يا خسارة!. صدر قانون الآثار من مجلس الشعب دون تعديلات أحمد عز. ضاعت فرصة العمر على الشعب المصرى لكى يتمرغ فى العز (وكله عز فى عز). ذلك أن السيناريو الذى كنت أتوقع حدوثه فى حال صدور القانون كان سيسير هكذا: الاثنين: أحمد عز يتقدم بمشروع قانون يسمح بالاتجار فى الآثار. هياج فى مجلس الشعب. وزير الثقافة يهدد بالاستقالة. أحمد عز ينظر فى برود ساخر. نظرة حكيمة مستقبلية تلمع فى عيون نواب الحزب الوطنى. نواب الإخوان المسلمين غير مكترثين بالأمر باعتبارها أصناما. الثلاثاء: مجلس الشعب يصدر قانون تحرير تجارة الآثار فى هدوء تام. وزير الثقافة يسحب استقالته ويؤكد أن الريس اتصل به (كما حدث بعد اليونسكو) وقال له: «ارمى ورا ظهرك». وبالفعل يعطيهم ظهره ويرمى قناع توت عنخ آمون الذهبى وراء ظهره، فيتسابق أعضاء مجلس الشعب لالتقاطه ومن ضمنهم نواب الإخوان المسلمين. نائب حديث يسأل زميله المخضرم الذى يستخدم رجليه وكفيه فى المشاجرة: مش ده صنم برضه؟ فيرد عليه فى إيجاز: لأ.. ده القناع بتاعه! الأربعاء: التاريخ يعيد نفسه: ومثلما حدث مع بداية تطبيق الانفتاح فى السبعينيات حين اتجهت جماهير الشعب- التى كانت تتظاهر بالأمس من أجل القومية العربية- إلى بورسعيد لشراء الكمبوت والفانلة (المونتجو)، فقد اتجهت اليوم إلى المتحف المصرى ل(تقليبه). الخميس: حالة رواج اقتصادى غير مسبوقة فى البلاد. الكل يترك عمله ويتفرغ لبيع الآثار للأجانب. شعبية أحمد عز تتصاعد بشكل جنونى، صوره معلقة فى جميع ميادين البلاد. ومظاهرات حاشدة تهتف بحياته. الفضائيات تنقل الحدث. ورجل عجوز نحيف يقول للمذيعة فى انفعال: أول مرة فى حياتى آكل لحمة كل يوم، والبركة فى أحمد عز. بس الآثار حتخلص كده يا حج ( تحاوره المذيعة الفيلسوفة) ما تخلص! يعنى أنا فاضل من عمرى كام؟ إحيينى النهاردة وموتنى بكره. مسجل خطر يقول للكاميرا وهو يحمل تمثالا ضخما: أنا بأقول للشعب بأعلى صوتى. تعالوا اشتغلوا فى الممنوع، ولا ممنوع ليه؟ ما خلاص ماعدش فيه ممنوع. هعععع. وربة بيت محجبة تقول بانفعال: أنا أطالب بإن أحمد عز يبقى رئيس البلاد. الجمعة: مجلس الشعب استجاب لإرادة الجماهير وعقد اجتماعا استثنائيا لتعيين أحمد عز رئيسا للبلاد. فاروق حسنى يرسل برقية مبايعة.. فرحة عارمة فى الشارع المصرى. السبت: الأجانب يتدفقون إلى مصر فى أعداد مهولة لنقل الآثار. الرئيس الجديد للبلاد يقرر إلغاء الجوازات ويقول مفسرا قراره الجديد:اللى عاوز يخش يخش واللى عاوز يطلع يطلع، أنا مابحبش أقطع رزق حد. الطائرات تحلق فوق الهرم لربطه بالسلاسل والجنازير تمهيدا لنقله إلى الخارج. والتليفزيون يقطع إرساله للمرة الثانية ويعلن تعيين أحمد عز ملكا على البلاد. الأحد: الباعة المتجولون ينتشرون وسط الحافلات يعلنون عن بضاعتهم: نفرتيتى، كليوباترا، تحتمس. أبوالهول فى فرنسا، هرم سقارة فى ألمانيا، ومعبد الكرنك فى إنجلترا. حروب ضارية بين الدول الأوروبية للفوز بالآثار. وأحمد عز يتوسط بين هذه الدول لإيقاف حروبها، ويقول: ماتقلقوش يا جماعة كله حياخد نصيبه. الفراعنة سابوا خير كتير. الاثنين: يتم تغيير اسم مصر إلى (مملكة العز) عرفانا بجميله وبعد نظره حين أصر على إصدار هذا القانون، كما تم أيضا تغيير النشيد القومى للبلاد إلى (يتربى فى عزو).