«وراء الفردوس» هى رواية ذات.. رواية هوية.. تبحث وراء قيمة.. هذا ما أجمع عليه النقاد الذين ناقشوا رواية منصورة عزالدين فى الندوة التى عقدتها ورشة الزيتون الثقافية. «كقارئة استمتعت برواية منصورة عزالدين، قرأتها مرتين لأستمتع بها دون كتابة أى ملحوظات أو تعليقات، ثم بعدها جاءت القراءة النقدية» بهذه الكلمات بدأت الناقدة أمينة رشيد حديثها عن رواية «وراء الفردوس»، وأضافت: «تبدو الرواية للوهلة الولى رواية تقليدية، رواية أسرة وأجيال لكن تقنيات الكتابة التى استخدمتها الكاتبة نقلتها إلى مستوى آخر غير تقليدى، مستوى يحمل عمقًا فى المشاعر وعمقًا فى الحيوات، نقلتنا عبر تاريخ مصر الاجتماعى من الأربعينيات وحتى الثمانينيات من خلال «أسرة» من ثلاثة أجيال عكست من خلالها التدهور الذى شاب الطبقة الوسطى والتدهور فى القيم فى نفس الوقت. وأشارت أمينة «أهم ما ميز وراء الفردوس هو الدمج الذى خلقته الكاتبة بين مستويين من الدراما، الدراما الاجتماعية التاريخية والدراما العميقة للإنسان.. دراما فقدان الهوية.. فقدان الطريق.. معاناة الإنسان بشكل عام، فاستطاعت بهذا الدمج أن تدخلنا من سطح الحكاية إلى الأعماق، بالإضافة إلى ذلك استخدمت الكاتبة تقنيات الكتابة بإتقان شديد فوجدنا «الوصف» وصف المكان ووصف الشخصيات، ووصف العمل وهو الشىء الذى نادرا ما نجده فى رواياتنا. من جانبه، قال الناقد محمد بدوى «الضوء المهتز» و«متاهة مريم» كانا مهادا إلى «وراء الفردوس» التى تمثل شكلاً مختلفًا من الكتابة وتعكس إمكانيات كاتبة لها مشروعها الخاص فى الكتابة ولها اختياراتها وأدواتها والتى امتلكتها منصورة فى هذه الرواية بشكل كبير. وأضاف: «أهمية هذه الرواية أنها رواية ذات وبحث عن الهوية خاصة أننا نعيش فى اللحظة الحاضرة حالة من تعدد الهويات، أما عن تقنيات الكتابة فبالرغم من تناول الرواية للطبقة البينية الوسطى ذات الأصول الريفية إلا أن الكاتبة لم تخضع فيها لأسلوب السرد التقليدى عن الريف المصرى، وهو ما أثار انتباهى، ويتضح أيضًا أن هناك اجتهادًا شديدًا من الكاتبة لصنع لغة خاصة لها، صحيح أنه لم ترد أخطاء نحوية تمامًا لكن كانت هناك أخطاء تركيب ولكنها ستختفى مع الوقت». المؤلف: منصورة عز الدين عدد الصفحات :222 الناشر :دار العين
