أثق فى حكمة حسن حمدى وذكاء محمود الخطيب وعقلية العامرى فاروق فى الخروج بالأهلى إلى بر الأمان بعد نتيجة الانتخابات الأخيرة، فلا يخفى على كل المتابعين أن الأهلى لم تكن لديه انقسامات سوى على مقعد واحد فى العضوية، الذى فاز به وبجدارة العامرى فاروق من خارج قائمة حسن حمدى على حساب محمود باجنيد، أمين الصندوق الأسبق بالأهلى، والعامرى كان أحد أفراد قائمة حسن حمدى فى الدورة السابقة، ولكنه فضل استبعاده هذه الدورة بحجة أن اللوائح تغيرت والعدد تقلص وبالتالى أصبح لزامًا التضحية بعدد من الأعضاء منهم العامرى فاروق، الذى تقبل القرار بصدر رحب وخاض بشجاعة انتخابات شرسة فقد كان بمفرده فى مواجهة قائمة بالكامل يتصدرها أقوى شخصيات داخل الأهلى حسن حمدى ومحمود الخطيب، ومع ذلك نجح فى الفوز بالمقعد للمرة الثالثة على التوالى، وهو ما اعتبره البعض بمثابة المفاجأة، وإن كان سير العملية الانتخابية خصوصًا فى الأسبوع الأخير يؤكد أن هناك حالة غير عادية من التعاطف مع العامرى فاروق، بالإضافة إلى ذكائه الحاد فى إدارة العملية الانتخابية- هذا غير يوم الانتخابات نفسه- والتى ظهر فيها واضحًا أهمية التخطيط لفاروق، ويبدو أنه استفاد من خبراته السابقة وفهمه لطريقة عمل مجموعة حسن حمدى فكان يسبقه بخطوة دائمًا مما رجح كفته فى النهاية وفاز بجدارة، حتى وإن كان الفارق 140 صوتًا فقط، إلا أنها كانت نسبة كافية لقلب الموازين داخل الأهلى، فلأول مرة ينقلب أحد أهم أعوان حسن حمدى وهو ياسين منصور على القائمة، بل يخرج على شاشات التليفزيون وفى أحاديث صحفية ليهاجم القائمة وبعض أفرادها، بل يعلن أنه يعارض أسماء بعينها والأكثر من ذلك ظهوره فى الانتخابات بجوار العامرى فاروق مؤيدًا ومساندًا بقوة غير عادية، ولعل ذلك جعل البعض يخاف على مستقبل الأهلى من حدوث انقسامات واختلاف فى الآراء تبدأ منذ الآن فى مجلس الإدارة بوجود العامرى فاروق وتنتهى فى الانتخابات القادمة، فالكل أصبح طامعًا فى تكرار تجربة العامرى فاروق، خصوصًا بعض النجوم الذين رفضوا مرارًا وتكرارًا خوض الانتخابات منفصلين بعيدًا عن القائمة. أيضًا فكرة دخول رجال الأعمال بقوة الانتخابات القادمة، خصوصًا بعد أن نسب الكثيرون فوز العامرى إلى المساندة القوية التى وجدها من ياسين منصور والذى أثبت أن له أرضية قوية داخل النادى وهو ما يعد تحولاً داخل الجمعية العمومية للنادى الأهلى ولو بنسبة صغيرة إلا أن احتمالات زيادته فى الفترة القادمة قائمة وبشدة، ولكى نكون أكثر صراحة فإن ما أغضب ياسين منصور من مجلس إدارة الأهلى هو بعض التصريحات غير المقصودة من محمود باجنيد وعدم الرد عليها بما يكفى من حسن حمدى وقيادات الأهلى مما جعل الرجل يغضب ويبتعد عن الأهلى ورغم حرص حسن حمدى على رفض استقالة منصور والحديث عنه بكل خير طوال الفترة السابقة فإن الرجل انفجر فى الوقت غير المناسب لحسن حمدى وقائمته، والمناسب تمامًا للعامرى فاروق مما ساهم كما قلت فى قلب نتائج الانتخابات لذلك أجد أن الأجواء مهيأة وبشدة للصلح مع ياسين منصور، خصوصًا بعد عدم توفيق باجنيد، وهو بالمناسبة أحد أكثر من أخلصوا بشدة للأهلى طوال الفترة السابقة وأبلى بلاءً حسنًا فى مجلس الإدارة وأثبت كفاءة عملية نادرة، ولكن يتبقى للجمعية العمومية احترامها الكامل، أعود فأكرر أن هذا هو وقت الحكماء لإعادة لم الشمل داخل النادى الأهلى وإعادة ياسين منصور إلى بيته من جديد وتصفية الأجواء داخل