كأنه مغناطيس كبير يجذب كبار النجوم فى مجالات عديدة، نجح مهرجان كان باعتباره عاصمة السينما العالمية فى أن يستقطب لاعبى كرة القدم الكبار، ليس كضيوف للمهرجان ولكن من خلال ظهور سينمائى خاص، فبعد عام من ظهور مارادونا فى فاعليات المهرجان العام الماضى فى الفيلم التسجيلى «مارادونا» للمخرج البوسنى أمير كوستاريكا، يطل علينا هذا العام أسطورة جديدة فى عالم كرة القدم وهو النجم الفرنسى «إيريك كانتونا» مع المخرج كين لوتش فى فيلم «البحث عن إيريك» داخل المسابقة الرسمية. وتدور قصة الفيلم حول ساعى بريد يتعرض لبعض المواقف والمشاكل فى حياته فيلجأ إلى إيريك كانتونا فهو وحده الذى يستطيع مساعدته. وقد اشترك النجم إيريك كانتونا مع المخرج كين لوتش فى مؤتمر صحفى عقب الفيلم وأجاب الاثنان عن العديد من أسئلة الصحفيين منها مثلا سؤال تم توجيهه للمخرج يقول: هل قصدت أن تقدم كوميديا فى الفيلم فأجاب لوتش قائلا: من الجميل أن نرسم ابتسامات على وجوهنا ولكنى كنت أريد تقديم الحقيقة والواقع، وهم بالطبع يحتويان على كوميديا وتراجيديا. وقد بادر النقاد كانتونا وسألوه إذا كان من الصعب تقديم شخصيته الحقيقية فى فيلم فأجاب كانتونا: قد يقول البعض ذلك ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك وخصوصا مع سيناريو رائع مثل الذى كتبه بول لفرتى، وكان علىّ أن أكون فقط طبيعيا وعفويا.. وكان من الطبيعى أن أشعر بضغط كبير أثناء التصوير، ولذلك تحدثت مع المخرج لوقت طويل وسألته أسئلة كثيرة جدا. لأننى كنت أريد أن أثق من أننى فهمت الدور حتى أشعر بالسعادة خلال قيامى بالتمثيل فى الفيلم. ثم تحدث المخرج عن نظرته الشخصية لكرة القدم، وعبر عن ذلك ببعض الكلمات الحالمة قائلا: «للكرة وظيفة مهمة دائما وهى تجميع الناس مع بعضهم البعض، فعندما يلعب الفريق القومى ترى الناس فى حالة عامة من المشاعر الإنسانية من يأس وأمل وحزن وفرح وانتصار، فهى فرصة كبيرة لأن تكون وطنيا وأن تشعر بهويتك بعيدا عن التعقيدات السياسية التى لا تظهر فيها المشاعر بتلك الصورة». ووجه أحد الصحفيين سؤالا إلى كانتونا يساله عن وجه الاختلاف بين كين لوش وأليكس فيرجسون مدرب فريق كانتونا السابق؟ فأجاب كانتونا قائلا: رغم الاختلاف الكبير بين الرياضة والسينما، إلا أنى لم أجد أى فرق يذكر بين المخرجين والمدربين، فالاثنان متطابقان مائة بالمائه.. ولكن يكمن التحدى فى رغبتك أن يتصاعد مستواك من مباراة إلى أخرى ومن فيلم إلى آخر، وأنا اقول إن هناك شخصين ساعدانى على أن أخرج كل ما بداخلى من طاقة هم أليكس فيرجسون وكين لوش.. وأنا أرى الاثنين وقبل أن يكونا شخصين عظيمين فى مهنتيهما إلا أن كلا منهما إنسان رائع وهذا أكثر الأشياء أهمية بالنسبة إلىّ، يشارك كانتونا فى بطولة الفيلم كل من النجمة ستيفانى بيشوب والنجم ستيف ايفيت. المخرج كين لوتش اشترك بمهرجان كان 15 مرة منذ عام 1970، منها تسع مرات بأفلام داخل المسابقة الرسمية، وحصل على السعفة الذهبية عن فيلمه «الريح التى تهز الشعير» عام 2006. أما ايريك دانيال كانتونا فقد ولد عام 1964، وهو لاعب كرة قدم فرنسى سابق بلغ ذروة تألقه فى التسعينيات وأنهى تاريخه الكروى مع نادى مانشستر يونايتد وحقق معهم إنجازات ضخمة جدا، حيث فاز معهم ب 4 ألقاب فى الدورى خلال خمسة مواسم فقط، وفاز معهم ببطولة اتحاد كرة القدم الإنجليزى مرتين. ويعتبر كانتونا من اللاعبين الذين لعبوا دوراً عظيماً فى مانشستر يونايتد. ويتمتع بمنزلة عظيمة فى ناديه.حيث صوت له ناديه مانشستر يونايتد عام 2000 ليكون لاعب القرن، وحتى الآن، كل اعضاء فريق مانشستر والجماهير لا ينادونه إلا ب «إيريك الملك». إلا أنه مشهور أيضاً بمشاكله مع الحكام وإثارة المشاكل مع اللاعبين أو مع الجمهور. ولكن رغم ذلك يمثل إحدى أساطير الكرة ومعشوق الجماهير نتيجة لمهاراته الفذة وخفة ظله المميزة. يذكر أن حضور الرياضيين فى المهرجان العام الماضى لم يقتصر على لاعبى كرة القدم فقط، فقد ظهر فى العام الماضى ايضا نجم الملاكمة تايسون فى فيلم بعنوان «تايسون» الذى عرض ضمن تظاهرة «نظرة ما» وقام بإخراجه المخرج والسيناريست الأمريكى جيمس توباك فى أولى مشاركاته بالمهرجان.