أطلقت السلطات الإسرائيلية، أمس، سراح نشطاء حقوق الإنسان الدوليين، الذين اعتقلوا أثناء محاولتهم تقديم مساعدات إنسانية إلى غزة، ومنهم آدم شابيرو مخرج وناشط حقوقى أمريكى كانوا على متن القارب «روح الإنسانية». كانت إسرائيل قد احتجزت ركاب القارب وعددهم 21 ناشطًا وقامت بترحيل شابيرو يوم الثلاثاء 7 يوليو الجارى إلى نيويورك. قال شابيرو فى مكالمة تليفونية مع «المصرى اليوم» من نيويورك: «إن القارب أبحر من قبرص فى التاسع والعشرين من يونيو الماضى وعلى متنه 21 ناشطًا حقوقيًا، وكان ضمن حملة حركة «غزة الحرة» - وهى حملة تضامن دولية مع الشعب الفلسطينى، موضحًا أنهم حملوا معهم تجهيزات طبية ولعب الأطفال والأسمنت. أضاف شابيرو: «أنه مع اقتراب القارب من ساحل غزة قطعت طريقه سفينة بحرية إسرائيلية وجرته بالقوة إلى ميناء إسرائيلى، وأن أول اتصال وقع بينهم وهذه السفينة كان عبارة عن رسالة تأمرهم بالرحيل، وفى الساعتين التاليتين تم تشويش اتصالهم، وقطع جهاز تحديد المواقع (جى بى إس) والرادار، مما جعلهم يبحرون اعتمادًا على النجوم لأنهم لم يستطيعوا رؤية أى شىء تقريبًا، وفى الصباح تمكنوا من التعرف على ثمانى سفن حربية إسرائيلية وأربعة قوارب سريعة وطائرة إف 16 تحلق فوق رؤوسهم». وتابع: «بعد ذلك لكمه جنديان للحصول على كاميراته لأنه كان يصور وأخذوا جهاز الحاسب الآلى الخاص به، ثم بدأ الجنود تفتيشهم ورحلوهم لاحقًا إلى سجن جيفون فى رام الله وهو مركز لاحتجاز المتهمين بالهجرة غير الشرعية». قالت غريتا برلين، الناشطة بحركة «غزة الحرة»، فى محادثة تليفونية من قبرص مع «المصرى اليوم»: «إن إسرائيل أرادت اتهامهم بالدخول «غير القانونى» للأراضى الإسرائيلية فى حين أنهم أبحروا من المياه الدولية مباشرة إلى غزة ولم يدخلوا المياه الإقليمية الإسرائيلية إلا مرغمين». وأضافت: «طلب منا الجنود التوقف، لكننا لم نتوقف لأننا منظمة حقوق إنسانية فى مهمة إلى غزة ولا نعترف بسلطتهم القانونية حتى يأمرونا بالتوقف». ووفقًا ل«برلين» كان نشطاء حركة غزة الحرة، يشكون من أن السلطات الإسرائيلية تخطط لحجزهم بتهمة الهجرة غير الشرعية بعد إطلاق سراح هويدا عراف، عضو مجلس إدارة حركة غزة الحرة، والناشطة لبنى مصاروة، إذ إن الاثنتين تحملان جوازى سفر إسرائيليين، أما الخمسة نشطاء البحرينين، وفقًا ل«شابيرو» فقد رحلوا إلى البحرين على متن طائرة أرسلتها حكومة البحرين. قالت هويدا العراف: «لا أحد يصدق أن قاربنا الصغير مثل أى تهديد لإسرائيل، كنا نحمل تجهيزات طبية ومواد بناء ولعب أطفال، كان على متن قاربنا حائز على جائزة نوبل وعضو كونجرس سابق، وحصلنا على تصريح أمنى من سلطات الميناء القبرصية قبل انطلاقنا ولم نقترب قط من المياه الإقليمية الإسرائيلية». أضافت أنه على بعد 23 ميلاً فقط من ساحل غزة «تعمدت» السلطات الإسرائيلية مهاجمة قاربنا الأعزل فى انتهاك واضح للقانون الدولى. قال شابيرو إنهم عوملوا برعاية أثناء احتجازهم «لقد عاملونا بشكل جيد وشرح لنا قاض ومحام البعد القانونى لاحتجازنا، وكانوا حريصين على عدم ارتكاب أى خطأ فقد سببنا لإسرائيل الكثير من الضغط خاصة أننا كنا نبعث تقارير عن حجزنا من داخل السجن إلى العالم الخارجى» وأضاف: «لقد أخبرنا نزلاء آخرون بأنهم كانوا يحصلون على طعام أفضل بسبب وجودنا». كانت السفينة تضم صحفيين ومراقبى حقوق الإنسان وعمال إغاثة ومهندسين من تسع دول مختلفة وكان على متنها أيضًا سينثيا ماكنى، عضوة كونجرس سابقة. جدير بالذكر أن شابيرو زار فلسطين لأول مرة عام 2002 قابل خلالها رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات، الذى كان تحت الحصار هو ومركز حكومته، ويعنى حبس شابيرو وترحيله أنه سيكون على قائمة إسرائيل السوداء فى الخمس السنوات المقبلة وهو العرف الإسرائيلى المتبع، حسب تأكيده وقال: «كلنا كان يعرف المخاطر قبل أن نبحر» لكن هذا لن ينهى عمله كناشط، وأضاف بثقة «أريد أن أجهز لسفينة أكبر وأسرع، وأظن أنه من المهم استراتيجيًا تحدى إسرائيل لاحتلالها غزة وأعتقد أن تحديها عبر معبر رفح غير مجد». وتابع: سأبحر فى المياه، ففى ظل هذه الأجواء والحصار المفروض على غزة أصبح الطريق البحرى بمثابة الممر الذى يمرر من خلاله ناشطو حقوق الإنسان المساعدات إلى غزة، بعد أن خلفت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة فى ديسمبر الماضى 1400 قتيل فلسطينى و4000 بيت مهدم. الموضوع مترجم من الموقع الإنجليزى ل«المصرى اليوم» www.almasryonline.com/English