البيت الواحد لذلك قصدت فى بداية كلمتى من ثقتى فى حكمة حسن حمدى وذكاء الخطيب وعقلية العامرى، تجاوز هذه الأزمة العابرة حتى الآن بدلاً من أن نتحول إلى شيع وأحزاب داخل النادى الأهلى ويتحول شعار الأهلى فوق الجميع إلى شعار جديد وهو الأهلى لنا فقط لا غير ويومها سنبكى جميعًا بدلاً من الدموع دمًا وسنفقد أحد أهم الأشياء احترامًا داخل مصر كلها وهو استقرار وهدوء واحترام النادى الأهلى. ■ ■ ■ حتى ميدو عاد إلى مصر لنفقد أهم أوراقنا الاحترافية فى الخارج، فالمتابع لمسيرة ميدو الاحترافية كان يأمل أن يظل رمزًا ونموذجًا لكل اللاعبين المصريين، خصوصًا أنه لعب لأكبر الأندية فى العالم ومنها روما الإيطالى وتوتنهام الإنجليزى ومرسيليا الفرنسى وأياكس الهولندى وسيلتا فيجو الإسبانى، وكلها أندية عالمية ولها الملايين من المحبين، ثم الأهم أن ميدو نجح فى معظم هذه الأندية وسجل وتألق وأصبح معشوقًا للجماهير فى كل مكان لعب فيه وباستثناء تجربة روما، التى نعلم جميعًا أسباب عدم نجاحها، أرى أن ميدو كان أهم لاعب مصرى محترف فى الخارج بعد هانى رمزى والذى استمرت مسيرة احترافه 12 سنة كاملة لعب فيها لثلاثة فرق فقط هى نيو شاتل السويسرى وبريمن وكايزرسلاوترن فى ألمانيا، ولم يعد إلى مصر إلا بعد انتهاء مسيرته الاحترافية تمامًا، وأيضًا بعد أن درس وعلم نفسه أصول التدريب، فأصبح مدربًا الآن لمنتخب مصر، ومن المؤكد أن مسيرته ستستمر للأفضل فى المستقبل لذلك كنا نعول كثيرًا على ميدو فى أن يظل السفير الكروى الأهم لمصر فى أوروبا خصوصًا فى الدوريات الأوروبية الكبرى مثل إنجلترا وإسبانيا، والحقيقة أننى بالتحديد لم يكن لدىّ ذرة شك فى نجاح ميدو فى الاستمرار بأوروبا، خصوصاً أنه خرج من مصر مبكراً جداً، واعتاد الغربة أيضاً، لأن ثقافته ولغته الإنجليزية قويتان، بالإضافة إلى زواجه المبكر، واستقراره الأسرى والعائلى، ومع شديد احترامى لكل المبررات التى ساقها ميدو للعودة إلى مصر، أجد أنها مبررات واهية، فميدو إن أراد أن يصبح نجم منتخب مصر وأحد لاعبيه الأساسيين فطريقه واضح، وهو التألق فى البطولات الأوروبية والمشاركة باستمرار هناك وإحراز الأهداف، فلا أحد ينسى أهدافه فى ليفربول وأرسنال وريال مدريد وغيرها، وكلها كانت جواز سفره الحقيقى للعب مع منتخب مصر، فأسباب ابتعاده الحقيقية معروفة للجميع، ولا علاقة لها بالمشاركة، بل إن بعض الخلافات مع الجهاز الفنى تتطلب أن يجلس الكبار ويجدوا لها حلاً، خصوصاً أن ميدو لاعب لا يشق له غبار، وهداف بدرجة قدير، وأى منتخب فى العالم يتمنى أن يصبح لديه لاعب فى حجم ووزن ميدو، بشرط أن يتفرغ لكرة القدم فقط لا غير، أعود فأكرر أن البعض قد يفرح بعودة ميدو من جديد لمصر، وعلى رأسهم ميدو نفسه، الذى سيعلن بعد أيام قليلة أنه خاض تجربة متسرعة لم يكن هذا وقتها أو أوانها، وأذكر أننى قلت هذا الكلام لحسام حسن قبل عودته من جديد إلى الأهلى، وطالبته بالبقاء فى أوروبا أطول فترة ممكنة، إلا أنه تصور أن العودة لمصر ستكون مؤقتة، وسيتمكن بعد تألقه فى الدورى المصرى من العودة إلى أوروبا مرة أخرى، وهو ما لم يحدث مع حسام، ولن يحدث مع غيره أبداً، فالداخل للدورى المصرى مفقود والخارج مولود، وللأسف فقد دخل ميدو للدورى المصرى بقدميه وسيفرح ويسعد باستقبال أسطورى من جماهير الزمالك، وبغنائها ورقصها، ولكن يبقى الموسم طويلاً جداً، فماذا سيحدث بعد ذلك.. سننتظر ونرى! ■ ■ ■ انتهت أزمة البث