سياسيون مصريون: إعادة انتخاب نجاد لا تخدم التقارب العربى الإيرانى.. وإسرائيل سعيدة بفوزه

أعرب سياسيون وخبراء استراتيجيون عن عدم تفاؤلهم بالعلاقات العربية الإيرانية بعد إعادة انتخاب الرئيس أحمدى نجاد لولاية ثانية، فى ظل ما يعرف عنه من تشدد، مشيرين فى الوقت نفسه إلى أن اختيار أحد المرشحين الإصلاحيين للرئاسة فى إيران لا يؤدى إلى إحداث التقارب المأمول بين العرب وإيران نظراً لوجود قضايا خلافية جوهرية وعدم وجود رغبة حقيقية لحلها من الطرفين.
وقال السفير سيد قاسم المصرى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مستشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، إن تصريحات نجاد لا تخدم القضايا المشتركة بين العرب وإيران نظراً لما تتصف به من التشدد، مشيراً إلى أن ذلك يخدم أعداء الأمة العربية والإسلامية بشكل أكبر.
وأضاف أن إسرائيل راضية عن فوز نجاد لأن هذه النتيجة ستصب فى مصلحتها، فى مساعيها لتسويق فكرة ضرب إيران والترويج لفكرة وجود مصلحة عربية إسرائيلية فى معاداة إيران، ومحاولة إيهام العرب بأن إيران هى العدو المشترك كما سيسبط جهود الرئيس الأمريكى للانفتاح على إيران.
وأشار المصرى إلى أنه كان يأمل فى أن تسفر الانتخابات الإيرانية عن حدوث تغيير إيجابى من خلال نجاح أحد المعتدلين والإصلاحيين لأن ذلك كان سيصب فى مصلحة التقارب العربى الإيرانى والسلام فى المنطقة.
ودعا المصرى إلى ضرورة أن يسعى الطرفان العربى والإيرانى إلى التقارب والتنسيق فيما بينهما، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يدعو إلى استمرار العداء بين الطرفين.
وقال إنه لا توجد أى مصلحة فى وجود تشدد عربى تجاه إيران لأن المصالح العربية لا تتصادم مع إيران.
واستنكر المصرى ما تحاول إسرائيل الترويج له حالياً من أن إيران عدو مشترك لإسرائيل والعرب، مشيراً إلى أن «إسرائيل هى العدو الذى تتعارض مصالحه معنا، ويتعارض وجودها مع الوجود العربى» بينما الخلاف مع إيران هو «خلاف فى وجهات النظر والنظم السياسية والأيديولوجيات».
ومن ناحيته أكد السفير محمود فرج، القائم بالأعمال فى السفارة المصرية بطهران سابقاً، أن انتخاب نجاد لا يصب فى مصلحة العلاقات العربية الإيرانية، متوقعاً أنه سيركز فى الفترة المقبلة على التقارب مع الولايات المتحدة والغرب.
وقال فرج إن القضايا الخلافية بين العرب وإيران تحتاج وقتاً وإرادة سياسية من الطرفين، وهو ما لم يتوفر حتى الآن من ناحية الإيرانيين.
وأشار إلى أن اختيار أحد المرشحين المعتدلين للرئاسة فى إيران لم يكن سيؤثر على مستقبل العلاقات الإيرانية العربية، خاصة فى ظل الضعف العربى وعدم وجود صورة واضحة للأمن القومى العربى فى الوقت الذى تعرف فيه إيران جيداً ماذا تريد وتسعى لتحقيقه.
وأوضح أن هناك مساعى غربية وأمريكية للتقارب مع إيران نظراً لأن لديها مشروعاً واضحاً وهو مقنع بالنسبة للولايات المتحدة، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة تقارباً إيرانياً غربياً والذى قد ينعكس على تحقيق تقارب إيرانى إسرائيلى مما لا يصب فى مصلحة العرب.
وأشار فرج إلى أن الأمريكيين يحرضون العرب ضد إيران فى الوقت ذاته الذى يسعون فيه إلى فتح حوار بينهم وبين إيران، مما لا يصب فى مصلحة الدول العربية.