تعد كرة القدم والسينما من أهم وسائل التسلية فى تاريخ البشرية، والعلاقة بينهما كانت متداخلة فى كثير من الأحيان على الشاشة الكبيرة. فأشهر نجوم كرة القدم أمثال بيليه، ومارادونا، ودى ستيفانو، وبيكهام تألقوا فى أعمال سينمائية، وآخرهم الفرنسى إريك كانتونا الذى شارك كنجم سينمائى فى الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائى الدولى. وعرف تاريخ السينما الكثير من القصص اللامعة حول عالم الرياضة بصفة عامة، أغلبها كان عن البيسبول، والكرة الأمريكية، ودورى المحترفين لكرة السلة، والملاكمة. ولكن لم يشهد تاريخ السينما أعمالاً بنفس الحجم والقدر حول الساحرة المستديرة، ربما لأنها كانت خارج نطاق هوليوود، ولكن هذا الأمر لم يمنع أبرز لاعبى كرة القدم من الظهور على شاشات السينما. فكثير من المنتجين والمخرجين حاولوا استقطاب نجوم كرة القدم إلى شاشات السينما، على الرغم من أنه فى أغلب الحالات تم تطبيق المثل القائل «ول الأمور لمن يحسن إدارتها»، أو «أعط الخبز لصانعه». بيليه ودى ستيفانو ومارادونا هم بعض لاعبى كرة القدم الذين حفروا أسماءهم فى تاريخ الساحرة المستديرة خلال حقبة بعينها، كما قاموا بمحاولات فى السينما، على الرغم من صعوبة تذكر أسماء الأفلام التى شاركوا فيها. ويعد الإنجليزى ديفيد بيكهام والفرنسى زين الدين زيدان أحدث لاعبى كرة القدم الذين شاركوا فى أعمال سينمائية، إلا أن «أكثرهم احترافاً» فى هذا المجال هو اللاعب الفرنسى السابق إريك كانتونا، الذى شارك كنجم سينمائى فى الدورة الماضية لمهرجان «كان» السينمائى الدولى. فاللاعب السابق لنادى مانشستر يونايتد، الذى اعتزل كرة القدم عام 1997 قدم خلال مهرجان «كان» فيلمه «البحث عن إريك»، للمخرج البريطانى كين لوش، والذى يجسد فيه كانتونا شخصيته الحقيقية كلاعب، إلا أنه لم يتجرأ على تصنيف نفسه كممثل، حيث رد على الصحفيين عقب تقديم فيلمه فى المهرجان قائلا: «هذا الأمر أتركه لكم». ويعتبر كانتونا أن تصوير الأفلام بمثابة «لعب أطفال»، وهى تجربة خاضها خمس عشرة مرة وهو عدد الأفلام التى شارك فيها اللاعب السابق، ومن بينها «السعادة فى الملعب» (إيتيان شاتيلييه عام 1995)، و «إليزابيث» (سيكار كابور 1998)، وفيلم «نعمة العيش» (جان بيكر 1999)، وهى أعمال لم تترك علامات فى تاريخ السينما، ولكنها فى الحقيقة تركت أثراً فى علاقة الفن السابع بكرة القدم، وهى علاقة تزداد مع مضى السنين. وإذا كان كانتونا قد لعب بطولة أحد الأفلام خلال الدورة الماضية لمهرجان «كان»، فقد شهد عام 2008 تقديم فيلم عن أسطورة كرة القدم الأرجنتينى دييجو أرماندو مارادونا، وهو فيلم تسجيلى طويل يحمل عنوان «مارادونا بريشة كوستوريكا»، للمخرج الصربى أمير كوستوريكا. وفى هذا الفيلم قام مارادونا بالغناء، وبسرد قصة حياته، وماضيه مع إدمان المخدرات والكحول، كما ذكر «عاداته السيئة». ولكن تلك لم تكن المرة الأولى التى يقف فيها مارادونا، مدرب المنتخب الأرجنتينى الحالى أمام عدسات الكاميرا، فمسيرته السينمائية بدأت قبل ذلك بكثير وحتى قبل انضمامه لفريق برشلونة الإسبانى فى أوائل حقبة الثمانينيات، فخلال تلك الحقبة سجل ثلاثة أفلام فى الأرجنتين هى: «كم هى لطيفة أسرتى» (باليتو أورتيجا عام 1980)، و»سأتخطى معدلك» (أوجو سوبيتش 