بدون مجاملة يكتبها: مصطفى عبدالله

الدولة ممثلة فى الحكومة تمنع وتحارب الاحتكار وتفرض عقوبات وغرامات باهظة على المحتكرين خاصة فى السلع الضرورية وعلى رأسها الأسمنت والحديد، وفى الوقت نفسه تسمح للتليفزيون المصرى باحتكار البث الرياضى والفضائى لمباريات الدورى العام دون مقابل سواء للأندية وهى المنتج الأصلى للسلعة أو اتحاد الكرة بعد أن فشل الجميع فى حل الأزمة المستعصية،
وعندما بشرت الصحف بانتهاء الأزمة التى طالت فوجئ الجميع فى الاجتماع الأخير الذى ضم وزير الإعلام أنس الفقى بسحب التليفزيون للعروض التى قدمها مع تكرار وتأكيد الفقى للجملة المملة على أحقية كل مواطن داخل وخارج مصر فى مشاهدة مباريات الكرة مجاناً على القنوات الأرضية والفضائية، كما صرح أحمد أنيس، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فى بيان رسمى، أن التليفزيون لن يقف فى سبيل اتحاد الكرة لتحقيق أكبر عائد مادى مقابل حقوق البث الفضائى،
وأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يسعى للحصول على نسبة من هذه الحقوق وليس المتاجرة بها، وأنه سيقوم بإنتاج وتصوير وبث جميع الأحداث الرياضية، وسيمنح إشارة البث مجاناً، لأى قناة فضائية مصرية خاصة، دعماً لدورها فى إثراء مسيرة الإعلام الرياضى،
كما أكد تمسك اتحاد الإذاعة والتليفزيون بحقه فى التفاوض على قيمة إشارة البث لأى قناة فضائية غير مصرية! يتم إبرام اتفاق بينها وبين اتحاد الكرة، وهى تصريحات غريبة وغير مفهومة ينطبق عليها قول سيدنا عمر بن الخطاب «إذا أراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل ومنعهم العمل» كما تدل دون أدنى شك على نية الدولة والحكومة فى احتكار كل الأنشطة الرياضية مجاناً فى المستقبل القريب وليست كرة القدم فقط حتى لو كانت على طريقة «فتوات الحسنية وكرسى فى الكلوب».
أصابتنى الدهشة والحيرة من بعض الأحداث والأخبار التى وقعت فى الأسبوع الماضى منها سماح رئيس لجنة الحكام، أحد نجوم الفضائيات، بمشاركة الحكم حمدى شعبان فى أحد البرامج التليفزيونية للدفاع عن إدارته لمباراة السوبر، كيف سمح حسام لنفسه بخرق اللوائح المحلية والدولية التى تمنع الحكام من الإدلاء بأى تصريحات لجميع وسائل الإعلام!!
أما رئيس لجنة المسابقات فقد هدد وتوعد بتوقيع عقوبات وغرامات على الخروج عن النظام من تصريحات أو أى هجوم من جانب اللاعبين أو الأجهزة الفنية على الحكام على الرغم من أنه تغاضى عن عقاب فاروق جعفر لدخوله إلى أرض الملعب وهجومه العنيف على حكم مباراة الأهلى أمام طلائع الجيش، وأحمد العجوز الذى حاول الاعتداء على الحكم الإسبانى الذى أدار المباراة الفاصلة فى الموسم الماضى.
أما الخبر المفزع فنشرته صحيفة «الكورة اليوم» حيث اتهمت حازم الهوارى بالتربح من منصبه كعضو فى اتحاد الكرة ورئيس بعثة منتخب مصر خلال مباراته مع الجزائر عندما حصل على 45 ألف دولار من بيع بعض إعلانات ملعب بليدة كما اشترط الحصول على 300 ألف جنيه فى صفقة فشلت لبيع كواليس المنتخب فى جنوب أفريقيا لإحدى الفضائيات العربية بعد أن فضحه زميله مجدى عبدالغنى، أما الغريب فهو صمت «شيخ العرب» على اعتبار أن الصمت مفتاح الفرج!!
■ قلبى مع قطبى الكرة المصرية، بعد أن وضح أن أمامهما سنوات عجافاً حتى يعودا إلى السيطرة على الكرة واحتكار الفوز بالبطولات سواء المحلية أو الأفريقية، والمشوار قد يطول ويحتاج إلى مساندة الإدارة وصبر أيوب لجماهير الناديين.
■ لست أدرى سبباً واحداً لاستبدال اتحاد الكرة ميداليات كأس السوبر وتوزيع كؤوس صغيرة قبيحة الشكل سوى اقتراب حلول الشهر الكريم وتيمنا بفوانيس رمضان.