بقلم:- حسن منسى كثيرا ما أسير بالشوارع أو أجلس بالمقاهى أو أجلس للأتناول وجبة ما بأحد المطاعم الشعبية أو حتى غير الشعبية، وذلك عادة ما أكون بمفردى أو بصحبة أصدقائى وأثناء هذا عادة ما يستفزنى مشهد ما أو حدث ما يترك بداخلى اسئلة عديدة عادة لا أجد لها ردود. ولكن منذ فترة وأنا يراودنى سؤالا واحدا ويتكرر كثيرا ويلح أكثر وأنا كالعادة لا أجد له أى رد ألا وهو. ألم يأن الأوان لهذا الشعب أن يحيا حياة الكرام؟ وكيف لهذا الشعب أن يحيا حياة الكرام؟ وبدأت أفكر كثيرا و مطولا لأخرج بعدة إستفسارات لتصعب على الأمور كثيرا. وهل نستحق أن نحيا حياة الكرام؟ وهل نملك نحن أن نحيا حياة الكرام أم يملك هذا آخرون؟ ولمذا يرفضون لنا هذه الحياة؟ ولعلى إهتديت إلى بعض الأجوبة لأريح بالى وخاطرى ولكى تكون كشفاء لى من الحالة التى انتابتنى من جراء هذه الاستفسارات. ولكنها لم تكن إلا صورا أعيد تجميعها بعد أن كانت فرادا لتظهر بعد تجميعها حجم الكارثة التى نحياها يوما بيوم ومنذ سنوات. ألم يأن لهذا الشعب أن يحيا حياة الكرام؟ ليس منا من ينكر علينا هذا الحق، فهو بالتأكيد ليس مصريا ولم يكن فى يوما من الأيام. فعبر التاريخ كان إما هكسوسيا أو رومانيا أو روميا أو بيزنطيا أو صلبييا أو مغوليا، وفى العصر الحديث كان فرنسيا أو إنجليزيا أو إسرائيليا، وهؤلاء كان الشعب كفيلا بهم فلم ولن يستطيعوا يوما كسرنا أو إهانتنا. ولكككككككككككن أن ينكر علينا هذا الحق أناسا منا نشأوا بيننا وتربوا من خير هذه البلد وأمل الناس بهم خيرا وهم يأتوا بعد ذلك ليفعلوا بنا ما لم تستطع أن تفعله دولا وشعوبا وحضارات على مر العصور. كيف استطاعوا وهم منا، كيف؟ كيف استطاعت بطونهم هضم السيمون فيميه والكافيار والبيكاتا والملايين منا تأكل يوميا الخضراوات والفاكهة المسرطنة التى هم من جلبوها وأدخلوها، لنجد أن الرضيع يولد الآن مصابا بمرض السرطان وأبناءهم تولد خصيصا بأمريكا وانجلترا لتحصل على الجنسية. كيف استطاعوا أن يروا شعبا هم خرجوا من تحت عباءته وهو يشرب لبنا من بودرة السيراميك وزيتونا مصبوغا بورنيش الأحزية ولحوما فاسدة وقمحا غير صالح للاستخدام الادمى . وكيف هنأت عيونهم بالنوم دون الآلام وكوابيس عندما غرقت الناس فى عبارة الموت واحترقت بالقطارات وقتلوا بعضهم البعض بطوابير الخبز أو من أجل بضعة جنيهات. وحتى عندما تسرطنا وفشلت كلانا ودمرت الفيروسات أكبادنا لم نجد منهم سوى دماء فاسدة فى أكياس فاسدة وحضانات صاعقة ومستشفايات بالية عليك أن تحجز أولا قبل أن تمرض حتى لاتنتظر وأنت مريض. فإذا كنت فقيرا عليك إما بالموت فى صمت أو أن يبيع أحد ابناءك جزء من أعضاءه ليدخلك مستشفى تجد بها الحد الأدنى من الرعاية. حسنا، والأن وقد أصبحت مصر سجنا كبيرا ومنيعا على أبناءها لم يتبق لنا شىء سوى الهروب (الهجرة) فأمامنا طريقين إما شرقا أو غربا. فمن سافر شرقا ضرب وأهين وسجن وجلد ومنهم من ينتظر حكما بالإعدام ليس لشيء سوى لأنه اصبح رخيصا فحينما يهان أو يجلد او حتى يعدم .. فمن يسأل أو يأبى. ومن سافر غربا توجر به فإذا ما وصل قد يجد نفسه مباعا إلى مافيا تجارة الرقيق وعادة لايصل لأنه يغرق. والأن ماذا علينا أن نفعل؟ كى نشعر بآدميتنا كى نشعر باحترام الذات ولكى نسترجع قيمنا الروحية والإنسانية وكى نجعل من أنفسنا ولأجل أبناءنا مثال فخر وعزة مثلما كان أجدادنا.. أو باختصارا شديد.................... كيف لنا أن نحيا حياة الكرام؟