1981)، و»الوحوش تتسلى» (إنريكى كاريراس 1983). وبعد ذلك شارك مارادونا، الذى لعب خلال مسيرته الرياضية مع أندية مثل بوكا جونيورز الأرجنتيني، وبرشلونة الإسبانى، ونابولى الإيطالى، بين أندية أخرى، فى أفلام «اليوم الذى تعرف فيه مارادونا على جاردل» (رودولفو باجليرى 1996)، و»تيفوسى» (نرى بارنيتى 1999) وهو إنتاج إيطالى. أما الملك أو الجوهرة السوداء، بيليه، فقد أدلى بدلوه فى «الجسر»، الذى ربط بين السينما وكرة القدم. فالنجم البرازيلى الذى فاز مع منتخب بلاده ببطولة كأس العالم ثلاث مرات فى أعوام (1958 و1962 و1970) وهو اللاعب الوحيد الذى حقق هذا الإنجاز، شارك فى عدة أفلام روائية وتسجيلية على رأسها أفلام: «الهروب إلى النصر» عام 1981 للمخرج جون هيوستن، وفيلم «11 زائد واحد»، الذى عمل فيه المخرج هيوستن كممثل، فيما أخرجه تيريل تانينى. ففى فيلم «الهروب إلى النصر»، الذى يعتبره الكثيرون أفضل فيلم عن كرة القدم فى التاريخ، شارك العديد من لاعبى كرة القدم من بينهم الأرجنتينى أدريليس، والإنجليزى بوبى مور، والبولندى دينيا، والبلجيكى فان همست، وآخرون، وكانوا مجموعة من فريق من المعتقلين فى أحد معسكرات الاعتقال يتحدون القوات النازية. ومن بين كبار لاعبى كرة القدم الذى قاموا ببطولات أفلام سينمائية، اللاعب الأرجنتينى السابق دى ستيفانو، الذى يشغل حالياً منصب الرئيس الشرفى لنادى ريال مدريد الإسبانى، والذى شارك فى عدة أفلام منها فيلم «11 زوج من الأحذية» عام 1954 وفيلم «معركة الأحد» عام 1963. كذلك شارك اللاعب الإيطالى الأرجنتينى الأصل، عمر سيفورى فى فيلم «Idili Controluce» عام 1965، كما شارك نجم كرة القدم البرازيلى السابق زيكو فى فيلم «مغامرة زيكو» (أنطونيو كارلوس فونتورا 1998)، كما قام عباقرة كرة القدم مثل قيصر الكرة الألمانية فرانز بكنباور، وأسطورة الكرة الهولندية وفريق برشلونة السابق يوهان كرويف، وجارينشا ببطولة أفلام وثائقية عن حياتهم. أما اللاعب الإنجليزى ديفيد بيكهام، الذى أطلق اسمه على فيلم «أرغب فى أن أكون مثل بيكهام»، وهو فيلم بريطانى أخرجه جريندر تشادها عام 2001 فقد شارك بأدوار قصيرة جداً أو كضيف شرف فى عدد من الأفلام كان أبرزها فيلم «جول» للمخرج دانى كانون. وحول مشاركته على الشاشة الكبيرة، أكد اللاعب المعار حاليا إلى صفوف إى سى ميلان الإيطالى قائلا: «التمثيل ليس لى». كما شارك فى فيلم «أسترايكس وأوبليكس فى الألعاب الأوليمبية»، والذى شاركه فيه البطولة اللاعب الفرنسى المعتزل وزميله السابق فى فريق ريال مدريد، الإسبانى زين الدين زيدان. قليلون هم من برزوا فى السينما بالتزامن مع فترة تألقهم كلاعبين كرة قدم، على الرغم من أن لكل قاعدة استثناء. فاللاعب الإنجليزى فينى جونز، أحد أكثر المدافعين المعروفين بلعبهم العنيف فى الدورى الإنجليزى، وأصبح فى الوقت الحالى ممثلا ذا شهرة كبيرة فى لعب أدوار الشر... لم يتمكن من أن يكون شخصاً آخر. فقد قام جونز، الذى لعب فى أندية ويمبلدون، وليدز، وتشيلسى، بتسجيل شريط مصور يشرح فيه طرق إلحاق الإصابة بالمنافس، كما شارك فى 20 فيلماً، بعضها حقق نجاحاً مثل «سناتش: خنازير وألماس» للمخرج جاى ريتشى (2000)، وفيلم «عملية سوردفيش» (دومينيك سينا 2001) وقد قام فى جميعها بدور الفتى الشرير.