ضبطت أجهزة الأمن عدداً من الشباب صغير السن، لا يتجاوز عمرهم 20 عاماً وهم يروجون ويتعاطون المخدرات.. السطور السابقة ليست جديدة فى حد ذاتها، لكن الجديد هو ما كشفت عنه محاضر التحقيق فى عدد من هذه القضايا، حيث تبين أن الشباب يكونون جمعية لشراء المخدرات، حيث يتعاطون جزءاً ويروجون الآخر بين زملائهم فى المعاهد والكليات. قال عدد من خبراء الأمن إن الظاهرة خطيرة ولابد من مواجهتها واقترحوا عدداً من الخطوات فى التحقيق التالى: قال العميد محمود قطرى، الخبير الأمنى، إن سبب اتجاه الشباب صغير السن إلى شراء وبيع المخدرات يرجع إلى انهيار منظومة الدولة على جميع مستوياتها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية، حيث أصبح الشباب محبطاً لا يجد عملاً ولا متنفساً سياسياً لآرائه ولا يستطيع الزواج، كما أن وزارة الداخلية لديها العديد من المشاكل الإدارية التى أدت إلى ضعف ارتباطها بالمجتمع، مما أدى إلى ظهور شباب صغير يتعاطى ويتاجر فى المخدرات. وأضاف قطرى أن المخدرات أصبحت تباع على «نواصى» الشوارع وفى مناطق محددة فى محافظات معروفة لكل المتعاطين، مما سهل من مهمة من يريدون الشراء والتعاطى، حيث أصبح التاجر والمتعاطى يشعران بالأمان بسبب تغافل بعض ضباط وزارة الداخلية عنهم لإهمالهم فى عملهم أو لفسادهم. وذكر قطرى أن ضعف رقابة الأسرة للأبناء يعد أهم أسباب اتجاههم لتجارة المخدرات، حيث يبدأ الأمر بالأطفال والشباب بشرب السجائر ويتطور من خلال أصدقاء السوء إلى تعاطى المخدرات. وقال قطرى إن البطالة ودافع الثراء السريع الذى تدعمه وسائل الإعلام جعلا الشباب لا يتورع عن ارتكاب أى من المحرمات حتى يصل إلى هدفه، وأشار إلى وجود احتمال بتورط تجار مدعومين من جهات خارجية، وعلى رأسها إسرائيل، لافساد الشباب والنشء. وشدد على أن الحل يتمثل فى إصلاح المنظومة الأمنية حيث يعود عسكرى الدرك إلى التواجد فى كل شارع كما يتواجد الخفراء فى شوارع القرى لمنع علنية تجارة المخدرات، بالإضافة إلى زيادة جرعة التوعية الدينية وتقديمها للشباب بشكل قريب من تفكيرهم ودعم فكرة العدالة الاجتماعية حتى يشعر كل مواطن بأن أمامه فرصة للارتقاء بشرف، وتحقيق أهدافه بجد. ورفض اللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الجيزة السابق، ما طرحه قطرى من وجود تقصير أمنى، قائلاً: «إن مباحث الأقسام وإدارة مكافحة المخدرات لا تتوقفان عن كشف العديد من القضايا سواء الخاصة بالمتعاطين أو التجار». وأكد إبراهيم أن المصادر السرية دائماً ما تنجح فى التوصل إلى صغار التجار بمجرد أن يظهروا على السطح. وأضاف أن قلة أسعار المخدرات وضعف الرعاية الأسرية ومنح الأطفال ما يزيد عن احتياجاتهم من الأموال تعد أهم أسباب تعاطى الشباب المخدرات ومحاولتهم الإتجار بها بعد ذلك حتى يستطيعوا توفير نفقات التعاطى. وطالب إبراهيم الأسر بأن يسألوا أبناءهم عن أصدقائهم والأماكن التى يذهبون إليها لمنع مثل هذه الأمور، كما طالب المدرسة والجامعة ورجال الدين بتوعية الشباب حتى يعدلوا عن مضمار الجريمة قبل أن يدخلوا فيه. وكشف اللواء حسنى عفارة، الخبير الأمنى، أن بعض التجار هم من يعرضون على الشاب أن يتاجر فى المخدرات هو وأصدقاؤه حتى ينفق على التعاطى. وأضاف أن زيادة عدد أطفال الشوارع والتسرب من التعليم يعد أهم أسباب ظهور تجار صغار فى المواد المخدرة. وطالب عفارة بخط ساخن لكى يقوم أى مواطن بالإبلاغ عن أى حالة يشاهدها فى أى منطقة لتجار المخدرات أو المتعاطين حتى يمكن التصدى للظاهرة. وشدد على ضرورة النزول بسن الأحداث إلى 15 عاماً بدلاً من 18 عاماً حتى يتم عقاب أى متورط فى تجارة المخدرات بشكل فعال يقضى على المتعاطين وصغار التجار.