لا أجد لتصوير ووصف ما وصلنا إليه سوى بيت شعر يحمل معانى كبيرة لأمير الشعراء أحمد شوقى «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا» وهو ما ينطبق على كل ما يجرى على أرض المحروسة سياسياً واجتماعياً وثقافياً ورياضياً من فساد ومفسدين وبلطجة ولامبالاة وتفضيل تحقيق المصالح الشخصية على حساب القانون والمصالح العامة، فكيف ينفق المرشحون الملايين للفوز بمنصب تطوعى؟ إنه السعى إلى الشهرة والسلطة والأمثلة واضحة فى الانتخابات التشريعية والحزبية والنقابية واللجنة الأوليمبية والاتحادات والأندية الرياضية، التى ابتعد عنها الشرفاء بعدما تفشت ظواهر العنف والجرائم الوحشية ودهس القوانين واللوائح وتدنى لغة الحوار وانحدار احترام الصغير للكبير والمبادئ والمثل العليا ووفاة الحب وحلول الكراهية فى نفوس البشر، وتبادل الاتهامات بين الجميع، والنتيجة انتشار الفوضى الأخلاقية التى ستؤدى إلى كارثة لا يعلم إلا الله مداها. ففى انتخابات الزمالك دعا العاقلون فى بدايتها بالتزام الأخلاق، وعندما وصلت المنافسة إلى حد السخونة، بدأ جميع المرشحين فى الهجوم الشرس على الآخرين، الذى وصل إلى التشكيك فى السمعة والذمم المالية، ومن بعدها حملة تكسير العظام من خلال توزيع المنشورات والكتب، فضلاً عن التصريحات الصحفية والتليفزيونية التى سممت الأجواء وانقلبت المنافسة الشريفة إلى معركة شرسة بين الجميع لكنها انتهت على خير دون إصابات أو ضحايا، ووضح للجميع أن ثقافة الديمقراطية التى يتشدقون بها مفقودة وفقاً للمثل الشعبى الشهير «الأدب فضلوه عن العلم». وهناك أمثلة أخرى فى نفس المجال.. المجلس القومى للرياضة صمم على وضع لائحة جديدة للجنة الأوليمبية وبعد دفاع مستميت من رئيسه ومستشاريه القانونيين ورغم تحذيرات العاقلين اتضح أن اللائحة تتعارض مع الميثاق الأوليمبى وتسىء لسمعة مصر عالمياً، وما زال المجلس يقوم بترقيع اللائحة، أما اتحاد الكرة فما زال يزايد على منتخب مصر على حساب القوانين واللوائح، فضرب الحكام وتشويه سمعتهم وسبهم واعتراض اللاعبين والمدربين على كل قراراتهم وتصريحاتهم المستفزة من خلال برامج الفضائيات أصبح مباحاً لكل من «هب ودب» دون مساءلة أو عقاب بعد أن تفرغ رئيس لجنة الحكام لعمله فى الفضائيات وتحليل أداء الحكام فى المباريات، بينما التزم رئيس لجنة المسابقات الصمت على ما شهدته الأسابيع الأخيرة من الدورى من تفويت للقاءات الحساسة فى الهبوط أو البقاء والتى دفع ثمنها فريق الاتصالات وتغاضى عن توقيع العقاب على لاعبى طلائع الجيش وأجهزتهم الفنية والإدارية لما بدر منهم من تصرفات مسيئة خلال مباراة الأهلى، وفى نفس الوقت ما زال اتحاد الكرة يبحث عن حل لمشكلة المادة «18» والبث التليفزيونى وخفض عدد اللاعبين المقيدين لكل ناد من 30 إلى 25 لاعباً. جمعنى لقاء ممتع مع الأصدقاء الكابتن حسن حمدى والدكتور حسن مصطفى فى ضيافة الأستاذ إبراهيم نافع بمنزله العامر لمشاهدة نهائى دورى أبطال أوروبا، وقد سمعت خلاله مناقشات واسعة حول الأهلى والرياضة لا أستطيع نشر تفاصيلها المثيرة احتراماً لرغبة الجميع، سوى التصرف الراقى لرئيس الأهلى بعد أن علم من جوزيه برغبته فى الرحيل فسارع بعقد اجتماع ضم لجنة الكرة وجميع اللاعبين خوفاً من حدوث انقسام داخل الفريق فى حالة تسرب الخبر لوسائل الإعلام، وحثهم على الفوز بمباريات الدورى المتبقية، مؤكداً أن مسيرة الأهلى لا تتوقف على مدرب أو لاعب أو حتى رئيس النادى، وأنه كان واثقاً من الحصول على الدرع، خاصة بعد هدف أحمد فتحى فى مرمى الطلائع.