أعلن عدد من علماء الأزهر تأييدهم الكامل للآراء والأفكار التى تضمنها كتاب «فقه الجهاد» للدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، مؤكدين أنها تتفق مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من مشروعية الجهاد للدفاع عن المقدسات والأرض والعرض والمال وكل ما أمر الله تعالى بالدفاع عنه. وقال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هناك وجهتى نظر فى الجهاد: الأولى أنه مشروع لنشر الدين وتحقيق التوسع الإسلامى، ورد على هذا الرأى الكثير من الفقهاء، وأكدوا أنه قد انتهى وأن هذا كان مشروعاً فى وقت محدد فقط، أما الآن فلا وجود له وإلا سنقضى حياتنا كلها فى حروب. وأضاف: «أما الرأى الثانى فيرى أن الجهاد مشروع للدفاع عن النفس والمقدسات والأوطان لدفع الأذى والرد على الاعتداء لقول المولى عز وجل «فإن قاتلوكم فاقتلوهم» وهذا اللون هو ما ركز عليه الدكتور القرضاوى فى كتابه الجديد عن «فقه الجهاد». وقال الدكتور جودة عبدالغنى بسيونى، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الجهاد فى الإسلام إما أن يكون «فرض عين» أى واجباً على جميع المسلمين فى حال الاعتداء على الدولة الإسلامية أو «فرض كفاية» يقوم به البعض ويسقط عن الآخرين كالجهاد للرد على الأفكار التى تعادى الدين وهو ما طرحه الدكتور القرضاوى بوضوح فى كتابه الجديد. وأوضحت الدكتورة سهير عبدالعزيز، عميد كلية الدراسات الإسلامية «بنات» سابقاً، أن الجهاد فى الشريعة الإسلامية واجب ضد المحتلين والمعتدين للدفاع عن كل ما أمر الله تعالى بالدفاع عنه، وثانياً لنصرة المظلوم والوقوف بجانبه حتى يسترد حقوقه وأن هذا لا يدخل فى نطاق الإرهاب مطلقاً. فى المقابل رأى الدكتور عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ما قام القرضاوى بعرضه فى كتابه لا يتضمن أى جديد حتى الآن ولا نرى فيه أى لون من الأمور الجديدة بل نراه يعرض الفقه القديم بعينه، مما يجعلنا نرى أن الكتاب نفسه يحتاج إلى «مراجعات»، وأضاف بيومى «من المواضع التى تحتاج إلى (مراجعات) فى كتاب القرضاوى، حينما يتحدث فضيلته عن «جهاد الطلب» نرى أنه يجعل من غاياته أن يكون العدو فى عقر داره ولكننا الذين نطلبه ونتعقبه بغية توسيع أرض الإسلام أو تأمينها، وهذا الكلام نرد عليه بأن تأمين دار الإسلام أمر شرعى إذا كان العدو قد أعد العدة لغزو ديار الإسلام أما أن نعتدى نحن على الآخرين فهذا ترفضه مبادئ الشريعة الإسلامية، إضافة إلى أننا إذا جعلنا الهدف من الجهاد توسيع ديار الإسلام فهذا يخرج عن غايات الجهاد فى الإسلام ويتنافى مع المواثيق والقوانين الدولية التى أقرتها العلاقات الدولية الجديدة مما يجعل الأعداء يفهمون الجهاد فى الإسلام على أنه «جهاد توسعى».