المنتخب يستعيد الثقة والأمل رغم تراجع المستوى

جدد المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، آماله فى التأهل لكأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 بعد فوزه الكبير، الذى حققه على نظيره الرواندى بثلاثة أهداف للاشىء فى المباراة التى جمعتهما مساء أمس الأول على أرض ملعب الكلية الحربية، ليرفع رصيده إلى 4 نقاط يحتل بها المركز الثانى فى المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الزامبى.
وعقب المباراة رفضت الجماهير مغادرة أرض الملعب للاحتفال باللاعبين، ونال وائل جمعة ومحمد أبوتريكة وعصام الحضرى، النصيب الأكبر من الهتافات، وكذلك حسنى عبدربه الذى حرصت الجماهير على مصالحته بعدما طالبوه بعدم تسديد ضربة الجزاء وتركها لأبوتريكة، الأمر الذى أغضب اللاعب وجعله يذهب إليهم عقب تسجيله الضربة. ويشير إلى نفسه بلغة الواثق فى قدراته، كما أنهت الجماهير حالة الجفاء مع عصام الحضرى وهتفت «ارقص يا حضرى». ووقع اختيار اللجنة الطبية على محمد زيدان وعصام الحضرى للخضوع لكشف المنشطات وفقاً لقواعد الاتحاد الدولى.
واطمأن الجهاز الفنى على محمد شوقى بعدما أكد الدكتور أحمد ماجد، طبيب المنتخب، أن إصابته عبارة عن شد فى العضلة الخلفية يستلزم الراحة السلبية فقط، وكان اللاعب تعرض للإصابة أثناء المران الأخير، لكنه تحامل على نفسه للمشاركة فى اللقاء.
وعبر حسنى عبدربه عن حزنه الشديد من تصرف الجماهير تجاهه، وقال: كنت أنتظر مساندتهم وليس الهتاف لأبوتريكة، وهذا ليس تقليلاً من زميلى، ولكن عليهم أن يبثوا فينا جميعاً ثقتهم.
وحرص حسن شحاتة، المدير الفنى، على تهنئة لاعبيه على النتيجة التى نجحوا فى تحقيقها، والمجهود الكبير الذى بذلوه، خاصة فى الشوط الثانى، بعد أن نجحوا فى تصحيح أخطائهم التى ارتكبوها فى الشوط الأول، وتسببت فى تأخر الفوز، خاصة أنه كان قد أعطاهم دشاً بارداً بين شوطى المباراة، وكان لأحمد المحمدى نصيب الأسد من هجوم شحاتة بعد تقاعسه عن تنفيذ المهام التى أوكلها له، مما جعله ثغرة واضحة للفريق طوال الشوط الأول.
وطافت الجماهير شوارع القاهرة للتعبير عن فوزها بالنقاط الثلاث وتجدد أمل المنافسة على الصعود للمونديال بعدما حبس اللاعبون أنفاس الجماهير طوال 60 دقيقة لم تهتز فيها شباك حارس المنتخب الرواندى، وظلت الجماهير تهتف بأسماء لاعبى المنتخب الوطنى وجهازهم الفنى واحداً تلو الآخر، وتطالبهم بضرورة الفوز بالمباريات الثلاث المتبقية من التصفيات و تحقيق حلمهم بالصعود لكأس العالم.
وعقب اللقاء، أبدى شوقى غريب، المدرب العام للمنتخب الوطنى، سعادته بالفوز الكبير، وقال: «لقد نجحنا فى الفوز وبنتيجة كبيرة فى مباراة صعبة، خاصة أن المنافس كان يدخل اللقاء ويتشابه معنا فى الظروف نفسها، ولديه من الدوافع ما يجعله فريقاً عنيداً وقوياً، حيث إنه كان يتساوى معنا برصيد نقطة واحدة وحلم التأهل يداعبه كما يداعبنا، لذا لعبنا فى البداية بطريقة حذرة وحاولنا امتلاك منطقة المناورات لتفادى أى مفاجأة قد تحدث خلال الشوط الأول، وبالفعل دانت لنا العديد من الفرص أمام مرمى المنافس، كما سنحت للمنافس هجمتين غاية فى الخطورة».
