أثبتت الصناعة على مر العصور أنها المحتوى الذى يضم بين جنباته مختلف أوجه العلوم النظرية والتطبيقية بصفتها المجال الفعلى للتطبيق والمستخدم الرئيسى لجميع هذه الوظائف . ونحن فى عصر التقنيات الهائلة والتطور العلمى المتسارع لم يعد إنتاج سلعة ما غاية فى حد ذاته، فقد أصبح العميل وما يحكم مزاجه وأنماطه الشرائية وتطلعاته الشخصية المحرك الأساسى لجهود وتوجهات أى مؤسسة إنتاجية. لذا فقد بات تصميم الشكل لأى منتج وكذا شكل العبوة يهدف فى المقام الأول إلى إيجاد تآلف بين الإنسان ذاته والمنتج والأمثلة على ذلك كثيرة: النجاح الأسطورى لزجاجة الكوكاكولا التقليدية، التى حافظت على تألقها منذ خمسين عاماً، محطمة أى أرقام قياسية لدورة حياة المنتج، كانت وراء نجاح هذا المشروب بهذا القدر غير المسبوق. إن زجاجات العطور وما تأتيه من وقت تلو الآخر بتصميمات مختلفة هى المحرك الأساسى لنجاح هذه الصناعة القائمة على تكلفة للزجاجة تبلغ من 30 : 50 ضعف لثمن العبوة من العطر وعكس هذا صحيح، فلو عرضنا على الفئات الفقيرة عبوة العطر داخل أنبولة زجاجية بعشر الثمن لما اشتراها أحد. صناعة السيارات وما تطلقه من طرازات جديدة تراعى فيها التصميمات المختلفة لرفع الكفاءة وخفض استهلاك الوقود ورفع معدلات الرفاهية، كما تولى اهتماماً خاصاً بشكل عجلة القيادة وعصا تغيير السرعة، وذلك لأنها الجزء من السيارة الذى يتعامل معه قائدها من منطلق التفاهم والتلامس المباشر، على الجانب الآخر فإن تلك الشركات الناهضة فى صناعة السيارات تحرص على أن تطلق منتجاً جديداً كل دورة دون انتظار لتحافظ على استمرار الإقبال على منتجاتها، والتى تطبقها فى دورات متعاقبة تتفوق فيها على نفسها قبل أن تكون منتجاتها السابقة قد تخلى عنها عرش تفوقها وهى تؤدى بذلك سلوكاً قيادياً يأخذ بالمبادأة «Leading Attitude» وهى صورة من صور حسن استثمار النجاح. إن تصميم الشكل القائم على توظيف الإبداع هو فى الواقع الجسر الذى يعبر عليه منتج ما بحر الغربة ليصبح فى نطاق الألفة المحببة للعميل، وبذا برز مفهوم الإبداع الصناعى والصناعة ذات البعد الفنى. www.naderriad.com