كتبت منذ عدة أشهر مقالة بعنوان «لخبطات اللوائح» ولكن لم أنشرها وأرجأتها، وأمس تذكرتها عندما كنت متواجداً فى انتخابات نادى الاتحاد السكندرى وحرارة الشمس الحارقة تلسع جميع الأعضاء والكل مستنكر لإقامة الانتخابات فى هذا الحر الفظيع سواء من الأعضاء أو المرشحين الذين لم يستمتعوا بعطلة الصيف لانشغالهم بالانتخابات، كل ذلك بسبب اللوائح التى انتظرها الجميع طويلاً للأندية والاتحادات الرياضية. الكل ترقبها لأعوام طويلة وانتظروها لكى تصلح وتعالج العيوب، وأصبحنا جميعاً فى شوق وأمل لكى نرى نتائج الدراسات والاجتماعات والاستطلاعات والمؤتمرات، ولكن يصاب الجميع بالإحباط ولا مجال للمناقشة، فاللوائح صدرت منقوصة وبها الكثير من الأخطاء، لم ينصت من أصدورها إلى الخبراء والمحيطين والممارسين، اللوائح بها العديد من التجاوزات لحقوق ممارسى الرياضة وكلها ثغرات ينفذ منها بسهولة من يريد تعطيل مسيرة الرياضة فى مصر. أين حقوق الشباب الذى يمثل غالبية المجتمع؟ كيف توافق الحكومة على إجهاض حقهم فى التمثيل فى مجالس إدارات الأندية لكى يجلسوا إلى جوار أصحاب الخبرة ليتعلموا منهم لأنهم هم المستقبل. كيف تلغى كراسى الشباب تحت الثلاثين فى مجالس إدارات الأندية؟ ويتركون الشباب يخوضون الانتخابات مع الكبار، وبالتالى تتقلص تماماً فرصتهم فى الفوز بأحد الكراسى فى زمن أصبح فيه رئيسى أكبر دولتين فى العالم فى الأربعينيات من العمر ومصر بها أكثر من وزير ومسؤول فى الثلاثينيات؟ - كيف نعطى الضربة القاضية لطموح الشباب ولإدخالهم تجربة ممارسة الإدارة الرياضية؟ وكأن الذين يصدرون اللوائح يقولون لشبابنا انتظروا حتى يفوتكم القطار. - أريد رداً على تقليل عدد أفراد مجالس إدارات الأندية والهيئات، هل لقلة الكوادر؟ هل مطلوب زيادة الصراع على كراسى مجالس الإدارات؟ أم أنهم رأوا أن من مصلحة الرياضة تقليل العدد وتقليص قاعدة المشاركين فى الإدارة؟ شىء له العجب. - من حدد مواعيد الانتخابات فى الفترة من 1/7 - 30/9، هو شخص لا يعلم مدى أهمية هذه الفترة، لأن هذه الفترة هى ذروة العمل داخل هذه الأماكن، قد يقول قائل إن هذه المواعيد حددت لكى تكون بعد الميزانية، الردود كثيرة وأبسط هذه الردود مواعيد انتخابات اتحاد كرة القدم واتحاد كرة اليد وانتخابات نادى الزمالك. كيف ننتخب مجلس إدارة جديداً ويدخل ليرأس ويعمل مع أجهزة فنية ورياضية تم تعيينها من مجلس سابق؟ لأن الجميع يعلم أن اختيار الأجهزة لابد أن يتم فى خلال شهر يونيو أو على الأكثر فى بداية شهر يوليو لبدء فترات الإعداد واختيار اللاعبين وغير ذلك من ترتيبات. كيف يبدأ مجلس مع أفراد لم يقم هو باختيارهم وربما لا يعرفهم، ومن المؤكد أنه سوف يكون هناك الكثير من الخلافات الصغيرة أو الكبيرة مع بعض أعضاء مجلس الإدارة بسبب الانتخابات أو لأسباب أخرى. وهناك نقطة تفوق النقطة السابقة فى أهميتها وهى أن الكثير من الأندية الكبيرة والجماهيرية التى بها آلاف من الأعضاء مثل نادى الزمالك، الاتحاد، الترسانة، الأوليمبى، المصرى، طنطا والمنصورة وغيرها تمثل اشتراكات الأعضاء السنوية - إن لم يكن المورد الرئيسى للميزانية - أحد أهم الموارد. كيف يعمل مجلس إدارة جاء فى أغسطس أو فى سبتمبر وقد فقد الجزء الأكبر من الاشتراكات، وأنفقها المجلس السابق بطريقة أو بأخرى قبل أو أثناء الانتخابات، ونحن نعلم جميعاً أننا فى دولة فرعونية النظام، ولسنا فى دولة مؤسسات لها نظم يتبعها من هو جالس على كرسى السلطة.