الفضائى بعد أن طالت ومسخت بشكل سخيف، وأصبحت مثل المسلسل التليفزيونى الممل للغاية، المعروفة نهايته لكل المشاهدين، وأول هؤلاء المشاهدين كانوا قراء «المصرى اليوم»، فقد كتبوا مراراً وتكراراً عن المشهد الأخير لهذا المسلسل، وأن التليفزيون المصرى سيذيع أرضياً وفضائياً، ثم يتم البيع بعد ذلك بأرقام أكبر من الأرقام السابقة، وتوقعنا أن تصل إلى ثمانية ملايين جنيه للقناة الواحدة، وهو ما حدث بالضبط، ولكن وبكل أسف، فقد أسدل الستار قبل ساعات من بداية الموسم الجديد، وهو ما سبب أزمات لا حصر لها للقنوات الفضائية، خصوصاً مع العقود الإعلانية التى انخفضت أسعارها بشدة فى الفترة السابقة تمشياً مع الأزمة المالية، ولكن بعيداً عن الإعلانات وخلافه، أسأل وأستفسر: لماذا كل هذا التأخير؟ وما الانفراجة التى حدثت ليغير الجميع موقفهم وتتبدل آراؤهم من جديد، بعد أن صدعونا ببيانات واجتماعات لا آخر لها، وهل أصبح الوقت دون قيمة لهذه الدرجة، أم أن اللعبة كانت خفيفة الدم، لدرجة أنها طالت كل هذا الوقت؟ وفى النهاية عدنا إلى نقطة الصفر من جديد، واحتكمنا جميعاً لصوت العقل، وانتهت أزمة تصاعدت حتى وصلت إلى عنان السماء، ثم هبطت من جديد لتقف على أرض الواقع الذى نعيشه. الخلاصة أن الكرة الآن أصبحت فى ملعب الفضائيات، وعليها جميعاً أن تجتهد لتكسب ثقة المشاهد، وأن تجود وتحسن من المنتج، حتى تكسب المشاهد، ويكفى ما حدث طوال الأسابيع من اهتمام كل المشاهدين، بأن تتم إذاعة الدورى على القنوات الفضائية، خوفاً من الجلوس أمام شاشة التليفزيون المصرى ومشاهدة استديو تحليلى يصيب بالغثيان والملل، فمبروك على الفضائيات وفى انتظار النجاح. ... لم أكن أنوى الكتابة فى شأن نادى الزمالك من جديد، بعد استقراره وانتهاء انتخاباته على خير، والهدوء الذى يعيشه النادى منذ 29 مايو، وبالتحديد انتخاب مجلس إدارة جديد، خصوصاً بعد دخول إبراهيم يوسف فى منظومة العمل الجماعى، والحقيقة أننى لم أسمع حتى الآن عن أى أزمة داخل الزمالك، سواء على صفحات الجرائد أو فى البرامج التليفزيونية، غير عجلة البناء التى دارت رحاها داخل الزمالك، وستبدأ بافتتاح الصالة المغطاة بعد أيام قليلة، ومحاولة إعادة بناء فريق الكرة، ولكن وبكل أسف ما كادت الأمور تهدأ داخل نادى الزمالك حتى فوجئنا بطعن فى الانتخابات الأخيرة، وبكل أسف لم يكن الطعن بسبب التزوير كما أشاع البعض، ولكن وكما جاء فى عريضة الدعوى، بسبب أخطاء إجرائية مثل كيفية الدعوة لإجراء الانتخابات، أو صفة مجلس الإدارة الذى وجه الدعوة لهذه الانتخابات، وأشياء من هذا القبيل، وهى أمور لا تهم عضو الزمالك من قريب أو بعيد، لأن ما يهمه هو استقرار النادى وهدوؤه والحفاظ على أعضائه، وهنا لابد من الإشادة برجل فاضل هو الدكتور محمد عامر، ومجلس إدارته بالكامل، فقد عملوا فى صمت وهدوء وأعادوا كثيراً من كبرياء الزمالك، ثم أشرفوا على انتخابات هى الأكثر نزاهة فى تاريخ النادى، والآن جلسوا فى مقاعد المتفرجين باحترام كامل من الجميع، وهو الباقى للناس، خصوصاً عندما نعلن أنهم أبناء الزمالك الحقيقيون الذين سعوا بكل قوة لإنجاح الزمالك وإعادته إلى الطريق الصحيح، وهو ما تحقق لهم وللزمالك، أما الآخرون فيبدو أن مكانهم أصبح معروفاً للجميع، لأنهم أرادوا للزمالك الانهيار، ولكن الله سلم على الزمالك وغيره من الأندية الكبيرة، التى ستظل دائماً عنوان الرياضة فى مصر، بعيداً عن الغوغائية والصوت العالى.