- الأب موجهاً كلامه إلى ابنه الطالب بالصف الثالث الإعدادى بعد عودته من الامتحان: عملت إيه النهارده يا حبيبى فى الامتحان؟ - الابن: الحمد لله، زى كل يوم.. غششونا. - الأب: مين دول اللى غششوكم؟ - الابن: المراقبون.. جاوبوا لنا على الأسئلة من الكتاب. - الأب: وإنت غشيت معاهم؟ - الابن: طبعاً، زيى زى غيرى.. حد يلاقى التفوق ويسيبه. - الأب: هو إنت ماكنتش مذاكر كويس؟ - الابن: بصراحة، نص نص، لأنى عارف إنهم هايغششونا. - الأب: بس إنت عارف إن الغش حرام؟ - الابن: أنا مالى، أنا معملتش برشام، الذنب يشيله المدرس اللى غششنا. - الأب: لكن إنت شريك فى الجريمة. - الابن: يعنى أعمل إيه علشان ما أكنش شريك، أحط صوابعى فى ودانى، ولا أسيب اللجنة وأطلع. - الأب: نادى على المشرف وقول له. - الابن: يا سلام، ما كله بيحصل قدامه، وبعدين كل اللجان فى كل المدارس بتغش، إشمعنى إحنا، وكمان ممكن زمايلى يضربونى. - الأب: أحسن ما تخش النار. - الابن: يا بابا، لو كل الغشاشين هيدخلوا النار، يبقى أنا هعمل إيه فى الجنة لوحدى، خلينى معاهم أحسن! عند هذه النقطة من الحوار، توقف الأب، أحس بالهزيمة، وبأن دروس الدين وحفظ القرآن التى يوفرها لابنه بلا جدوى، وأنه أب فاشل، ولم ينجح فى تربية ابنه، لأنه لا يربيه وحده. بدأ الأب يستعرض واقع حياته، ليكتشف أن الغش فى كل مكان، ليس فقط فى لجان الامتحان، ولكن أيضاً فى لجان الانتخابات، وفى إدارات المرور، كل المصالح الحكومية، تولى المناصب.. باختصار الغش وصل للعضم. هو يعرف ذلك مبكراً، وكان يراهن على المستقبل، على الأجيال القادمة، ولكن مواجهته مع ابنه صدمته، لأن الجيل الجديد الغض، نخر السوس أيضاً فى عقله الصغير.. حسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected]