شهدت الفترة الأخيرة بلاغات عديدة، حول اختطاف واختفاء وغياب، فتاة ذهبت تساعد سيدة فى مستشفى بالإسماعيلية وابتلعتها الأرض بعد دقائق، وثانية كانت تسير خلف شقيقها فى «محطة مصر» وغابت فى لحظة، وعروس فى حلوان ذهبت إلى عيادة الطبيب ولم تعد، هذه الحوادث كانت حقلا خصبا لنشر الشائعات حول عصابات تجارة الأعضاء وغيرها، الخبراء الأمنيون قالوا إن أسبابا اجتماعية وأمنية تقف وراء زيادة بلاغات الاختفاء والاختطاف من الأماكن العامة. وأكدوا على ضرورة تطوير الأداء الشرطى لمواجهة تطور أساليب المجرمين وزيادة نشاطهم. «المصرى اليوم» ناقشت عددا من الخبراء حول هذه القضية. فى البداية قال العميد محمود قطرى الخبير الأمنى إن تزايد ظاهرة بلاغات الخطف والاختفاء يرجع إلى أسباب اجتماعية بالإضافة إلى تقصير أجهزة الأمن المختلفة فى القيام بدورها بعد انسحابها من الشارع وتفرغها للأمن السياسى. وأضاف قائلا «إن أبجديات العلوم الشرطية هى تقسيم الأماكن المختلفة وتعيين حراسات عليها ليلا ونهارا وفقا لحاجتها وخطورة الوضع الأمنى فيها ولكن حاليا لم تعد الشرطة تقوم بذلك بسبب تردى أوضاع العمل وظروف التشغيل مما جعل المجرمين يملأون الفراغ الناشئ عن غياب الشرطة». وأكد على وجود قصور تشريعى فى التعامل مع بلاغات الخطف والاختفاء حيث لا يتم التعامل مع البلاغات إلا بعد 24 ساعة وهو ما لم يعد ممكنا فى هذه الأيام بسبب تطور أساليب المجرمين وزيادة «رتم» الحياة. وانتقد قطرى ما وصفه بسلبية وزارة الداخلية فى التعامل مع بلاغات الاختفاء والخطف واعتبارها أقل أهمية من جرائم القتل والسرقة بالإكراه وسرقة الخزائن الحديدية. وأشار إلى أن صور المختطفين والمختفين لا يتم توزيعها على كل أقسام الشرطة وفى أحسن الأحوال إذا تم توزيعها لا ينظر إليها الضباط، ودعا إلى عمل دراسة عن أماكن الاختفاء والخطف الجديدة لمنع الجريمة قبل وقوعها وتشديد الحراسة فى هذه الأماكن. من جهته قال اللواء محمد إبراهيم مدير أمن الجيزة السابق إن انتظار الشرطة 24 ساعة للتحقق من صدق بلاغ الاختفاء يعطى فرصة لأهل المختفية أو المختطف فى السؤال عنه حتى لا يتورطوا فى البلاغ الكاذب لأن الكثير من الذين يبلغ عن أنهم مختفون يظهرون بعد ساعات وأحيانا يفبركون حكايات عن اختطافهم للتخلص من غضب الأهل حول مشكلة ما. ونفى إبراهيم ما قاله قطرى عن سلبية التعامل مع نشرات المختطفين وقال إن الصورة والأوصاف المصاحبة لها تأخذ أهمية غير عادية ويتم التنسيق بين كل الأقسام والمستشفيات ومديريات الأمن حتى يتعرف الأهل عليهم إذا تعرضوا لحادث. وأكد إبراهيم أن أجهزة الشرطة تعمل وفق تقنيات حديثة لتبادل المعلومات حول المختفين والمختطفين. واتفق اللواء فادى الحبشى المدير السابق للمباحث الجنائية فى القاهرة مع الرأى السابق فى أن انتظار24 ساعة للتحقق من البلاغ ليس انتظارا حتى تأخذ الشرطة إجازة لكن فى هذه الأثناء تقوم الشرطة بإجراءات لتوزيع نشرة بأوصاف الغائب والتعرف عليه من خلال المفقودين والجثث المجهولة. وأكد الحبشى أن زيادة حالات الاختفاء ترجع إلى مشاكل اجتماعية مثل ضرب الأهل والرغبة فى الزواج.