أثار الكاردينال بيتر تركسون من الروم الكاثوليك، ضجة كبيرة في الفاتيكان السبت الماضي، بعد عرضه لمقطع فيديو مدته 7 دقائق يحمل اسم «التركيبة السكانية للمسلمين» على موقع «يوتيوب» يحمل توقعات بانتشار الإسلام في أوروبا، وهو ما أثار حفيظة التجمع الدولي للأساقفة الاثنين الماضي أثناء فترة للمناقشة الحرة. وقال الأب توماس روزيكا في بيان للصحفيين، الذين لم يسمح لهم بحضور جلسات المجمع الكنسي، والذي حضره 262 أسقفاً: «عندما وصلنا هذا الصباح وجهت لي عدة أسئلة حول من المخطط لذلك؟ ولمصلحة من؟ ومن يقف وراء التنفيذ؟». وأضاف:« أثار الفيلم أعنف مناقشة حتى الآن في المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أسابيع وتعهد أحد الأساقفة بالرد على (تركسون) من خلال تقديم تقرير به بيانات توضح الحقيقة». ويتناول الفيلم بإحصائيات غير رسمية فكرة تزايد المسلمين في أوروبا، وزعم الفيلم أن دولًا أوروبية مثل فرنسا ستصبح في خلال 39 عامًا جمهورية إسلامية. وبسؤاله عن رد فعله لعرض الكاردينال بيتر تركسون للفيلم في الفاتيكان، حذر يحيي بالافشيني نائب رئيس الطائفة الإسلامية في إيطاليا من حرب قائمة على الأرقام من أجل التخويف، وأضاف: « ينبغي أن نركز كمسلمين ومسيحيين على تحدياتنا المشتركة بدلًا من أن نتحدى بعضنا بعضا في مواقف مخيفة حول من يزيد أو ينقص، لأن هذه هي مسؤوليتنا المشتركة كأخوة ومؤمنين بالله». وعقب عرض الفيلم أشار البعض إلى أن أرقام نسبة المواليد المستخدمة في الفيلم والتي تدعي أن المرأة الفرنسية تنجب في المتوسط 1.8 طفل سنويًا، في حين تنجب المرأة الفرنسية المسلمة 8.1 طفل، لا يمكن أن تكون حقيقية، لأن فرنسا لا تجمع الإحصاءات وفقا للديانة. من ناحية أخرى أشارت دراسة أجراها مركز «بيو» للأبحاث ومقره الولاياتالمتحدة إلى أن عدد المسيحيين حول العالم في عام 2010 بلغ 2.18 مليار نصفهم من الكاثوليك، بينما أشارت الدراسة نفسها إلى أن إجمالي عدد المسلمين من جميع الطوائف حول العالم بلغ 1.6 مليار، ومن المتوقع زيادة عددهم ليصلوا إلى 2.2 مليار في عام 2030.