عندما يكون لأبناء الزبالين حضانة: المصاريف 5 جنيه وال6 على تختة.. والاسم «حضانة المستقبل السعيد»

فى مبنى لا تزيد غرفه على ثلاث، وهو تابع ل «جمعية رجال جامعى القمامة» فى منشأة ناصر، اتخذت حضانة «المستقبل السعيد» مكانها لها لتكون قريبة من البيئة التى يعيش فيها أبناء جامعى القمامة.
على الجانب الأيمن من عربات القمامة المتراصة إلى جوار أجولة مخلفات البلاستيك تقع الحضانة التى تضم 50 طفلاً من أبناء جامعى القمامة، وهى أقدم حضانة فى المنطقة، تم إنشاؤها عام 1974 خصيصًا لتنمية أبناء الزبالين.
منذ حوالى 35 عامًا فكر مسؤولو «جمعية رجال جامعى القمامة» فى النهوض بالمستوى التعليمى لأطفال الزبالين الذين اعتادوا العشوائية وعدم الاهتمام بالتعليم، فمهنتهم الأساسية هى جمع القمامة وفرزها وإعادة تدويرها، أما التعليم فليس له أى أهمية بالنسبة لهم، ولهذا خصصت الجمعية هذه الحضانة لهم مقابل 5 جنيهات مصروفات شهرية لكل طفل.
وفاء عاطف، مديرة الحضانة، قالت: يراعى مسؤولو الحضانة الحالة المادية المتدنية لأبناء جامعى القمامة، وذلك عن طريق تخفيض المصاريف الشهرية، كما أننا لم نغفل غير القادرين الذين نعفيهم نهائيًا من سداد المصاريف. وأكدت وفاء أن الحضانة خرّجت أجيالاً استطاع بعضهم أن يثبت جدارته فى التعليم ويصبح محاميًا أو محاسبًا، وأضافت: نستقبل الأطفال من عامين وحتى 6 أعوام، ويتعلم الطفل اللغتين العربية والإنجليزية ومبادئ القراءة والكتابة.
ولا تخلو هذه الحضانة من وجود ألعاب للأطفال، وهى عبارة عن لعب «مكسرة» تجمعها مديرة المدرسة من «الزبالين»، حيث تشترى كيلو اللعب المكسرة بجنيهين. وقالت وفاء: رغم أن الحضانة تحصل على بعض الإعانات فإنها لا تستطيع أن تكفى جميع احتياجات الأطفال، لذلك لا نستطيع صرف وجبة غذائية لهم كما تفعل الحضانات الخاصة فى المنطقة.
أما الحال فى الحضانة فهو لا يزال متواضعًا للغاية، فالأطفال الكبار يجلسون على مقاعد بمعدل 6 أطفال على مقعد واحد، أما الصغار فيجلسون على حصيرة مفروشة على الأرض يضعون عليها لعبًا مكسرة ومتسخة، وهناك وسيلة أخرى للترفيه هى التليفزيون، الذى وضعه مسؤولو الحضانة لعرض أفلام كارتون للأطفال.
الحضانة تعلّم الأطفال أيضًا الرسم والتلوين، وتعطيهم فرصة إظهار مواهبهم سواء فى الرسم أو الغناء أو التمثيل أو حكى القصص.