وافقت هند صبرى على أداء شخصية «حورية» منذ 7 سنوات، ورغم تأجيل تنفيذ الفيلم طوال هذه المدة، تمسكت هند بالشخصية التى وصفتها بأنه «من الصعب تكرارها»، وإن أى ممثل يحلم بأن يجسد شخصية مثلها بها كل المشاعر الإنسانية المعروفة. ■ لماذا وافقت على دور «حورية»؟ - لأنها شخصية شديدة الواقعية، وفى نفس الوقت أسطورية، ومن الصعب أن يعثر عليها الممثل، لأن حلم أى ممثل أن يعثر على شخصية قريبة من الجمهور وفى الوقت نفسه لا يعرف عنها، وهذا التوازن كان سبب تمسكى بالدور طوال 7 سنوات. ■ وكيف تعاملت مع الشخصية؟ - السيناريو أعطانى العمود الفقرى للشخصية، ثم كشفت لى الملابس عن مظهر «حورية» الخارجى، وجعلنى الديكور أقترب منها أكثر، وفى النهاية كانت تعليمات مروان حامد، بعدها خرجت «حورية» من داخلى بشكل تلقائى، وقد أرهقتنى معنويًا، لأنها تمر بكل المشاعر الإنسانية المعروفة، البراءة ثم الإعجاب ثم الحب ثم الصدمة ثم الكره والانتقام وأخيرًا الندم، لذلك فهى شخصية مغرية جدًا. ■ ولكن كلام الشخصية ونبرة صوتها اختلفا كثيرًا عما هو موجود فى البيئة الأصلية للفيلم؟ - كنت أحاول أن أنتمى للواقع دون أن أقلده، وطلب منى مروان حامد ألا أركز فى لكنة أو لهجة الشخصية، وهذا ما فعلته لأن «حورية» بها ملامح أصعب وأهم بكثير، وكل مشهد صورته لم أفكر فى الكلام، وكنت أركز على الأداء، ورغم ذلك أعترف بأن هناك مشاكل فى أداء «حورية» أهمها أن صوتها خرج عاليًا، كما ظهرت لها رنة فى نهايات الجمل الحوارية، ولم أنتبه لذلك أثناء التصوير. ■ وهل قابلت شخصية حقيقية تشبه «حورية»؟ - قابلت نماذج عديدة، منها فتاة اسمها «بطة» كانت تتردد على موقع التصوير وكنت أتابعها، وتشبعت منها بأشياء كثيرة دون أن أقلدها، وذلك لأن البعد الأسطورى للشخصية يفرض على الشخصية شكلًا خاصًا، حتى فى مظهرها الخارجى لأن الفتيات فى المناطق الشعبية يرتدين ملابس متشابهة، ومن الصعب أن تفهم أى شخصية منهن من ملابسها. ■ وكيف تعاملت مع علاقة الحب المبتورة بين «حورية» و«إبراهيم»؟ - كان ذلك أصعب ما واجهنى، وقد تحدثت كثيرًا مع مروان وعباس، وقالا لى إنه ليس من الضرورى أن نرى «إبراهيم» و«حورية» فى حالة حب فى أكثر من مكان، حتى نكشف قوة العلاقة، ورغم ذلك كنت قلقة جدًا، وكنت ألح فى وضع بعض التفاصيل، ولكن مشاهد القطار والملاهى كانت كافية لتوضيح قوة العلاقة بينهما، وكان مشهد القطار يتكون من عدة مشاهد متقطعة وليس مشهدًا واحدًا، وقدمه مروان بتكنيك وسرد مختلف عن باقى المشاهد، وكنت حريصة مع السقا على أن نحافظ على حالة الحب بيننا حتى تظهر بشكل واضح للجمهور. ■ ما مبرر علاقة الحب بين «حورية» و»إبراهيم»؟ - لابد أن الحب فى هذه المناطق تحكمه قوانين معينة، وعلاقتهما لا تخضع للمنطق العادى، و«حورية» بالنسبة ل«إبراهيم» البنت البريئة التى تذكره بالماضى الجميل، كما وجدت فيه الشاب الجميل، الذى شعرت تجاهه بحب وشهوة، وقررت أن تبقى معه. ■ لاحظ كثيرون قلة حوارات «حورية»، هل كانت الشخصية تحتاج إلى جمل حوارية أكثر؟ - الشخصية اعتمدت على الإحساس أكثر من الحوار، وأنا كممثلة أفضل ذلك، ولم يضايقنى ذلك، بل أعجبنى أن حوارها غير تقليدى ومتناغم مع حوارات باقى الشخصيات فى الفيلم، وهناك فرق كبير بين التعاطف والمعايشة، فقد عشت هذه الشخصية لمدة ستة أشهر، ومن الصعب الحكم عليها وعلى مجتمعها بسهولة.