إنى راحلة ساعة وأعود.. قالت لى ساعة وأعود.. ثم رحلت.. انتظرت فوق شاطئ البحر.. حتى أشرقت شمس الصباح ولكنها لم تعد.. فرحت أبحث عنها بين الناس.. فوجدتها تفرق جمعهم مهرولة كأنها تنافس الرياح.. فهممت أن ألحق بها.. لكنها تاهت فى الزحام.. فغدوت إلى الأشجار أسألها.. فقالت.. جاءتنى يا ولدى..متعبة.. خائفة.. سألتنى أن تلتحف بأوراقى ثم رحلت.. فسألت الأزهار.. فقالت.. جاءتنى يا ولدى دامعة لم أر يا ولدى أبداً دمعاً يملأ المآقى مثلما ملأ مآقيهاقالت.. انظرى يا زهرة العشق.. كيف تداسين تحت الأقدام..ويراق دم العشاق.. وتغتال الأحلام.. وتجف الدمعة فى الأحداق؟.. ثم رحلت.. فرجعت إلى البحر أسأله.. فقال: جاءتنى يا ولدى.. يائسة.. بائسة قالت لى: أريد أن أغسل فيك قلبى لأطهره من حبى ومن أشواقى وأسكب فيك حبرى.. وأحرق كل أوراقى.. ثم قالت إنى راحلة إلى حيث ينتهى العشق دوما فتساءلت.. وأين ينتهى العشق؟ فجاءنى صوت ينادينى أيها العاشق.. أيها العاشق.. مهما كان عمر عشقك يوماً كان أو دهراً حتما سيأتينى فأنا ملاذ العاشقين.. ثم توارى الصوت رويداً رويدا حتى اختفى.. فاستدرت فإذا بى أرى شيخاً يجلس بين الصخور فسألته: يا شيخنا.. يا شيخنا أين ينتهى عشقنا؟ فقال: العشق يا ولدى جنون.. على كل شىء رحاه تدور.. يسكن بيننا لحظة ثم يخلد فى القبور.. فنحن فى زمن العشق فيه يا ولدى احتضر. إنه يا ولدى القدر.. قدر أن نصبح والعشق يملؤنا ثم نمسى فنجده فينا قد اندثر!! عبد اللطيف فايز على [email protected]