«أسوشيتدبرس»: حكومات «الربيع العربي» بحاجة لتحديد علاقة الدين بالسياسة

قالت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، الجمعة، إن السياسيين في دول الربيع العربي بحاجة لتحديد مدي علاقة الدين بالسياسة في مجتمعاتهم، وإن ثمة عامل مشترك بين مغزى فريضة الحج التي تمنح المسلمون فرصة سنوية لتجديد إيمانهم، والتعمق في جذور عقائدهم الدينية، ومدى استخدام الحكومات العربية للدين في السياسة.
وأصدرت الوكالة تقريرا قالت فيه إن «الدول العربية تواجه مشكلة سيطرة الإسلاميين على الحياة السياسية، وخاصة بعد الثورات التي أطاحت برؤساء هذه الدول، مما منح الإسلاميون الفرصة لكسب المزيد من النفوذ، والوصول إلى السلطة، وهذه الحكومات عليها تحديد مدي تعمقها في الإسلام».
وأوضحت الوكالة أن «مصر في حاجة إلى إجابة هذا السؤال خاصة بعد أن أتت الانتخابات الرئاسية بالدكتور محمد مرسي، خلفا للرئيس السابق، حسني مبارك، وتزايد نفوذ جماعة الإخوان المسلمين لتصبح القوى السياسية الأقوى في البلاد، إلى جانب الإسلاميين المحافظين المتمثلين في السلفيين، الذي يتبعون الطريقة السعودية في تفسير الإسلام»، بحسب الوكالة.
ولفتت «أشوسيتدبرس» إلى أنه «في الوقت الذي كان الحجاج المصريون يطوفون حول الكعبة، ويؤدون مناسك الحج خلال الأسبوع الماضي، كانت بلادهم تعيش في صراع مرير بشأن كتابة الدستور الجديد، حيث يضغط السلفيون من أجل الاحتكام إلى الشريعة بشكل صريح».
وأشارت الوكالة إلى أن «هذا الأمر يثير مخاوف الليبراليين من زيادة صرامة تطبيق الشريعة الإسلامية، وتمكين رجال الدين من أداء دور سياسي في الدولة، مما يحد من حقوق المرأة، وحرية العبادة، والتعبير، خاصة وأن الإخوان والسلفيين يسيطرون على الجمعية التأسيسية».
وتابعت: «المصريون الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام متفقين على أهمية كسب حياتهم صبغة إيمانية، إلا أن ذلك لا يعني موافقتهم على الخلط بين الدين والسياسة، وذلك وفقا لما نقل عن بعض الحجاج المصريين».
وأكدت الوكالة أن «مناسك الحج تظهر التنوع في تفسير المبادئ الإسلامية، فعلى سبيل المثال، هناك اختلاط بين النساء والرجال أثناء الصلاة داخل المسجد الحرام، رغم أنه يتم الفصل بينهم في مختلف مساجد العالم، فضلا عن أنه لا يسمح للنساء بارتداء النقاب أثناء الطواف وشعائر الحج، رغم اقتناع بعض المسلمين المتشددين في بعض دول العالم بضرورة تغطية المرأة لوجهها».