وقال غريب إن نتيجة 3/صفر أصبحت كبيرة فى كرة القدم، مشيراً إلى أن البعض كانوا يحلمون فقط بالفوز بالثلاث نقاط، وأرجع تذبذب مستوى المنتخب على مدار الشوطين، إلى أن اللاعبين يمارسون الكرة فى موسم مضغوط استمر 13 شهراً دون أن يلتقطوا أنفاسهم، بالإضافة إلى الضغوط التى حاصرت اللاعبين قبل المباراة بسبب حساسية المباراة وضرورة الفوز فيها وبعدد كبير من الأهداف، بالإضافة إلى الغيابات الكثيرة التى حرمتنا العديد من نجومنا أمثال عماد متعب وعمرو زكى وميدو وأحمد فتحى، وهذا يعتبر أمراً صعباً للغاية على لاعبى الكرة، و على الرغم من ذلك أدى اللاعبون ما عليهم وكانت هجماتهم منظمة إلى حد كبير ونجحنا فى الوصول إلى مرمى المنافس فى أكثر من هجمة خطيرة.
ورفض غريب الاتهامات التى شنها توشاك، المدير الفنى لرواندا، ضد لاعبيه وحكم اللقاء، واتهمهم جميعاً باللعب غير العادل، وقال غريب: أنا لا أعرف سببا لتلك الادعاءات، حيث كان لنا ضربتا جزاء واضحتان خلال الشوط الأول، ورغم ذلك لم نعترض، كما أن الضربة التى احتسبت لنا صحيحة تماماً، وشدد غريب على أن الفوز أعاد الآمال من جديد للجميع، خاصة أن التعادل كان معناه الخروج من التصفيات بنسبة 90٪، وقال غريب: ستلازمنا الضغوط فى المباريات الثلاث المتبقية، حيث لا يوجد بديل عن الفوز بالنقاط الثلاث ولكن فى مباراة رواندا المقبلة سيتغير الوضع تماماً بعد اكتمال صفوفنا بعودة معظم اللاعبين.
وأشاد غريب بفريق رواندا، وقال: لا تنسوا أن هذا الفريق تعادل مع الجزائر وخسر بهدف وحيد من زامبيا، فضلاً عن ضمه لمجموعة متميزة من اللاعبين أبرزهم حارس المرمى الذى يتمتع بطول فارع، ونجح فى التصدى للعديد من الكرات، وشدد على أن الجولتين المقبلتين بين الجزائر وزامبيا، ورواندا ومصر، سيحددان بشكل كبير صورة المنافسة على بطاقة التأهل للمونديال.
على الجانب الآخر، قال توشاك، المدير الفنى للمنتخب الرواندى، إن الفريق المصرى والحكم لم يؤدوا المباراة بصورة عادلة، وأنه متمسك بالأمل فى الصعود لكأس العالم، وكذلك كأس الأمم الأفريقية.
وأشار إلى أن فريقه لم يستحق الخسارة، وكان من الوارد أن يخرج على الأقل بنقطة واحدة.
لقطات
■ أثار محمد أبوتريكة دهشة الجماهير التى حضرت المباراة بعد دخوله مرمى المنافس وانتزاعه تعويذه ملقاة بداخله، وبعدها مباشرة قام بتسجيل هدفه الأول، مما جعل البعض يفسر ما حدث بأن التعويذة كان بها سحراً أسود، وبانتزاعها فك النحس الذى لازم اللاعبين طوال ال65 دقيقة.
■ عبدالواحد السيد توقع إحراز أبوتريكة هدفين خلال اللقاء، وبعد إحرازه الهدف الثالث توجه اللاعب إليه وقام باحتضانه.
سمير زاهر وهانى أبوريدة ومحمود الشامى، حرصوا على متابعة المباراة ونزلوا إلى أرض الملعب عقب نهاية اللقاء لتهنئة اللاعبين.
■ مراقب المباراة الجزائرى الذى أدار المؤتمر الصحفى، قرر عدم إكماله بدعوى تكرار أسئلة الصحفيين.