أطباء: مناعة مريض السكر تنهار إذا أصيب بعدوى أنفلونزا الخنازير

حذر أطباء من تهاون مريض السكر فى التعامل مع أعراض الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، بسبب ضعف القدرات المناعية لديه، التى تؤدى إلى مضاعفة أعراض الإصابة بالعدوى، مما يؤثر سلباً على وظائف بعض الأجهزة الحيوية ووضع مريض السكر تحت إشراف طبى منذ لحظة اكتشاف إصابته بالعدوى حتى الشفاء منها تماماً.
الدكتور محمد سراج الدين، إخصائى أمراض الباطنة بمستشفى القاهرة الفاطمية، قال: «من المعروف أن مريض السكر مناعته ضعيفة للغاية، بسبب فقدانه المستمر مادة (الألبومين)، مع إخراج البول المتكرر لديه على مدار اليوم، رغم أن تلك المادة هى المسؤولة عن تكوين الأجسام المضادة للفيروسات داخل الجسم،
ولذلك فإن إصابة مريض السكر بعدوى أنفلونزا الخنازير تؤدى إلى انهيار مناعته تماماً، وتتضاعف لديه أعراض الإصابة بالفيروس، سواء كانت الكحة، أو الارتفاع فى درجات الحرارة مقارنة بالإنسان العادى،
كما أن إصابة مريض السكر بفيروس أنفلونزا الخنازير ستؤدى إلى التهابات فى بعض أجهزة الجسم ومنها الكلى والأنف والأذن، وترتفع معدلات الإصابة بالنزلات الشعبية، فضلاً عن ارتفاع نسبة السكر، ويكون وقتها فى حاجة إلى زيادة جرعة الأنسولين، التى يتناولها».
وأضاف: «فى حالة شعور مريض السكر بأى ارتفاع فى درجات الحرارة عليه التوجه فوراً إلى أقرب طبيب، لإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من صحة إصابته بالعدوى، ولمعرفة نسبة السكر لديه، دون أن يكتفى باستشارة الصيدلى، أو تناول الأدوية الخافضة للحرارة،
وفى تلك الحالة ينبغى أن يتناول المريض أكبر قدر من الخضر والفاكهة، والبروتينات بشقيها الحيوانى والنباتى، وكذلك البيض، لاحتوائه على مادة (الألبومين) كما يمكنه تناول الأدوية الرافعة للمناعة، والمجددة للدم، لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء، المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد الفيروسات».
وحذر مرضى السكر من التهاون فى التعامل مع خطر الإصابة وقال: «تتضاعف فرص إصابة مريض السكر بالعدوى، مقارنة بباقى البشر، لذلك ينبغى أن يحرص مريض السكر على اتباع إجراءات الوقاية بمنتهى الدقة، ومنها التدقيق المتناهى فى تناول جرعات الأنسولين فى وقتها وبالكميات المحددة، وتجنب التعرض لأى تيارات هوائية، أو الإصابة بأى من أنواع الأنفلونزا،
كذلك التواجد فى الأماكن المزدحمة، أو الاختلاط بأى شخص حامل للمرض، وبالنسبة للأطفال لابد أن تتولى أسرهم مراقبة تعاطيهم جرعات الأنسولين، خاصة الأطفال الأكثر من 8 أعوام، لأنهم بمقدرتهم حقن الأنسولين لأنفسهم، وفى الغالب يتهرب الأطفال من تناول الجرعات، بعد خداع أسرهم، وهنا ينبغى قياس نسبة السكر لدى هؤلاء مرتين يومياً، بواسطة أجهزة القياس فى المنزل».
وشدد سراج الدين على ضرورة حجز مريض السكر فى حالة إصابته بعدوى أنفلونزا الخنازير لتلقى العلاج داخل المستشفى، حتى القضاء على الفيروس بداخله نهائياً، مع القياس المستمر لنسبة السكر، فشأنه ليس شأن المريض العادى، الذى يمكنه تناول عقار التاميفلو فى المنزل، إذا ما ثبت للأطباء استقرار حالته الصحية. الدكتور محمد شلتوت، استشارى السكر والغدد الصماء،
قال: «تسهل إصابة مريض السكر بالفيروسات والميكروبات، لأن ارتفاع نسبة السكر فى الدم يساعد على تكاثر الميكروبات، ويضعف المناعة، خاصة فى حالات كبار السن، والمرضى الذين لا يواظبون على تناول العلاج،
ومن أكثر أساليب الوقاية التى ينبغى أن يتبعها مريض السكر لتجنب الإصابة بتلك العدوى هى الحرص الشديد على التناول السليم للغذاء، بتقليل تناول النشويات والدهون والسكريات، والإكثار من تناول الخضر والفاكهة المناسبة، والفيتامينات والمعادن،
كذلك تناول الجرعات المحددة، وممارسة الرياضة، التى تساعد على ضبط نسبة السكر، ورفع كفاءة جهاز المناعة».
ولرفع قدرة الجهاز المناعى لدى مريض السكر يقول الدكتور إبراهيم الإبراشى، عميد معهد السكر: «على مريض السكر أن يتناول كوباً من عصير البرتقال يومياً، لرفع قدرته المناعية،
فمن المعروف أن فيروسات الأنفلونزا شرسة وعنيفة بطبيعتها، وهو الأمر الذى ينعكس سلباً على مناعة مريض السكر، الذى يكون بحاجة إلى المزيد من مضادات الأكسدة، وفقاً للبرنامج الغذائى الموضوع له».