مع أنه قد خرج من صلبهم. ورغم انتمائه لهم ورغم استيطان كريمته فى كنفهم.. إلا أنه قد استعصى وحز وعز عليه أن يتستر على جرمهم وفجرهم وظلمهم وغيهم وبغيهم! إنه (ريتشارد جولدستون).. القاضى الدولى الجنوب أفريقى.. سيدى القاضى.. لقد عرفت الحق فعز وحز عليك أن تراه مهضومًا.. وعرفت العدل فعز وحز عليك أن تراه مهجورًا.. وعرفت الصدق فعز وحز عليك أن تراه منكورًا.. ومن هنا قمت وأنت لا تخشى فى الحق لومة لائم برصد تداعيات الهجوم الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة.. ومن خلال تقرير سطرت حروفه بدماء وأشلاء الشهداء من الأطفال والرجال والنساء وبدموع الأرامل والثكالى واليتامى الأبرياء ووضعت به إسرائيل خلف أسوار الادامة بجرائم حرب أمام الرأى العام! سيدى القاضى.. لقد تصديت لهم وتحديتهم وضربت عرض الحائط بحقدهم ومكرهم لكل من توسوس له نفسه تعكير صفوهم.. ولعل فى اغتيال بنيامين فرانكلين وجون كنيدى ومصطفى مشرفة وسميرة موسى ويحيى المشد وسعيد بدير ومحاكمة روجيه جارودى.. خير دليل على ما تكنه صدورهم سيدى القاضى.. عندما اعتليت منصبك وارتقيت منصتك أوسعوك مدحًا.. وعندما قلت كلمتك أوسعوك ذما وقدحًا.. وهنا يطل علينا التاريخ بما قاله يهود المدينة بخصوص (عبدالله بن سلام) عندما كان فى كنفهم (أنه حبرنا وخيرنا وابن حبرنا وخيرنا. وسيدنا وابن سيدنا، وكبيرنا وابن كبيرنا، وعظيمنا وابن عظيمنا) وعندما اعتنق الإسلام وغرد خارج سربهم قالوا (إنه وضيعنا وابن وضيعنا، وسفيهنا وابن سفيهنا، وحقيرنا وابن حقيرنا). عميد مهندس متقاعد/ محمد محمود سلامة الإسكندرية - المنتزه البحرية - برج الزهراء