يذكّرنى أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، بمدرب سابق لفريق غزل المحلة لكرة القدم، شاهدته ب«أم عينى» فى مباراة لفريقه مع الزمالك فى استاد المحلة، حيث كان فريقه خاسراً بهدفين، وأداؤه فى غاية السوء، والجماهير تصب غضبها عليه بأقبح الألفاظ، وإذ فجأة، ودون أى إرادة أو تدخل منه، ينجح لاعبوه فى إحراز هدف يسمونه فى لغة كرة القدم «استروبيا»، دلالة على الحظ، بينما تسبب خطأ من مدافع زملكاوى فى تسجيل الهدف الثانى، ليقف بعدها مدرب المحلة مواجهاً الجماهير ومعنفاً إياهم، وهو يرد لهم الشتائم بجملة واحدة: «دى كانت خطة يا جهلة.. إش فهمكم إنتم فى الكورة». لذلك رأيت أنه من الطبيعى جداً أن يخرج أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، ومساعدوه، ببيان عاجل فور إعلان نبأ تحرير الصيادين «ليدّعى» نجاح جهوده وجهود وزارته واتصالاتها مع الجهات المعنية والعشائر الصومالية، التى أسفرت عن الإفراج عن الصيادين.. طبيعى جداً أن يناقض بيان الخارجية كل الروايات المنقولة على ألسنة شهود العيان، التى أكدت أن الصيادين تحرروا بعد معركة بالرصاص انتصروا خلالها على القراصنة، ونجحوا فى قتل مَنْ قُتل وأسر مَنْ تم أسره. طبيعى أن يجد أبوالغيط والذين معه الجرأة فى تزييف الواقع والحقيقة وادعاء الفضل ومناقضة الروايات التى لا تقبل الشك، فى محاولة لسرقة الفرح، فهذه شيم مَنْ لا يفعلون شيئاً، الذين بنوا أداءهم على انتظار مبادرات الآخرين والتشبث بالمصادفات. لا تستغرب إذن لو خرج عليك أبوالغيط غداً فى محاولة لإقناعك بأن كل ما حدث خلال ال4 أشهر الماضية من معاناة أثناء خطف الصيادين كان «خطة»، بدءاً من إعلان الخارجية غلق باب التفاوض مع الخاطفين، وإلقائهم بأحجار فى وجه ذوى الصيادين حين قالوا لهم «الجأوا للمجتمع المدنى»، «لن ندفع مليماً واحداً»، حتى قال لهم مساعد أبوالغيط بالنص: «لا نملك لكم إلا الدعاء».. ربما يخرج أبوالغيط ويحاول إقناعك بأن كل ذلك كان مجرد خطة تمويه حتى تنجح عملية التحرير التى قادها حسن خليل، شيخ الصيادين، بمبادرة منه وبجهد ذاتى، وربما بتنسيق أمنى مع جهات مصرية ليس فيها أبوالغيط. تستطيع أن تقول لأبوالغيط إن دبلوماسية تقول: «لا نملك إلا الدعاء» لا يمكن أن تكون أجرت اتصالات أو فعلت أى شىء لتحرير الصيادين.. فلا تسرق الفرح. أخيراً يا سيد أبوالغيط: «إذا كنت قدرنا الذى لا نعرف متى سيرفعه الله عنا.. وإذا كانت القرصنة أيضاً قدرنا الذى سيتكرر مرة وأخرى، فنصيحة منى أن تبادر فوراً بتعيين الشيخ حسن خليل، مساعداً لوزير الخارجية لشؤون القرصنة، وقتها ستجد عندك أشياء كثيرة تفعلها للمختطفين الجدد غير الدعاء». [email protected]