«شباك التذاكر هو أصدق صندوق انتخابى فى مصر، لأنه إفراز مباشر للإرادة الحرة لمتفرج السينما الذى يفتح بيوت النجوم ويصرف عليهم».. مقولة شهيرة للفنان الكبير عادل إمام تعكس أهمية السينما كوسيلة لكسب العيش للنجوم، وأداة ترفيه وتنفيس عند الجمهور الذى يهرب من كل شىء لمدة ساعتين بالجلوس أمام الشاشة الكبيرة المضيئة فى الظلام الدامس بقاعة العرض، بل يتوحد ويندمج مع «حدوتة» الفيلم وأبطاله. من هنا تأتى أهمية تلقى هذه الوسيلة فى ظروف مشاهدة ملائمة ومريحة للمتفرج، فكلما زادت جودة هذه الظروف، زاد تفاعل الجمهور مع الشريط المعروض، والتصاقه فى ذاكرتهم، لدرجة تخيل بعضهم أن هؤلاء الشخوص الذين يظهرون على الشاشة، يعانون من آلامهم ويفرحون لما يسعدهم، خاصة أن أبعاد الشاشة بحجمها الكبير تخلق علاقة ارتباط ما بين العمل السينمائى والجمهور، وتجعله فى ظروف نفسية تدفعه دائما لأن يتوجه إلى دور العرض لمشاهدة الأفلام فور نزولها، بل ربما الوقوف انتظارا لحين وضع نسخ الأعمال الجديدة كما يحدث مع عدد من النجوم الذين يتشوق الجمهور لأعمالهم. ويتكبد الجمهور مشقة الوقوف أمام أبواب دور العرض انتظارا لموعد بدء الحفل وخروج الحفل السابق، فى تزاحم كبير أمام الشباك لقطع التذاكر، خاصة فى المواسم والأعياد التى اعتمدت الذهاب لدور العرض طقسا لا يمكن الاستغناء عنه عند الشباب والمراهقين، والعائلات أيضا. إلى جانب أن بعض الأفلام تخترق المحظور والمسكوت عنه، لتثير كثيرا من الجدل وتساعد الجمهور على إعمال عقله، لا الاكتفاء بالفرجة، وغيرها من الفوائد التى حافظت على السينما كأول وسيلة ترفيه يتوجه لها الجمهور ويزداد توهجها، متغلبة بذلك على المسرح الذى تعثر كثيرا وانصرف عنه الجمهور رغم أهميته. وفى حين تأثرت دور العرض وعددها وانتشارها بصناعة السينما، وما مرت به من تخبطات وتفاوت فى عدد الأفلام المصرية المعروضة ونسخ الأفلام الأجنبية، تفاوتت أيضا مستويات هذه الدور وتجهيزاتها- عبر 111 عاما هى عمر السينما فى مصر- إلا أنها شهدت تطورا وزيادة فى السنوات الأخيرة، لكنه لا يتماشى مع الحد الأدنى المطلوب والمفترض تواجده فى بلد تجاوز تعداده الثمانين مليون نسمة، خاصة مع الإهمال والتجاهل الذى أصاب بعض دور العرض لدرجة حولتها إلى «خرابات»، مما دفع إلى فتح الباب أمام تطوير هذه الدور المملوكة لوزارة الثقافة أو المملوكة للغير عبر وزارة الاستثمار، التى انتقلت إليها هذه المهمة كبديل عن وزارة الثقافة. وفى هذا الملف.. تلقى «المصرى اليوم» الضوء على مشروع تطوير عدد من السينمات وإقامة الجديد منها، والخطة التفصيلية لأعمال التطوير، والذى تتولاه شركة «مصر للصوت والضوء والسينما» التابعة لوزارة الاستثمار، كما نعرض لحصر «تقريبى» بدور العرض الموجودة حاليا فى مصر، وأماكن تمركزها، وأيضا تاريخ تأسيس دور العرض.