عورة وطن

■ نقر أمامكم بالهزيمة.. ولا نقر لكم بالاستسلام.. بالنسبة لكم الشعب قال كلمته، بالنسبة لنا الشعب ليس كله ملكاً لكم.. فهو مازال حراً قادراً وعقله لا يهان.. نعم هناك شعب ربح من خسارته.. وهناك شعب آخر فى الوطن نفسه خسر من نجاحه.. عملية ديمقراطية ربما تكون مقبولة ولكن ليس فى ظل هذا المناخ من أيام عجاف لا يوجد فيها مخزون كاف من الحكمة يقينا من شر جفاف العقول والقلوب لهؤلاء.
■ فقد تمت المهمة على كل حال وأصبح الدستور واقعاً أمامنا لا محال.. ومجلس الشورى اكتمل بالتعيينات، لتزيد الشرعية والتشريع.
والاقتصاد فى مرحلة الاحتضار فلا سياحة ولا استثمار.. فهذا لا يدركه تجار الأغذية للعقول والبطون حتى لو سقطت دولة القانون، فالثقة أصبحت مفقودة بين الجميع.
■ والله العظيم لو استدعينا كبرى شركات التسويق والإعلان لتشويه صورة الإخوان فلا يمكن أن يكتب لها النجاح بهذه السرعة والقوة كما فعلوا بأيديهم فى أنفسهم، فكانت أفعال ومبادرات وتصريحات وتصرفات الإخوان أسلوباً كافياً ووسيلة مضمونة للاستفزاز والرفض، وتساهم كل يوم فى تآكل الشعبية والتقدير فى الداخل والخارج، فلا احتراف ولا احترام للآخرين والاهتمام الوحيد هدم المؤسسات ومحاربة الأشخاص والآراء، ولا إيجابيات فى مجال الاحتواء والبناء، والنتيجة: بعد شهور انشق الشعب المصرى بين ضفتى النيل انشقاقاً سياسياً واجتماعياً أصيلاً.. فانكشفت عورات للأغلبية فى الشكل والمضمون.
■ أصبحت الحجارة والمولوتوف هى أفضل وسيلة للتعبير.. وسقوط الضحايا الطريق الوحيد للتصعيد.. فلا يهم أن تسقط الدولة ومؤسساتها، المهم الاستحكام وبسط السلطة.. وهموم الناس هى فى عدد الاستقالات والوقفات أمام القضاء، ونائب يستقيل ثم يتراجع تحت أعذار التهديد؟! ونائب رئيس جمهورية يستقيل فى آخر دقيقة قبل الدستور بساعات بحجة الضغوط السياسية؟! غريب، وماذا عن مواقفه من حصار الدستورية والإعلان الدستورى والتعدى على استقلال القضاء، والأعذار بأنه لا يعلم أو لم يحضر أو أسباب لا تقنع، وفى النهاية أكد أن البقاء للأقوى؟! أوليس للأصلح؟! نأسف، كلها بصمات تركت على سطور فى تاريخك ومستقبلك وهذه الاستقالة لن تشفع فى أنكم كنتم شاهداً على تجاوزات وأفعال، فسبحان مغير الأحوال؟!
■ أما القامة المستشار أحمد الزند فلن تؤثر الإصابات والهجوم على صورتك فى ذاكرة الوطن، فهناك من تظل لهم صفة رجال دولة على مدى التاريخ.. وهناك من المتسلقين أو المزيفين، والمصالح الوطنية هى من تحدد الهوية الحقيقية للجميع.
■ سقطت أوراق التوت وكشفت عورات الوطن قبل نهاية العام فعليكم سرعة الترميم وجمع شتات الوطن، فاعلموا أنه «لو دامت لغيركم ما أتت إليكم» فاستروا أنفسكم يا من تدعون الحكمة والإيمان.
gailane.gabr@yahoo.com