من لم يدرس «القانون» لا يعرف أن سطوح العمارة أعلى من حجرة البواب، وأن الدستور أعلى من سطوح العمارة، ثم يأتى خزان المياه وبرج الحمام والمجالس القومية المتخصصة، ومع ذلك بلاها سياسة اليوم وخلينا فى الرياضة، فقد كان «جورج برناردشو» فى الثالثة والتسعين من عمره عندما قال إن الرياضة الوحيدة التى مارسها فى حياته هى رياضة المشى فى جنازات أصدقائه، الذين كانوا يمارسون الرياضة.. لذلك لا أتذكر من الشخصيات الرياضية الكبرى إلا مدلك المنتخب القومى، ولم أمارس إلا رياضة شيل الحديد فى المخازن لكننى أتابع مثلك انتخابات الأندية.. كانت الانتخابات فى النادى الرياضى حامية على بامية.. ورأى الحاج (بطوطى) المرشح أن يرفع أسهمه فى الانتخابات فقرر شراء اللاعب المخضرم (حمبوله).. رتب السمسار لقاء سرياً بين (البطوطى) وأسرة اللاعب ليسألهم عن طلباتهم فقال الأب: - «تركيا عايزة ابنى وعارضة عليه قاعدة عسكرية هناك.. لكن علشان خاطركم ناخد عمارتين فى الزمالك بسكانهم وناشرين غسيلهم وعمارة فى مصر الجديدة على الطوب الأحمر.. وخمسين فدان كل فدان فى حتة لوحده.. ومليون جنيه إنصاص وإربع.. وعرسان لإخواته البنات.. وأنا كفاية سندوتش لحمة مفرومة».. وقالت الأم: - «أما أنا بقى ترجعوا لى نور عينى اللى ضاع.. وشبابى اللى راح.. وكل بنت من بناتى تأخد حتتين صيغة.. والمرة جارتنا أم محروس تبهدلوها زى ما بهدلتنا ولسنت على أخته».. وقالت أخته «وأنا ترجعولى خطيبى اللى مات فى ليبيا وتبهدلوا أم محروس».. قال «البطوطى» وهو يفكر فى كرسى الرئاسة: - «موافق واعتبرى أم محروس اتبهدلت».. فأرسلوا فى طلب اللاعب نفسه من الغرزة، حيث حمله إلى هناك أربعة من أصدقاء السوء واثنان من أصدقاء السجن، سأله «البطوطى» عن طلباته فقال وعيناه زائغتان: - «طلباتى البراءة.. البراءة.. يا بيه.. واحتياطيًا الخروج بكفالة».. فأفهموه أن «البطوطى» رئيس النادى وليس رئيس النيابة فقال: - «آه.. طيب ألعب بفانلة من غير نمرة.. ومرسوم عليها جوزة». - «موافق». - «وأنزل الملعب بمايوه». - «موافق». - «وأنزل فى الحر عريان». - «موافق». - «وما أنزلش خالص». - «موافق». - و«ألعب فى الممنوع».. قال «البطوطى»: - إلا دى.. اللعب فى الممنوع مش عايز استمارة النادى ده عايز استمارة الحزب. - خلاص هأروح أوقع للحزب هوه كمان عنده انتخابات وطالبنى. [email protected]