فى رده على سؤال حول حكم الشريعة الإسلامية فى لصق القدم بقدم المصلى المجاور أثناء الصلاة أجاب الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية:قال الإمام البخارى فى صحيحه: باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم فى الصف: {وقال النعمان بن بشير: رأيت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه} هكذا علقه بدون إسناد. وقد أخرجه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما. وأضاف جمعة: ثم أخرج البخارى حديث أنس وفيه: {وكان أحدنا يَلزِق منكبه بمنكب صاحبه وقدمَه بقدمه}، والتعبير ب{كان أحدنا} فيه معنى العادة والتكرار والديمومة والانتشار، وهذا يبين أن هذا من فعل الصحابة الذى حصل بمحضر النبى وأقره، فهو من السنة التقريرية، قال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى: المراد بذلك المبالغة فى تعديل الصف وسد خلله، وسبقه إلى ذلك الإمام النووى فى المجموع. وأشار جمعة إلى أن تعليم الناس الأفضل لا يأتى بالتهكم، وإنما بالتأليف والمحبة، خاصة بعد قلة العلم، فالأمر يتطلب مزيداً من الرفق بالناس لتعليمهم وتفقيههم، ولكن كل هذا لا يكون على حساب المقصود الأصلى من الصلاة، وهو حضور القلب وخشوعه، فالأكمل الاستنان بالسنن النبوية الظاهرة والباطنة، وإذا لم يمكن الجمع بينهما فالحفاظ على خضوع القلب للبارى سبحانه فى الصلاة والتآلف بين المسلمين أولى من الهدى الظاهر الخالى عن هذه الحقائق الأصيلة المقصودة لذاتها، على أن الهدى الظاهر مقصود لغيره، فما كان مقصودا لذاته أولى مما هو مقصود لغيره عند التعارض والكمال بثبوتهما معا. والله سبحانه أعلى وأعلم.