بعد ساعات قليلة من خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القاهرة أمس الأول، الموجه إلى العالم الإسلامى الذى أثار ردود فعل متباينة عربية ودولية بشأنه، دخل أوباما فى مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول الشرق الأوسط والعلاقات مع إيران وروسيا، فضلاً عن الأزمة المالية خلال زيارته برلين التى استغرقت 24 ساعة فقط. وامتداداً لخطاب القاهرة الذى أكد فيه أن علاقات أمريكا مع إسرائيل وثيقة ولا يمكن كسرها، دعا الرئيس الأمريكى فى مؤتمر صحفى أمس، مع ميركل الفلسطينيين والدول العربية إلى «خيارات صعبة» عبر تقديم تنازلات لإسرائيل، مؤكداً أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أحرز بعض التقدم «ولكنه ليس كافياً». وقال أوباما: «إنه متفهم جداً لتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لضغوط سياسية بشأن طلب واشنطن وقف الاستيطان اليهودى فى الضفة الغربية»، وأكد ثقته فى إمكانية تحقيق تقدم جاد فى عملية السلام فى الشرق الأوسط العام الحالى، مشيراً إلى أنه على الفلسطينيين أن يحسموا القضايا التى تخصهم وإلا ستجد إسرائيل صعوبة فى تحريك عملية السلام فى الشرق الأوسط قدماً. وأضاف أنه عمل بجدية أكثر من الرؤساء الأمريكيين فى السنوات الأخيرة من أجل تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه «خلق المجال والمناخ» المناسبين لمحادثات جديدة، وتعهد كل من أوباما وميركل بمضاعفة الجهود لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط، حيث أكد أوباما أنه سيرسل مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لكى يتابع الجهود مع مختلف الأطراف، معرباً عن اعتقاده بأن الوقت مناسب لاستئناف المحادثات. ورداً على سؤال حول السبب الذى يحدوه إلى الاعتقاد بأن الوقت قد حان لاستئناف محادثات الشرق الأوسط، أجاب أوباما بأن إدارته قامت خلال الشهور الخمسة الأولى فى البيت الأبيض بنشاط غير عادى بشأن هذه القضية، وقد بعث ذلك بالرسالة المقصودة لجميع الأطراف. وجاء حديث أوباما عن عملية السلام قبيل زيارته معسكر الاعتقال النازى فى بوخنفالد لإحياد ذكرى ضحايا المحرقة، ثم زار عيادة العسكريين الأمريكيين الذين أصيبوا فى العراق وأفغانستان، الذين يتلقون العلاج فى أحد المستشفيات العسكرية الأمريكية فى ألمانيا. وتطرق الرئيس الأمريكى إلى ملف إيران الشائك الذى احتل حيزاً كبيراً فى خطاب القاهرة وجدد فيه رفض امتلاك طهران للسلاح النووى، حرصاً على أمن المنطقة والعالم، إلا أنه أبدى فى ألمانيا استعداده ل«حوار جاد» مع إيران رغم تأكيده ضرورة تفادى سباق تسلح نووى فى الشرق الأوسط. ومن جانبها، استقبلت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، حديث أوباما بترحيب شديد واعتبرته فرصة فريدة لإحياء السلام فى الشرق الأوسط. وقالت ميركل إن خطاب أوباما من القاهرة إلى العالم الإسلامى يرسى قواعد مثالية لحل العديد من القضايا، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة والنمو إلى جانب أخرى إسرائيلية.