ماهى الأسس الواجب توافرها حتى يصبح المرشح - سواء من أعضاء مجلس الشعب أو الشورى أو حتى القيادات فى الوحدات المحلية - إضافة قوية للحزب الوطنى لجذب الجماهير للانتماء للحزب الوطنى؟ الحزب يسعى دائما للتطوير وبالتالى فهو يعيد ترتيب أوراقه من وقت لآخر وفقا لمتغيرات المجتمع ومتطلباته، فالحزب يسعى دائما وأبدا إلى استقرار المجتمع ومن مصلحته بالطبع إختيار أنسب مرشحيه لسد الفجوة التى قد يتلاعب عليها البعض من المعارضين وبالتالى فاختيار مرشحيه وفقا للتواجد والالتحام المباشر وأيضا للثقة والأمانة تعتبر أهم عناصر الاختيار فى المرحلة القادمة. فأولى مراحل حل المشكلة أو السعى للتطوير أن نضع أيدينا على الأسباب التى قد تقلص بعض الشئ من فرص نجاح الاتصال المباشر لأى عضو مع جماهيره وناخبيه وهى توخي الدقة التامة عند إختيار قياداته القاعدية في الاقاليم خاصة، ولا يرتكز علي تقارير الأمن وبعض القيادات المحلية، ولكن يجب أن يكون له جهازه الخاص مركزيا والذي يقوم بهذه المسئولية وليكن من الشباب فهم أكثر نشاطا وحيوية ووعيا الان وثقافة. فهناك قيادات في مواقع كثيرة غير مثقفة سياسيا أو مؤهلة لقيادة الجماهير يساندها الحزب في الوقت التي تنتقدها الجماهير. وبالتالي فان هذه القيادات عندما تاتي إلي القيادة سواء في مجلس الشعب أو المحليات فأنها تختار أعضاء وقيادات محلية أكثر ضحالة منها ومن التابعين لهم شخصيا، وبذلك يصبح الانتماء مفقودا للحزب، وأيضا لأنها لا يمكنها أن تاتي بقيادات تفوقها فهما ومعرفة بالواقع وبالتالى فهى تدور داخل دائرة مغلقة ولا تتصل مع من هم أكثر وعيا وعلما منهم، فهم خارج هذا النطاق، فالإصلاح لا ياتي إلا من خلال قيادات واعية ومدركة ومثقفة ومدربة ومشبعة بفكر الحزب. كما أري أن يتخلص الحزب من الوجوه التي انتهت أدوارها من عشرات السنين وتخطاها الزمن بأفكاره والعمل علي خلق قيادات شابة واعية ومخلصة فى كل المدن والمراكز والقرى. أما بخصوص اختيار رجال الاعمال لتولى مثل هذه المناصب فإننى ارى أن هناك كثيرا من رجال الاعمال يدخلون فى العمل السياسى رغم الكم الهائل من أشغالهم ومصالحهم الخاصة، وهذا يعنى انشغالهم معظم الأوقات عن الجماهير والناخبين وسيقتصر اتصالهم على فئة معينة وهى المتواجدة فعليا مع هؤلاء رجال الاعمال دون تواجد فعلى أو اتصال مباشر مع الناخبين. ومن المعروف أيضا أنه فى كل مكان يوجد به رجال أعمال فلابد أن يكون لهم حاشية هى المستفيدة وهى التى تنشئ حاجز بين المرشح من رجال الأعمال وبين الجماهير والناخبين، وبذلك بدلا من أن يصبح العضو من رجال الأعمال عضوا ناشطا جاذبا للحزب يكون عضوا منفرا بسبب بعده وعدم تفرغه وعدم تواجده الدائم فى الدائرة التي انتخب من أجلها. فبدلا من أن يكون إضافة للحزب الوطنى يكون الحزب هو الذى يضيف إليه وبذلك يصبح مفروضا على الجماهير. ويعزف كثيرا من المواطنين عن انتخاب مرشح الحزب الوطنى ويضطرون لانتخاب أى عضو اخر فى أى حزب حتى ولو معارض لأنهم يلعبون على وتر الجماهير من خلال قربهم والتحامهم المباشر مع الشعب. مع كامل العذر لكل رجل أعمال إقتصادى ناجح فليس بالضرورة أن يكون ناجح سياسيا أيضا. لذلك نرجوا من الحزب الوطنى عدم الاعتماد على المرشحين من رجال الاعمال فى الدوائر الانتخابية المختلفة لعدم تفرغهم للعمل السياسى من ناحية وأيضا لصعوبة الفصل بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة. ولذلك لابد أن يكون مرشح جاذب وقريب من الناخبين وليس بعيدا عنهم.