■ هل حقيقى أن عادة التقبيل تنقل العديد من الأمراض بخلاف أنفلونزا «A «H1N1 المعروفة بأنفلونزا الخنازير؟ سلمى - الإسكندرية - لاشك أننا تربينا فى مجتمعات شرقية عاطفية تبالغ فى معظم الأحيان فى التعبير عن الحب والمودة بكثير من الطرق المبالغ فيها مثل الأحضان والقبلات والصياح وغيرها من مظاهر التعبير عن الفرحة عند لقاء صديق أو حبيب، ولا شك أننا نعلم أن للقبلة دوراً مهماً فى العلاقة الحميمية بين الزوجين، من حيث إفراز هرمون الحب المسمى ب«الأكسيتوسين»، وقد وصفها صلى الله عليه وسلم وصفاً رائعاً حين قال لأصحابه عن التمهيد للعلاقة الحميمية: لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول، قيل وما الرسول؟ قال: القبلة والكلام، وبالطبع لا يمكن أن نقول لأب عائد من السفر - وهو غير مريض - لا تقبل زوجتك وأولادك، فهذا سلوك مجاف للعاطفة. إلا إن القبلة مع الوقت فقدت معناها وقيمتها عندما أصبحت عادة تلقائية تطبع على الخدود دون أى دلالة، فالرجل يرى زميله فى العمل يومياً ومع ذلك يقبله عند كل لقاء دون أى نوع من الشوق، والمرأة تقابل صديقتها فى النادى فتجدهما يلتقيان بالأحضان، مع كام عيار من القبلات والطرقعة فى الهواء دون أى نوع من الوحشة أو الحب بينهما، ولكن بحكم العادة، ويحدث نفس الشىء مع كثير من أطفالنا الصغار الذين يحلو للبعض أن يقبلهم من فمهم، كنوع من التعبير عن شدة الحب والتعلق، فهل كل هذا، وفى ظل ما نمر به من أوبئة وأمراض – خاصة الأنوع المختلفة من الأنفلونزا - يعد من التصرفات والسلوكيات الصحية السليمة؟ - فى الحقيقة هناك أمراض كثيرة يمكن أن تنتقل عن طريق القبلة، وهى الأمراض التى تنتقل عن طريق الرذاذ والملامسة.. إذا كان الميكروب المسبب للعدوى موجوداً فى الغشاء المخاطى للفم أو الحنجرة أو الشفتين، حيث ينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم.. وبالعكس فإذا كان الميكروب موجوداً فى الجلد مكان التقبيل، مثل الوجه والجبهة والفم والخدين واليدين، فإنه ينتقل من الجلد إلى الشفتين، وهناك مجموعة من الأمراض الجلدية غير المعدية تنتقل عن طريق القبلة، من أهمها: حساسية الجلد من المواد الكيماوية التى تستعمل فى روج الشفاة ومستحضرات التجميل، وأغلب الأمراض التى تنتقل عن طريق العدوى بالفم، أو من خلال الرذاذ والنفس أو الملامسة، ومن أهمها: 1- أمراض الجهاز التنفسى بشكل عام، سواء الفيروسية منها أو البكتيرية أو الفطرية. وأهم تلك الأمراض والفيروسات هو فيروس البرد، وفيروس الأنفلونزا الشهير، الذى ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب، ومن أحدث أنواعه فيروس «A «H1N1 أو ما يسمى أنفلونزا الخنازير، حيث ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب المنتشر فى الهواء أثناء التنفس أو السعال أو العطس، وأيضاً عن طريق الملامسة لأسطح ملوثة بهذا الرذاذ، وأيضاً مرض السل الشهير، وكذلك أمراض سارس: الحمى الشوكية، الجديرى المائى – الحزام النارى - الحصبة – الحصبة الألمانى – التهاب الغدة النكفية – الالتهاب الرئوى البكتيرى. 2- مرض الهربس: ويصيب الصغار والكبار، وهناك نوعان من الفيروس الناقل للمرض. النوع الأول: (Herpes virus type I)، هو الذى ينتقل عن طريق الفم، خاصة عند الملامسة المباشرة مثل التقبيل، وتكمن المشكلة فى أن هذا الفيروس بعد إصابته للجسم يستوطن فى العقد العصبية لأعصاب منطقة الفم والوجه، ونتيجة لضغوط معينه يعاود الظهور مرات عديدة بعد الإصابة الأولى، ليصيب الغشاء المخاطى للفم والجلد فى منطقة الوجه، وأثناء الفترة النشطة للمرض عندما تنخفض المناعة، أو بعد نزلات البرد والأنفلونزا، ينتشر الفيروس فى إفرازات اللعاب والمخاط وفى أماكن الإصابة، مما يؤدى إلى انتشار المرض من خلال التقبيل. 3- هناك نوع آخر من الفيروسات يسبب تقرحات فى الفم أيضاً، وتنتقل العدوى من خلاله ويسمى ب«كوكساكى» (Coxsackie virus)، ويؤدى إلى نشوء تقرحات فى اليدين والقدمين، إضافة إلى أنسجة الفم. 4- هناك أيضاً فيروس يسمى «إبشتاين بار فيروس» Epstein-Barr virus (EBV)، الذى ينتقل عن طريق العدوى بالفم والنفس ويسبب مرضاً يسمى مرض «القُبَل» (kisses disease)، ويمكن أن يؤثر على مناعة الإنسان فيصيبه بمتلازمة التعب المزمن Chronic Fatigue Syndrome. 5- الأمراض البكتيرية: الدمامل: بحيث تكون الميكروبات المسببة للدمامل موجودة على الجلد أو الشفتين. 6- الفطريات: مثل المونيليا التى تصيب ثنايا الجلد والأغشية المخاطية وزوايا الفم. [email protected]
