حالة من الحزن تسيطر على أصحاب زرائب الخنازير والعاملين بها بعد التخلص من جميع الخنازير مصدر رزقهم الوحيد، ووقف عدد منهم أمام الحظائر التى خلت من الخنازير ولم يعد يتبقى منها سوى أطنان الروث وأكوام القمامة التى كانت تتغذى عليها، بالإضافة إلى عدد غير قليل من الكلاب الضالة. واتهم أصحاب وعمال حظائر الخنازير المسؤولين بتشريد آلاف الأسر فى الشوارع بعد ذبح الخنازير، وشككوا فى تنفيذ وعود المسؤولين فى توظيفهم بشركات النظافة بعد انقطاع مصدر رزقهم الوحيد، وقالوا: «تصريحات المسؤولين فى وسائل الإعلام وردية ولن تنفذ على أرض الواقع»، وهددوا بالاعتصام والإضراب أمام مجلس الشعب فى حالة عدم تنفيذ المسؤولين وعودهم. ووقف أحد أصحاب الزرائب فى منشية ناصر، رفض ذكر اسمه، يصرخ: «أروح فين بعيالى السبعة بعد ذبح جميع الخنازير مصدر رزقى الوحيد». وأضاف: «لا أحد من المسؤولين يشعر بالمصيبة التى حطت فوق رؤوسنا، وتصريحاتهم وردية ولا نثق بها، فالمسؤولون فى محافظة القاهرة وعدونا بتشغيلنا فى شركات النظافة فوراً بعد الانتهاء من ذبح الخنازير، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، وجميعنا نجلس فى البيوت دون عمل ولم يعد لدينا مصدر رزق للإنفاق على أولادنا». «لا نعرف مصيرنا بعد ذبح الخنازير وتوقفنا عن جمع القمامة منذ البدء فى ذبحها».. هكذا قال «الشحات غالى» فى حسرة واصفاً حال أسرته بعد فقد مصدر رزقه الوحيد، وأضاف: «كنت أربى الخنازير منذ ما يزيد على العشرين عاماً للإنفاق على أسرتى الكبيرة من خلال جمع القمامة من الوحدات السكنية ولكن الآن لا أعرف كيف أنفق على أولادى». واتهم «غالى» المسؤولين بتشريد آلاف الأسر قائلاً: «أصابنا الإحباط بعد ذبح الخنازير التى كنا بناكل ونشرب وننكسى منها، والحكومة ضحكت علينا بتعويض اتصرف فى أقل من أسبوع وسنتوقف عن جمع القمامة من الوحدات السكنية». ولم يختلف حال «أسعد»، أحد أصحاب حظائر الخنازير، بعد إعدام خنازيره التى وصل عددها إلى 33 خنازيراً عن سابقيه، فوقف واضعاً يده على خده قائلاً: «حسبى الله ونعم الوكيل، فلم يعد لدىَّ مصدر رزق للإنفاق على أسرتى المكونة من 7 أفراد بعد إعدام 30 خنزيراً (عشر) و(رضع) وذبح 3 فقط، واضطررت إلى بيع الكيلو منها بخمسة جنيهات فقط لأحد الأشخاص لعدم توافر ثلاجة لتخزين لحم الخنازير بها». من جانبه، أكد المهندس مختار الحملاوى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، أن جامعى القمامة «منظومة» يجب الحفاظ عليها، لذلك سيتم رصد أعداد أصحاب الزرائب المتضررين من ذبح خنازيرهم من أجل استيعابهم للعمل فى شركة الفسطاط والشركة الإسبانية للنظافة. وأوضح الحملاوى أنه سيتم تطوير مهنة جمع القمامة بشكل لائق من خلال السماح لجامعى القمامة بالعمل فى جمع المنتجات البلاستيكية من القمامة وتدويرها داخل مصانعهم، ولكن المواد العضوية سيتم التخلص منها فى المدفن الصحى بمنطقة الوفاء والأمل دون رسوم.