ويستطيع أن يميز بين الأعمال الجيدة والتافهة.