مبارك يعود إلى القاهرة.. ويهود أمريكا يطالبون الرئيس بحرية الطيران الإسرائيلى فى الأجواء العربية

عاد الرئيس حسنى مبارك والوفد المرافق له إلى القاهرة صباح أمس، بعد زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الأمريكى باراك أوباما، وعدد من المسؤولين الأمريكيين تناولت القضايا السياسية فى الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وعلى الرغم من النشاط المكثف للرئيس فى أمريكا، فإن اللافت أن موقع السفارة المصرية فى واشنطن على الإنترنت تجاهل الإشارة إلى أى أخبار تتعلق بالزيارة، أو جدول أعمال مبارك خلالها. وكان آخر تحديث لأخبار موقع السفارة المصرية بتاريخ 19 يونيو الماضى، أى قبل شهرين كاملين، حينما كتب الرئيس مبارك مقالة بصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن كيفية تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
فى سياق متصل كشف أحد القيادات اليهودية الأمريكية التى التقت بالرئيس مبارك أمس الأول، أن القيادات اليهودية طالبته بتشجيع الدول العربية على منح الطائرات الإسرائيلية حرية المرور فى الأجواء العربية، كجزء من مبادرات التطبيع العربية مقابل إيقاف الاستيطان.
وفى بيان، وصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه، ذكر الكونجرس اليهودى العالمى، وهو منظمة يهودية أمريكية كبرى، إن القيادات اليهودية الأمريكية حثت مبارك على «اتخاذ زمام المبادرة فى تشجيع الدول العربية على القيام بمبادرات تصالحية نحو إسرائيل، تشمل السماح لطائرات إسرائيلية بالطيران (فوق الأجواء العربية)، وتوسيع الروابط التجارية».
وقال أحد القيادات اليهودية الديمقراطية التى التقت بالرئيس فى تصريح لوكالة التلغراف اليهودية ومقرها نيويورك، إن مبارك قال «إنه يعتقد أن إسرائيل يتعين عليها القيام بنصيبها من الخطوات تجاه الدول العربية».
وأضاف القيادى، الذى رفض الإفصاح عن اسمه، أن القيادات اليهودية الأمريكية قالت للرئيس إن الإسرائيليين أيضا «يحتاجون إلى أن يروا رياح التغيير تهب على العالم العربى، بحيث تخلق سياقا أفضل لقرارات صعبة».
وأفاد البيان أن قيادات المنظمات اليهودية ناقشت أيضا مع الرئيس المصرى «توسيع العلاقات بين إسرائيل ومصر، وتقديم جبهة موحدة ضد البرنامج النووى الإيرانى المحتمل».
إلى ذلك حذر تقرير أمريكى من هيئة بحثية بارزة من أن احتمال عدم الاستقرار فى مصر، الذى قد يصحب فترة التحول السياسى المقبلة، سيضر بقدرة واشنطن على العمل بفعالية فى منطقة الشرق الأوسط.
وذكر التقرير، الصادر عن مركز التحرك الوقائى التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكى أمس الأول، إن «عدم الاستقرار الشديد فى مصر سوف يضر بقدرة واشنطن على العمل بفعالية فى الشرق الأوسط، سواء كان ذلك عبر البحرية الأمريكية الساعية إلى عبور فى زمن قصير لسفنها الحربية فى قناة السويس، أم بالنسبة للبيت الأبيض الباحث عن دعم دبلوماسى فى رعاية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أم الوسط الاستخباراتى المحتاج إلى التعاون (المصرى) فى قضايا الإرهاب».
وأوضح أنه بشكل عام «فإن القاهرة أمدت واشنطن تاريخيا بالغطاء السياسى بينما كانت الولايات المتحدة تسعى لتحقيق أهدافها فى المنطقة».
وأفاد التقرير الذى أعده ستيفن كوك، خبير مجلس العلاقات الخارجية المتخصص فى الشئون الشرق أوسطية، إن مصر تدخل الآن فترة تحول سياسى.
وقال إن جمال مبارك، 46 عاما، نجل الرئيس المصرى «يتم إعداده بشكل واضح لخلافة والده. لكن متى يحين ذلك وبأى أسلوب سيحدث انتقال السلطة، يظل أمرا غير واضح»، معتبرا أن «عملية تداول السلطة فى مصر يمكن أن تكون صعبة»، منوها بأن «الفرق المختلفة داخل وخارج النظام تناور بالفعل لتحسين تطلعاتها بعد أن يغادر الرئيس مبارك المشهد».
وحذر كوك من أنه «نتيجة لهذا وبينما تبدو مصر مستقرة سطحيا، فإن احتمال ازدياد عدم الاستقرار السياسى والتقلبات المفاجئة على المدى القصير (من 6 إلى 18 شهرا) ينبغى ألا يتم التسرع فى استبعادها».