إذا أنت جلست على مائدة طعام فى مكان عام، فهناك أصول لابد من الالتزام بها عند تناول الطعام أمام الناس. وكما أن للأكل فى الأماكن العامة قواعد، لا يجوز تجاهلها، فإن لكل شىء آخر قواعد وأصولاً أيضاً، ليس من اللائق أن تخترقها، وأنت تتعامل مع الآخرين! وهذه القواعد أو الأصول على بعضها، هى التى اتفق الجميع على أنها «فن الإتيكيت» الذى يضم كل ما يجب أن ألتزم به أنا، وتلتزم به أنت، إذا كان بيننا تعامل من أى نوع! مثلاً.. عند الجلوس على الموائد، فى الأماكن العامة، فأنت مدعو إلى أن تأكل بالشوكة والسكين، وليس بيديك، ولو أنت فعلتها بأصابعك فسوف تلاحظ أن العيون كلها متجهة نحوك، بما يعنى أنك قد تورطت فى شىء عيب، وأنك يجب أن تقلع عنه فوراً!.. ومن إتيكيت الطعام أيضاً، ألا تتناول الشاى أو السوائل عموماً، بصوت مرتفع، وألا تتجشأ وأنت بين الناس، سواء كنت على مائدة، أو على غير مائدة.. وأن.. وأن.. إلى آخر ما يجعل صورتك، لدى غيرك، مقبولة ومحببة، ولطيفة! وقد قيل فيما هو مأثور عن الرسول، عليه الصلاة والسلام، إنك إذا جئت لتأكل فإن عليك أن تسمى الله فى أول الطعام، وأن تأكل بيمينك، وأن تأكل مما يليك، أى مما هو أمامك مباشرة، على المائدة وليس من أمام الجالس إلى جوارك! وقيل أيضاً، إن الأكل والنوم عورتان، فإذا فعلتهما فإن عليك أن تستتر، بمعنى أنه ليس من اللائق أن تتناول طعامك، مثلاً، فى عرض الشارع، وكذلك بالنسبة للنوم! ومنذ سنوات لا تزيد على العشر، اقتحم حياتنا شىء جديد، اسمه الموبايل، الذى أصبح يطلبك فى أى وقت، على مدى 24 ساعة، دون تمييز، سواء كنت نائماً، أو على مائدتك، أو حتى وأنت فى الحمام، ويطاردك فى كل لحظة، وفى أى وضع كنت أنت عليه. وهناك مَن يعطى موبايله لسكرتيرته، وهناك مَن يغلقه فلا يرد عليه، وهناك مَن يكون منهمكاً فى عمل، فلا يملك وقتاً للثرثرة فى المحمول، خصوصاً إذا كان المتصل لا يتصل لشىء جاد أو حقيقى، وإنما لمجرد الكلام، وقتل الوقت! المفروض أن كل مَن يحمل موبايل، فإنما يحمله للضرورة، وكذلك بالنسبة لكل متصل، ولا أحد يعرف، إلى الآن، ما هو إتيكيت المحمول الذى يتعين علينا أن نلتزم به جميعاً، بعد أن وصل عدد المشتركين فيه، كما قال الوزير د. طارق كامل، مؤخراً، إلى 70 مليون مشترك. إتيكيت المحمول أصبح ضرورة، حتى يسهل حياتنا، بدلاً من أن يزيدها تعقيداً!