■ على كثرة ما بلعته فى حياتى، لم أستطع حتى الآن أن أبلع غرام صديقنا الكاتب والمذيع اللامع أحمد المسلمانى بفلول الأسرة المالكة، أعنى طبعاً أسرة محمد على لكى لا يروح بالك لبعيد، لطهران مثلاً. مؤخراً أقام المسلمانى وليمة غداء حافلة للأميرة فريال ابنة الملك فاروق الكبرى وتكرم ودعانى إليها، لكننى امتنعت عن الحضور مع سبق الإصرار، ليس لأننى لا أضمن التحكم فى لسانى فى مناسبات سعيدة مثل هذه، بل لأننى تعاطفت مع الأميرة التى أناخ عليها الدهر بما يكفى، وتخيلت أن والدها لن يكون سعيداً فى قبره إذا علم أن شخصاً مثلى يتغدى مع ابنته، لا أقصد التقليل من نفسى فكلنا أولاد تسعة، حتى لو كانت سمو الأميرة بنت سبعة، فلن يفرق الشهران فى شىء عند الله عز وجل. أنا فقط تذكرت المرة الأولى التى زرت فيها وأنا طفل حدائق الملك الخلابة فى المنتزه بالإسكندرية، واضطررت لأن أعمل زى الناس بجوار قصره المنيف، لأن الحمام كان بعيداً جداً. تخيل ماذا كان سيحدث لو هفتنى الذكرى وقررت أن أحكى ذلك لسمو الأميرة، كيف كنت سأترجم لها جملة «أعمل زى الناس» وهى تتحدث العربية بصعوبة. إذن شكراً لله أننى لحسن حظ سموها وحظ سمو المسلمانى أصررت على عدم الحضور، تأكد لى ذلك عندما شاهدت الصورة التى نشرتها «المصرى اليوم» للوليمة التى وقفت فيها سمو الأميرة بين الأستاذين أحمد المسلمانى ومجدى الجلاد، أدركت أننى كنت أتحلى بنظرة «مبعدية» عندما قررت عدم حضور الوليمة المسلمانية، كنت سأبهدل الدنيا لو حضرت، ليس فقط لأننى كنت سأتسحب من لسانى وأحكى للأميرة عن علاقتى الحميمة بحدائق باباها، بل لأننى لم أكن سأستطيع منع نفسى من سؤال سموها هل كانت ستسمح بالتقاط هذه الصورة أو حتى بإقامة الوليمة ذاتها لو لم تكن ثورة يوليو قد قامت، فضلاً عن السؤال الأهم: ياترى فى أى مطبخ من مطابخ القصور الملكية كنت سأعمل؟ ■ حزنت كثيراً عندما قرأت خبر القبض على القيادى الإخوانى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، لأننى أقدر الرجل كثيراً وأعتبره نموذجاً مشرفاً لا تستحقه جماعة الإخوان المسلمين، ومساهمة منى فى فك محنة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، فكرت أن أقترح على قادة حركة حماس منحه الجنسية الفلسطينية وتعيينه عضواً فى وفد الحركة المشارك فى حوارها الأزلى مع حركة فتح، وأهوه بدل أن يقيم على نفقة الحكومة المباركة فى سجن طرة، يقيم على نفقتها فى أفخر فنادق القاهرة. لكننى صرفت النظر عن الاقتراح لأننى أدركت أن حماس نفسها ربما لن توافق عليه، لأن الدكتور عبدالمنعم بحنكته ووعيه وشخصيته المحترمة، ممكن والعياذ بالله أن يكون سبباً فى نجاح الحوار. سألت المذيعة المواطن: توافق تحكمك واحدة ست؟ فرد عليها: وهو أنا كنت وافقت يحكمنى واحد راجل. ■ لم يعد لدى طقطان على أن أرد على تصريحات السيد صفوت الشريف المتكررة التى يقول فيها وبراءة الرواد فى عينيه إن الحزب الوطنى لايسعى للانفراد بالساحة السياسية، وأنه دائماً يرحب بالآخر، فقط أريد أن أعرف من الناحية الطبية كيف تتعامل غدد سيادته وأنسجته وأحباله الصوتية مع ما يطلقه من تصريحات، من أجل ذلك قررت إجراء تجربة علمية، وقفت أمام المرآة وقلت بصوت عال إن الحزب الوطنى لا يسعى للانفراد بالساحة السياسية، وأنه دائماً يرحب بالآخر، والحقيقة كدت أموت من الخوف عندما ضربنى لسانى بالقلم. ■ قال لى صديقى وهو يشير إلى صور الاضطرابات والمآسى التى تنقلها نشرة الأخبار من طهران وغزة وبغداد وبيروت وكابول «أنا أؤيد الرئيس مبارك، لأن هذا لا يحدث فى مصر»، فقلت له وأنا أشير إلى نفس الصور «وأنا أعارضه لكى لا يحدث هذا فى مصر». * يستقبل الكاتب بلال فضل تعليقاتكم على مقالاته عبر بريده الإلكترونى الخاص. [email protected]